"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"مطبات لبنانية" على طريق الكحالة والرئاسة.. والبلوك 9!

منى خويص
الأربعاء، 16 أغسطس 2023

"مطبات لبنانية" على طريق الكحالة والرئاسة.. والبلوك 9!

على الرغم من محاولة البعض إعتبار حادثة الكحالة، بمثابة مفترق، قبلها لن يكون كما بعدها، فإن العين ليست على ما سينتج عنها، رغم التداعيات التي لم تنحسر حتى اللحظة، بل ستكون مركزة بداية وعلى المستوى الداخلي، على الحوار المتقدم بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، الذي يعول عليه الحزب لقلب موازين القوى في المرحلة المقبلة، التي ستلي شهر ايلول، بحيث يتوقع البعض ان جهود الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، لن تؤدي الى اي مخرج للمأزق الرئاسي، وهي مبادرة انتهت قبل ان تبدأ، نظرا لمواقف عدد من الاطراف السياسية، التي لا تجد اي ضرورة للالتئام حول طاولة للتشاور او للحوار.

وبالتالي، هذا يعني ان لودريان سيعود خائبا في ايلول، ومن بعدها سيكون لبنان امام مرحلة جديدة ، تبدو معالمها ضبابية حتى اللحظة، لكنها حتما ستكون مختلفة، خصوصا فيما يتعلق بالفرز السياسي والتغير في موازين القوى، الذي يبدو انه سيكون لصالح “حزب الله”، اذا كُلل تفاهمه مع التيار بالنجاح، وسيترجم ذلك بداية بالاستحقاق الرئاسي، الذي قد يصبح قابلا للتحقق اكثر من ذي قبل، بعد ان يكون “الثنائي الشيعي”، قد تمكن من توسيع دائرة تحالفاته، مما يسحب من يد المعارضة ورقة التعطيل التي تهدد بها.

فحادثة الكحالة بكل تداعياتها، لم ولن تخلط الاوراق، ولن ينتج عنها اكثر من الحرب الكلامية بين المعارضة والممانعة، ولربما قد تشهد البلاد احداث اخرى، لكن ما حصل وما قد يحصل، لن يغير شيئا في قواعد اللعبة على الارض، خصوصا ان المعارضة حتى اللحظة لا تملك اي خطة جديدة لمواجهة ما يحيكه “حزب الله”، ولم تزل حتى اللحظة مفككة ومشرذمة، وبات خطابها اكثر تشددا مذهبيا، ويحمل اتجاهات انفصالية، كما يقال، قد يهدد بانفصال مكونات سياسية، كانت حتى الساعة تقف الى جانبها، فرصد ردات فعل بعض القوى السياسية المعارضة، لم تكن موحدة حول حادثة الكحالة، وهذا امر له دلالاته، خصوصا ان هذه الاطراف، قرأت في ردة فعل الاحزاب المسيحية، ردا مبالغا فيه، وكان لزوم ما لا يلزم، الامر الذي يدل على ان اطرافا في المعارضة حريصة، رغم الخلاف مع “حزب الله”، على ربط النزاع معه، مما قد يجعلها وفي حال توافق الحزب والتيار الوطني الحر، ان لا تكون بمنأى عنه، ان قدر له النجاح، وهو قد ينجح، خصوصا ان التيار يعمل عليه بذهنية “تجارية”، اي عرض وطلب واثمان.

هذا المشهد ان حدث، فهذا لا يعني ان الاصطفافات الجديدة ستنتج حلولا، فهناك عين تركز من جهة اخرى على البلوك رقم ٩، الذي يتم اليوم المباشرة بعمليات الحفر فيه، وهي تعول على نتائجه التي ستخلط الاوراق كلها، فاذا كان هناك كميات تجارية، فعلى عكس ما قاله لودريان، ان الخماسية ستدير ظهرها للبنان، بل ستنصب جهود هذه الدول في سبيل استقرار الوضع في لبنان، والدفع باتجاه حل فيه، من خلال إنجاز الاستحقاق الرئاسي، بشخصية متوافق عليها اقليميا ودوليا، وتكون اصلاحية شفافة، وحكومة توافقية اصلاحية قادرة على وضع لبنان على سكة التعافي، والبدء بورشة انقاذ الوضع الاقتصادي اللبناني من ازمته، اما اذا لم يحمل البلوك رقم ٩ الكميات التجارية، فعندها قد تدير الدول فعليا ظهرها للبنان، وتترك لحزب الله هندسة الوضع الداخلي، والاتيان بسليمان فرنجية رئيسا، وليتحمل عندها الحزب مسؤولية تحلل الكيان اللبناني، وبلوغ الانهيار مرحلة الارتطام الكبير السياسي والاقتصادي.

فهل يخلصنا البلوك ٩ من القدر الاسود؟هناك ثلاثة اشهر ويتبلور فيها مصير لبنان إما النهوض وإما “البُرُوك”، إما التعافي او المزيد من الاعتلال.

المقال السابق
حبس مخرج إيراني بعد عرض فيلمه في مهرجان "كان"

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

بعد نفي بلغاريا..الغموض يتزايد حول مصدر الأجهزة المتفجرة الخاصة بحزب الله!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية