"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

موجة النزوح السورية الجديدة.. أخطر مما يعتقد البعض

علي حمادة
الأحد، 24 سبتمبر 2023

موجة النزوح السورية الجديدة.. أخطر مما يعتقد البعض

لم يعد من الممكن التعامل مع قضية النزوح السوري بخفة أو سطحية. فالموجة الجديدة من النازحين، التي يدفع بها النظام بشتى الأساليب الى لبنان، في محاولة لاغراق البلاد بمئات الآلاف من النازحين الجدد، تمثل تحدياً كبيراً على المستويات كافة، من الامن، الى الاجتماع، الى الديموغرافيا و الاقتصاد، و ما تبقى من البنى التحتية اللبنانية الشغّالة حتى الآن.

ولأن الموجة الجديدة من النزوح المنظم مافيويا، غير مرتبطة بالمسألة الإنسانية، لا يمكن تقبل ما يحصل بلا مبالاة، لاسيما عندما ندرك ان النظام في دمشق، هو من يقف خلف تنظيم مافيات تهريب البشر عبر الحدود، مع المافيات في الجهة اللبنانية التي يقيم العديد من “باروناتها” المحليين، صداقات و علاقات تخادمية، مع نواب من الأطراف من البقاع الى الشمال.

هذه العلاقات، تمنع ان تحرك فاعل للاجهزة الأمنية، حتى لو تلقت الاوامر بالتصدي للموجات المتتالية من النازحين، واعادتهم فورا الى بلادهم. و من الواضح، انه عندما يقف خلف الحدود طرف متواطئ، في عمليات تهريب النازحين الى البلد المجاور، فإنه يكون ربح نصف المعركة . اما عندما يكون العمل الاجرامي مشتركا على جانبي الحدود، فلا جيش و لا قوى امن، بوسعهما ان يوقفا هذا المد البشري.

ما يحصل، فعل يتم بقرار سياسي، على اعلى مستويات النظام في دمشق. ثمة قرار بإغراق لبنان بمليون نازح جديد لاهداف عدة. أولها الرد على الانفتاح العربي، الذي تضمن ورقة عمل جرت صياغتها، على أساس سياسة الخطوة في مقابل الخطوة التي ابتكرها الأردنيون، بسبب ضعف ثقتهم بنوايا النظام السوري، و بسبب تفاقم ازمة تهريب المخدرات المصنعة في سوريا بشراكة مثلثة الاضلع، مافيا، نظام و ميليشيات إيرانية.

وليست المخدرات، المهربة عبر الأردن الى الدول العربية المشكلة الوحيدة، بل السلاح أيضا، الذي يهدد الامن القومي، لكل من الأردن ومن بعده دول الخليج، إضافة الى السلطة الوطنية الفلسطينية، أي الشرعية الفلسطينية في الضفة الغربية، التي تتعرض لحرب إسرائيلية معلنة، و اخرى غير معلنة من “حماس” و ا”لجهاد الإسلامي”، في اطار محاولة الانقلاب الجارية على قدم و ساق، بقرار إقليمي مصدره ايران.

الهدف الثاني، محاولة دفع المجتمع الدولي بدءا من الأوروبيين، الحساسين جدا من قضية اللجوء الكثيف عبر البحر، الى التفاوض حول تمويل معين للنظام، لكي يحد من المد البشري. و لعل كلام المسوؤلين القبارصة قبل أيام عن ان “الجدار اللبناني”، يكاد يسقط امام حجم الموجة البشرية الكبيرة، التي تأتي من سوريا، بما يهدد أوروبا، بدءا من اقرب نقطة الى لبنان، أي قبرص، ما يؤشر الى خطورة الموقف.

الهدف الثالث، مواجهة العقوبات الأميركية الشديدة، بجحافل النازحين الى لبنان، و تهديد أمنه، واستقراره الهش، و خصوصاً ان الأولوية الأميركية، هي استقرار الحدود مع إسرائيل بالحد الأدنى. اما الهدف الرابع، فمتعلق بلبنان نفسه، و عقدة النظام حيال لبنان. تريد دمشق الضغط بقوة على الداخل اللبناني، للإبقاء على أوراق مؤذية للبنان، يمكن استخدامها لاحقا.

في مطلق الأحوال، لا بد من تحرك لبناني سريع و فاعل، من اجل احتواء هذه الموجة، التي تنذر بأخطار كبيرة، ومن بينها العنف.

المقال السابق
كمال جنبلاط في السويداء المنتفضة

علي حمادة

كاتب ومحلّل سياسي

مقالات ذات صلة

قراءة عسكرية بريطانية لما حلّ ب"درة تاج"أيران في لبنان

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية