مع وصول جان إيف لودريان، المبعوث الشخصي للرئيس إيمانويل ماكرون إلى لبنان، رصدت شبكة “فرانس أنفو” موقف اللبنانيين من فرنسا رئيسها ودور مبعوثه، في محاولة للتحقق من التقارير التي تتحدث عن تقهقر شعبية ماكرون في “بلاد الأرز”. وعاينت “فرانس أنفو” دقة هذه التقارير، ونشرت تقريرًا ورد فيه الآتي:
في حي البدارو الراقي في قلب بيروت، يمكن ملاحظة الكثير من اللبنانيين الناطقين بالفرنسية ومحبي اللغة الفرنسية. تشير نينا قائلة: “فرنسا هي وطننا الثاني، كنا نحب ديغول وشيراك والجميع…” قبل أن تستدرك هذه السيدة الثمانينيّة ضاحكة: “لكنني لا أدري ما لدى ماكرون، لم نعد نحبه، كنا نحبه ولكننا لم نعد نحبه!”
شعور بالخيانة من فرنسا
قبل ثلاث سنوات، استقبل إيمانويل ماكرون بحفاوة من قبل الحشود عند زيارته لعاصمة لبنان بعد انفجار المرفأ. تتذكر نينا بمرارة قائلة: “كنا نقول: ‘أوه، إنه منقذنا’، وجرى الجميع نحوه”. “اليوم، أشعر بالخيانة ل أننا كنا نعتمد حقًا على فرنسا”.
هذا الشعور بالخيانة ينتاب الكثير من اللبنانيين الذين يتهمون فرنسا بالسذاجة في مواصلة الحوار مع الطبقة السياسية الفاسدة. لذا فزيارة جان إيف لودريان لا تهم كاثرين، البالغة من العمر 32 عامًا. تقول: “إذا كان قد جاء لقضاء إجازة، فهذا رائع. وإلا، فلا جدوى منه”. تضيف:” أحيانًا نحن أكثر فرنسيين من لبنانيين ولكن، للأسف، مع ماكرون، وصلنا إلى مرحلة لم نعد فيها نحب فرنسا”.
كاثرين لم تعد تنتظر شيئًا من الدبلوماسية الفرنسية. ومع ذلك، تؤكد أن اللبنانيين دائماً قد قدروا وأحبوا فرنسا. تقول: “إنها البلد الذي اعتمدنا عليه دائمًا”. ولكنها الآن تعتقد أن الدولة الفرنسية تسعى فقط لمصالحها الخاصة وتتجاهل لبنان واللبنانيين. وتعتبر الدليل على ذلك هو “أن فرنسا تدعم فرنجيه”. دبلوماسية “ساذجة” فرنسية
اختيار فرنجية يجد جان رياشي، مصرفي أعمال سابق، والذي كان مقربًا من الحزب الحاكم في فرنسا. صعوبة في فهمه. وهو يوضح قائلاً: “عندما قدمت الدبلوماسية الفرنسية السيد فرنجيه كمرشح جيد في ظل الظروف، فإنها تعترف في البداية بالهزيمة لفكرة وجود دولة سيادية في لبنان”. ويوضح أن المرشح سليمان فرنجيه، عندما يتحدث عن الإصلاحات، فإن ذلك مجرد تعابير لأنه التقى بأشخاص في الخلية الدب لوماسية في الإليزيه قالوا له “نريد إصلاحات”. وقال: “حسنًا، سنقوم بإجراء إصلاحات”. وفقًا له، كانت فرنسا “ساذجة للغاية وللأسف، هذا أثر على الرأي العام في لبنان لأنها تعتبر تقريبًا صفعة للشعب اللبناني”. يأمل جان رياشي الآن أن يدعم الإليزيه مرشحًا آخر قادرًا على إعادة الاقتصاد اللبناني إلى الحياة.