أشار رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع الى أنه “تبيّن له شخصياً ومن خلال الإتصالات التي يقوم بها في موضوع ملف رئاسة الجمهوريّة أن الم نظومة لا تزال موجودة وهي تستمر بعملها كمنظومة وكأن شيئًا لم يكن”، لافتا إلى أن “محور الممانعة لا يريد العماد جوزيف عون، وبطبيعة الحال، التيار الوطني الحر أيضًا لا يريده، وهم يخططون لإسقاطه في الانتخابات”.
وقال: “المنظومة تعمل ليلًا ونهارًا لتهريب رئيس للجمهورية لا يحقق طموحات الشعب اللبناني، وإنما يضمن لهم استمرار المرحلة الماضية. وفي المقابل، نحن مستمرون في العمل بكل جدية لمنعهم من تحقيق ذلك، ولن نسمح لهم بإعادة إحياء أنفسهم من جديد من خلال رئيس ينفذ أجندتهم”.
ولفت إلى أنه “مع التطورات كلها التي حصلت في لبنان، وما تلاها في سوريا، افترضنا على الأقل أن الغالبية العظمى من السياسيين، إن لم يكن جميعهم، سيجرون إعادة قراءة، أي أن يعيدوا تقييم مواقفهم ويبنوا سياستهم على ضوء ما حصل”، موضحا أنه “تبين له أولاً من خلال الاتصالات التي يجريها بشأن موضوع رئاسة الجمهورية أن الفريق الآخر لا يقبل بأي شكل من الأشكال انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهوريّة”، وقال: “إن كل ما تسمعون من تصريحات، على شاكلة (لنرَ، وسنرى، ونفكر في الموضوع)، وغير ذلك، جوفاء ومجرد كلام بكلام.
وتابع: “أنتم ترون كيف بدأوا يتعاملون مع الأمر. لقد بدأوا منذ الآن بنغمة انتخاب العماد عون يحتاج إلى تعديل دستور ي، ولا يمكن أن يتم ذلك من دون تعديل دستوري، في حين أن غيره لم يكن بحاجة إلى تعديل دستوري، أما بالنسبة له، فلا يمكن انتخابه إلا بتعديل دستوري. ليس هذا فحسب، بل إنهم يقولون إن التعديل الدستوري يجب أن يتم تبعاً للآلية الدستورية، الأمر الذي يتطلب وجود حكومة مكتملة الصلاحيات، وأن يكون لدينا رئيس للجمهورية. بالإضافة إلى ذلك نسمع أيضاً أنه كي يتم التعديل، نحن بحاجة إلى دورة عادية للمجلس النيابي، مع العلم أن المجلس النيابي سيخرج من دورته العادية في نهاية الشهر وبالتالي، عندما تنعقد جلسة الإنتخاب في التاسع من كانون الثاني، يكون المجلس خارج الدورة العادية”.
وشدد جعجع على انه “أصبح واضحًا أن محور الممانعة لا يريد العماد جوزيف عون. وبطبيعة الحال، التيار الوطني الحر أيضًا لا يريده، وهم يخططون لإسقاطه في الانتخابات”، مشيراً إلى أن “الأمر الأهم من ذلك كله هو ما تبين لي شخصيًا بأن المنظومة ما تزال منظومة وكأن شيئًا لم يكن، فـالمنظومة ما تزال موجودة”. وقال: “في مجلس الأمن، هناك أعضاء دائمون، وأعضاء يتبدلون سنويًا، والأعضاء الدائمون هم الدول الخمس الكبرى. هذا النظام موجود عندنا أيضًا لدى المنظومة. لدينا أعضاء دائمون في المنظومة، ولدينا آخرون يتبدلون. الأعضاء الدائمون في مجلس أمن المنظومة هم محور الممانعة والت يار الوطني الحر، فيما الآخرون يتبدلون، يضمّون هذا ويُعطونه قطعة جبنة من هنا، ثم يخرج او يُخرجونه ليضمّوا آخر بحسب الحاجة”.
وأضاف: “لقد تبين لي أن هؤلاء وبعد كل ما حصل، وبدل أن يبادروا الى إعادة قراءة فعلية، قاموا بإعادة قراءة عكسية، وبدأوا تنظيم صفوفهم من جديد، سعياً لإيصال رئيس للجمهورية ينفذ أجندتهم وما يريدون، لأنهم يدركون أنه لا يمكنهم إيصال رئيس جمهوريّة من صفهم بشكل مباشر”. وقال: “أنتم تفكرون في شيء، والعديد من الشعب اللبناني يفكر في شيء، فهم في مكان آخر تمامًا. أريدكم أن تعرفوا أن المنظومة ما تزال قائمة، ولو أنها لم تعد تجرؤ على الظهور العلني بعد 17 تشرين الأول 2019. لكن وجودها لم يتغير. النفس ذاته، والمقاربات، والممارسات، والمصالح ذاتها، كل شيء لا يزال موجودًا. والمنظومة تعمل ليلًا ونهارًا لتهريب رئيس للجمهورية لا يحقق طموحات الشعب اللبناني، وإنما يضمن لهم التواصل مع المرحلة الماضية. وفي المقابل، نحن مستمرون في العمل بكل جدية لمنعهم من تحقيق ذلك، ولن نسمح لهم بإعادة إحياء أنفسهم من جديد من خلال رئيس ينفذ أجندتهم”.
واستطرد جعجع في كلمة بمناسبة حزبية: “بعد هذه التطورات كلها والوعي الذي تشكل لدى الشعب اللبناني، أتمنى أن يمتد هذا الوعي ليشمل مجلس النواب وجميع النواب، لأن هناك كتلة من 70 إلى 80 نائبًا على الأقل يجب أن يفكروا في ما يجب أن يتم فعله لمصلحة الشعب اللبناني، فيقوموا به، ولو لمرة واحدة فقط. أما نحن فمستمرون في العمل بكل جد، ولن نتراجع أبدًا. حتى في عز أيام المنظومة لم نتركها تأخذ مداها، والآن لن نسمح لها بذلك”.