مع اقتراب ساعة الصفر لاجتياح غزة، حصلت القوات الجوية الإسرائيلية على المزيد من القنابل الأميركية الصنع لمساعدتها في تدمير متاهة الأنفاق لتي تستخدمها عناصر حماس في القطاع لإخفاء الأسلحة والمقاتلين والرهائن.
وفي أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس عبر الحدود الجنوبية لإسرائيل، السبت الماضي، نفذت إسرائيل قصفاً متواصلاً على غزة في محاولة للقضاء على مخزونات أسلحة الحركة ونظام أنفاقها الضخم.
كن من المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى قوات برية إسرائيلية لتطهير شبكة الأنفاق المعروفة باسم “مترو غزة”، وفقاً لمسؤولين أميركيين سابقين وضباط عسكريين.
هدف عسكري مهم
وفي هذا الإطار، قال ماثيو ليفيت، خبير مكافحة الإرهاب ومسؤول كبير سابق في الأمن القومي الأميركي، إن إسرائيل تعمل بشكل واضح لإخراج أكبر عدد ممكن من هذه الأنفاق عن الخدمة، وفق ما نقلت “إن بي سي نيوز”.
وأضاف أن الأنفاق تشكل هدفاً عسكرياً مهماً لإسرائيل في سعيها إلى إضعاف الجناح العسكري لحماس وتفكيك البنية التحتية للمسلحين.
بدوره، أشار برادلي بومان، المدير الأول لمركز القوة ا لعسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إلى أنه على الرغم من امتلاك إسرائيل تكنولوجيا متطورة للكشف عن أنفاق حماس، فإن الشبكة تحت الأرض ستشكل تحديات خطيرة للجيش الإسرائيلي.
ومن المرجح أن يتمكن عدد كبير من مسلحي الحركة من النجاة من الغارات الجوية من خلال الاختباء في الأنفاق أسفل غزة. وقال بومان، وهو ضابط سابق في الجيش الأميركي إن “حماس ربما قامت بتخزين كميات كبيرة من الغذاء والماء والأسلحة والذخيرة في هذه الأنفاق”. أداة حاسمة
ولأكثر من عقد من الزمان، أثبتت الأنفاق في غزة أنها أداة حاسمة في ترسانة حماس، حيث مكنت المسلحين من إحباط الجيش الإسرائيلي.
وكانت الأنفاق التي تم حفرها في غزة تستخدم في الأصل لتهريب البضائع من وإلى مصر للتحايل على الحصار الإسرائيلي، لكن النشطاء الفلسطينيين قاموا ببناء الأنفاق لنقل الصواريخ وقاذفات الصواريخ، وحماية المسلحين من رصدهم بواسطة الأقمار الصناعية والطائرات الإسرائيلية، ولشن هجمات داخل الأراضي الإسرائيلية.
كما يشمل النظام الضخم تحت الأرض غرف تخزين ومولدات كهربائية ومراكز قيادة وإمدادات لمقاتلي حماس، وفقاً للجيش الإسرائيلي، الذي يقول أيضاً إن “الشبكة لديها العشرات من نقاط الوصول الموجودة في جميع أنحاء غزة، وا لعديد من مداخل الأنفاق تقع بجوار مساكن مدنية”.
يذكر أن مقاتلي حماس قاموا بحفر أنفاق داخل الأراضي الإسرائيلية، ونفذوا سلسلة من الهجمات المفاجئة منذ عام 2006، ونتيجة لذلك، قامت إسرائيل ببناء سياج خرساني مصمم خصيصاً بطول 40 ميلاً تحت الأرض لمحاولة اكتشاف بناء الأنفاق في غزة.
وساعد الجدار إسرائيل على اكتشاف نفق في عام 2020 قبل أن تتمكن حماس من استخدام الممر لشن هجوم داخل إسرائيل، وفقا للجيش الإسرائيلي.