نشرت صحيفة “النهار” جزءًا من رسالة الكترونية أرسلها الوسيط الأميركي غرد هوف الى الصحافي سركيس نعوم، جزم فيها بأنّ الرئيس السوري الحالي بشار الأسد أبلغه بأنّ مزارع شبعا ليست لبنانية على الإطلاق بل هي سورية.
وورد في رسالة دوف الآتي:
“دخلت مزارع شبعا ومساحتها 25 كيلومتراً مربعاً قاموس الصراع العربي – الإسرائيلي قبل نحو ربع قرن. وهي لا تزال تجذب العنف. الهدف من ذلك تبرير استمرار الميليشيا اللبنانية المسلّحة بقوة وصاحبة الترسانة العسكرية الكبيرة التي تمثّل إيران. بين 2009 و2011 كنتُ أسعى الى التوسط بين سوريا وإسرائيل. وقد برز موضوع المزارع بقوة في أثناء محادثات دقيقة وخطرة مع الرئيس السوري بشار الأسد. حتى اليوم لا أزال مذهولاً ومصدوماً من الذي قاله لي والذي جعلني أستنتج أن الهدف الأول لاستمرار المقاومة اللبنانية لإسرائيل عبر “حزب الله” هو استمرار احتلالها أراضي لبنانية رغم انسحابها شبه الكامل منه عام 2000، ورغم ترسيم الحدود بين الدولتين بما سُمّي الخط الأزرق، كما رغم الخلافات “الصغيرة” على نقاط عدّة فيه. هذا الانسحاب أحدث مشكلة لـ”حزب الله” هي: لماذا يجب أن يبقى مسلّحاً رغم أن مهمته العسكرية انتهت وإلى نجاح؟ لكن “الحزب”، بمساعدة من ضابطٍ لبناني، وجد المبرّر الذي يحتاج إليه للاحتفاظ بالسلاح وللاستمرار في القتال. وهو الإصرار على أن مزارع شبعا لبنانية وهي لا تزال محتلة ولا بد من استعادتها بالقتال.
لكن سوريا المستقلة حكمت هذه المنطقة منذ استقلالها بوصفها جزءاً من الجولان. والخرائط اللبنانية والسورية العسكرية تدعم ذلك. ولبنان المستقل لم يحتجّ على ذلك ولم يطالب بالمزارع في حينه. ورغم محادثات لبنانية – سورية قليلة قبل حرب 1967 بقيت المزارع سورية بتأكيد الخرائط اللبنانية. والحقيقة “أضاف هوف “هي أنه عام 2000 وما بعده كانت سوريا اللاعب الأول في لبنان لا إيران. وعام 2009 أصبحتُ الوسيط الأميركي لتحقيق سلام بين سوريا وإسرائيل… وفي أُثناء الخوض مع الأسد الابن في ذلك في اجتماع ضمّنا وحدنا واستمر 50 دقيقة في 28 شباط 2011 سألته: “ما رأيك في مطالبة لبنان بمزارع شبعا وفي اعتباره إياها لبنانية؟“. أجاب الأسد: “مطالبة لبنان باستعادة المزارع هي مثل عادة سيّئة. الخرائط أظهرت أنها سورية وأن بالإمكان إجراء تصحيحات طفيفة مستقبلاً عليها لكن المزارع هي أرض سورية”. بذلك اعترف بأن مطالبة لبنان باستعادتها كانت بلا سندٍ قانوني وأن الهدف منها كان استمرار المقاومة من أجل تسهيل استعادة الأراضي السورية المحتلة بالضغط على إسرائيل عسكرياً ولكن من لبنان.