شهادات لذوي ضحايا أحداث الساحل السوري وشهود عيان، توالت خلال الأيام الماضية، تشير إلى مشاركة “مقاتلين أجانب” في الاشتباكات وأعمال العنف التي ارتُكبت في كل من محافظتي طرطوس واللاذقية، والقرى والبلدات التابعة لهما.
لا تُعتبر قضية المقاتلين الأجانب، الذين يحملون أفكارا متشددة، جديدة على مشهد سوريا، فمنذ سنوات ينشط هؤلاء ضمن تشكيلات عسكرية في مناطق شمال غربي البلاد.
كما أنهم طالما كانوا في دائرة الضوء العالمية، من منطلق الأخطار التي أحاطت بتحركاتهم عندما قاتلوا في سلسلة عمليات عسكرية إلى جانب “هيئ ة تحرير الشام” (النصرة سابقا) المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى، والتي حلّها الشرع بعد استلامه زمام السلطة في البلاد.
ويقول الباحث في شؤون الجماعات المتشددة، حسن أبو هنية، لموقع “الحرة”، إن معظم هؤلاء المقاتلين “يستمدون أفكارهم من السلفية الجهادية”.
ويضيف أن أعدادهم ضمن التشكيلات التي يتوزعون عليها، “لا تزيد عن حاجز الـ4 آلاف مقاتل وفرد من عوائلهم”.
ويبرز من بين هذه التشكيلات، “الحزب الإسلامي التركستاني”، الذي يضم قرابة 2500 من المقاتلين الإيغور وعوائلهم المقيمة في ريف إدلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي، وفق أبو هنية.
وإلى جانبه، يوضح الباحث أن كتيبة تطلق على نفسها منذ سنوات اسم “جماعة أنصار الإسلام”، تنشط في شمال غرب سوريا.
وبينما لا يزيد عدد مقاتلي هذه الجماعة عن 100 مقاتل، يشير أبو هنية إلى أنه كانت ترتبط في السابق بتنظيم “القاعدة”.
ويشير كذلك إلى ما تسمى بـ”فرقة الغرباء”، وهي تشكيل عسكري أجنبي ينشط في غرب سوريا.
يترأس الفرقة عمر أومسن الذي تقول السلطات الفرنسية إنه “مسؤول عن تجنيد 80 بالمئة من الجهاديين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى سوريا أو العراق”.
وعلى مدى السنوات الماضية، تصادمت “هيئة تحرير الشام” مع فرقة أومسن، وحتى أنها اعتقلته أكثر من مرة، وانسحبت هذه الحالة على عدة تشكيلات أجنبية أخرى، بينها “تنظيم حراس الدين”.
ورغم أن “حراس الدين” أعلن حل نفسه مؤخرا في سوريا، فإن الضربات التي تنفذها الولايات المتحدة لا تزال مستمرة ضده، وأسفرت منذ بداية العام الحالي عن مقتل 4 مسؤولين فيه، بشمال غرب سوريا.
“ألبان وشيشان وأوزبك”
التشكيلات التي تضم مقاتلين أجانب في شمال غرب سوريا، تشمل أيضا “كتيبة الألبان” أو كما تعرف أيضا بـ”الكتيبة الأودية”، وهو الاسم الذي اختارته لنفسها منذ سنوات.
تضم هذه الكتيبة بين 100 و150 مقاتلا في صفوفها جُلّهم من أصول ألبانية، ومن كوسوفو ومقدونيا الشمالية، ومناطق أخرى من البلقان.
وإلى جانبها، تنشط كتائب أجنبية أخرى كفصيل “أجناد القوقاز” و”مجاهدو الشيشان” و”جيش المهاجرين والأنصار” و”جند الشام”. وجميعها لا يتجاوز عدد عناصرها 200 مقاتل، وفق أبو هنية.
كما يشير الباحث إلى “كتيبة الإمام البخاري” التي تضم مقاتلين أوزبك ويصل عددهم إلى ما يقارب 300 مقاتل، وإلى “حركة مهاجري أهل سنة إيران” أيضا، التي تضم مقاتلين من أصل فارسي وكردي ومن البلوش.