"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

متلازمة "ما بعد كوفيد"... ماهي وهل سيجد العلم علاجًا لها؟

نيوزاليست
الأحد، 9 مارس 2025

متلازمة "ما بعد كوفيد"... ماهي وهل سيجد العلم علاجًا لها؟

لم تتوقف معاناة الملايين من المصابين بفيروس كورونا، فكثيرون يعانون إلى الآن من أعراض طويلة الأمد. ويأمل الباحثون في التوصل لأدوية يمكنها التغلب على متلازمة “ما بعد كوفيد”؟. فهل يجد العلم حلا لهم؟

في مايو 2023، أعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء حالة الطوارئ الصحية العالمية بسبب جائحة فيروس كورونا. لكن رغم ذلك، مازال ملايين الأشخاص يعانون من التعب وضيق التنفس والألم، بعد سنوات من الإصابة بالعدوى.

ووفقا لتقديرات، أُصيب 400 مليون شخص بمتلازمة ما بعد كوفيد 19 أو مازالوا يعانون منها، وهي الحالة المعروفة طبيا باسم “كوفيد طويل الأمد”.

كان العلماء يحاولون اكتشاف أسباب كوفيد طويل الأمد منذ ظهور الحالات الأولى من الأعراض المزمنة في أواخر عام 2020. ولا يزال الأطباء يفتقرون إلى الأدوات اللازمة لعلاجها.

لقد اكتشفت دراسة جديدة نُشرت الخميس (السادس من مارس/آذار 2025) في مجلة ساينس، أن التهاب الرئة هو أحد الأسباب الرئيسية لكوفيد طويل الأمد. البيانات المتوفرة انطلاقا من دراسة حالات من فئران التجارب والبشر أكدت أن الإصابة بفيروس سارس-كوف-2، المسبب لكوفيد-19، تضعف قدرة الخلايا المناعية على إصلاح تلف الرئة.

كما أن الدراسة تحدثت أيضا عن أمل في علاج كوفيد طويل الأمد، على الرغم من أن المزيد من الاختبارات مازالت مطلوبة كي يصل العلاج إلى المستشفيات.

قال جي صن، عالم المناعة بجامعة فيرجينيا الأمريكية، والمؤلف الرئيسي للدراسة: “لقد أثبتنا أن الدواء المعتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء يمكن أن يعزز تعافي الرئة ويقلل من تلف الأنسجة المرتبط بكوفيد طويل الأمد”.

كوفيد-19 يضعف تجديد الرئة

قال صن: “يظهر كوفيد الطويل مجموعة كبيرة من الأعراض، وآلياته الخلوية والجزيئية الأساسية معقدة للغاية”.

“تتمثل إحدى الفجوات الأكثر أهمية في تحديد الآليات التي تحرك أنواعا مختلفة من كوفيد طويل الأمد. إن فهم هذه الأليات أمر بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات علاجية مستهدفة”.

في البحث عن محرك حقيقي لكوفيد طويل الأمد، قام صن وزملاؤه بتحليل عينات الرئة من الأشخاص المصابين بكوفيد الطويل والفئران المصابة بالمرض.

قال صن: “اكتشفنا أن أنسجة الرئة من الأفراد الذين عانوا من كوفيد الحاد أو طويل الأمد، أظهرت مستويات منخفضة من البيروكسيسومات في نوع من الخلايا المناعية المسؤولة عن التئام الأنسجة”.

البيروكسيسومات هي عضيات صغيرة داخل الخلايا المناعية. إنها مراكز إزالة السموم التي تزيل الجزيئات السامة وتساعد الأنسجة على الشفاء بعد تعرضها للتلف. كما وجدت الدراسة أن البيروكسيسومات (Peroxsiomes) تلعب دورا حاسما في التجديد السريع لأنسجة الرئة التالفة.

وحسب زياد العلي، عالم الأوبئة السريرية وباحث في جامعة واشنطن في سانت لويس الولايات المتحدة، “يشير هذا البحث إلى أن فيروس سارس-كوف-2 يؤدي إلى خلل في البيروكسيسومات. وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف الشفاء والندبات بعد الإصابة - مما يؤدي إلى أعراض طويلة الأمد”.

اختبارات أكثر لعلاج كوفيد طويل الأمد

يأمل الباحثون في التوصل لأدوية يمكنها عكس تلف الرئة الناجم عن الإصابة بكوفيد-19، كما يركزون على التوصل لإنتاج أدوية تعزز وظيفة البيروكسيسومات، التي يأملون أن تعمل على تحسين إصلاح الرئة.

أدى علاج المصابين بدواء يسمى 4-فينيل بوتيرات الصوديوم (4-PBA) إلى زيادة البيروكسيسومات وتقليل ندبات الرئة. وقال الباحثون إن هذا يوفر دليلا على أن الدواء يمكن أن يساعد في علاج الأشخاص الذين يعانون من تلف الرئة لفترات طويلة بسبب كوفيد طويل الأمد.

وقال صن: “نظرًا للعدد الكبير من الأفراد المصابين، فإن هذا يمثل طريقا علاجيا واعدا”.

تمت الموافقة على دواء 4-PBA بالفعل من قبل الجهات التنظيمية للأدوية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج اضطرابات دورة اليوريا. وهذا يعني أنه تم اعتباره آمنًا بالفعل للاستخدام كعلاج للبشر، مما قد يسرع التجارب السريرية.

ومع ذلك، حذر العلي، الذي لم يشارك في الدراسة، من أن النتائج في الفئران لا تصدق دائما على البشر. وقال “هناك حاجة واضحة لتقييم مفعول هذا الدواء على البشر”.

أسباب كوفيد طويل الأمد

قال صن إن اكتشافهم أن التهاب الرئة هو محرك لكوفيد طويل الأمد هو اكتشاف مهم، لكنه أقر بوجود تغييرات أخرى في الجسم بعد الإصابة بالفيروس، يمكن أن تسبب كوفيد طويل الأمد.

وأضاف المتحدث أن “كوفيد طويل الأمد هو حالة غير متجانسة للغاية، وقد تنطوي الأنواع الفرعية المختلفة على آليات أساسية مميزة”.

وتشمل بعض هذه العوامل مستودعات فيروسية تحفز الجهاز المناعي باستمرار، واختلال التوازن في الميكروبيوم، وإعادة تنشيط الفيروسات الكامنة، واضطرابات تخثر الدم.

قد تتفاعل كل هذه الآليات لتسبب أعراض كوفيد طويل الأمد. وهذا يعني أنه إذا تم علاج أحد العوامل، فقد يتوصل العلماء إلى كيفية القضاء على كوفيد طويل الأمد.

وقال العلي إن الدراسة جزء من حشد العلماء الذين أحرزوا تقدما كبيرا في كوفيد طويل الأمد في السنوات الخمس الماضية.

وأضاف: “لم نحل لغز كوفيد طويل الأمد تماما، لكننا أحرزنا تقدما كبيرا في غضون خمس سنوات فقط. إن مقدار التقدم المحرز ضخم في فترة زمنية قصيرة نسبيا”. وأكد أن هذا البحث بالغ الأهمية، حيث يعاني الملايين من الذين اصيبوا بكوفيد طويل الأمد من الأعراض الجانبية، ويتمنون التعافي التام.

المقال السابق
للتخفيف من آلام الظهر.. تجنّب وضعية النوم هذه!
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

لا تكتموا أسراركم.. بل افصحوا عنها بحكمة!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية