"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

مسيحيّو لبنان بين التوقيت الصيفي ومحدلة "حزب الله"

علي حمادة
الأحد، 26 مارس 2023

كما النار في الهشيم انتشر الشقاق في الداخل اللبناني حول قضية تأجيل الانتقال الى التوقيت الصيفي. في الأساس القضية سخيفة، وفي العادة لا يتوقف عندها أحد لأنّها ذات طابع اداري، اقتصادي لا أكثر. لكنّ المشكلة هي هذا الاستسهال غير المعقول في تقديم المسألة وتوقيتها، كما في التعامل مع المواطنين، فضلًا عن الخفة التي تمّ فيها اتخاذ قرار خلال لقاء مسامرة في مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري.

طبعا في المبدأ لا يستحق الامر بمضمونه موقفًا طائفيًّا حادًا كالذي حصل، لكن سوء تصرف كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ومعه رئيس الحكومة نحيب ميقاتي، والأسلوب كانا السبب في ردة الفعل التي حصلت، لا سيما انّ كِلي الرئيسين مسؤولين في مكان ما عن انهيار الوضع في البلاد. أكثر من ذلك، هذا الاستخفاف بالمكوّن المسيحي على مستويين مهمّين بالنسبة لتوازنات البلد ، أولًا ، الاستحقاق الرئاسي الذي يحاول فيه “الثنائي الشيعي “فرض مرشحه على باقي المكوّنات ، وبالأخص على المسيحيين الذين اختلفوا على كل شيء لكنهم اتفقوا على رفض ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية بهذه الطريقة و كأنها املاءات “ربانية ” لا ترد . و هنا قد يكون الرئيس نجيب ميقاتي عجز عن ادراك خطورة هذه القضية حين قال في البيان الذي صدر عنه ليلة السبت اثر تفاقم قضية تأجيل الانتقال الى التوقيت الصيفي و رفض القوى المسيحية بشكل عام دعوته الى عقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الاثنين: “ان البعض يحاول تحويل الأنظار عن تعطيله لعملية الانتخاب او فشله في تأمين التوافق المطلوب لاتمام هذا الاستحقاق بالتصويب على الحكومة مجددا “!

إنّ إلقاء اللائمة على الآخرين لا سيما القوى المسيحية في تعطل الاستحقاق الرئاسي هو مغالطة كبيرة، فهذه القوى قد تكون مشتتة، ومتناحرة في ما بينها، لكنها تحاول ان توقف هذه “المحدلة” التي يقودها “حزب الله” لفرض مرشحه، و هو عطل ويعطل جلسات مجلس النواب منذ نهاية ولاية الجنرال ميشال عون. اما الرئيس ميقاتي فهو أحد اركان الفريق السياسي الذي يقف خلف ترشيح فرنجية ويروّج له، ويعمل في الكواليس بين النواب السنة هنا وهناك، فضلا عن كواليس باريس من اجل تعبيد طريق مرشح “حزب الله”. هذا هو أصل التعطيل ومسؤولية كل من الرئيسين بري وميقاتي عنه معروفة. اما المستوى الثاني، فموضوع جلسات مجلس الوزراء التي يواظب ميقاتي على الدعوة اليها. فهي إضافة الى دعوات بري لعقد جلسات تشريعية، ومهما جرى الترويج لها، جزء من عملية تقطيع الوقت ريثما تكتمل فصول فرض مرشح “الممانعة ” على المسيحيين، والسياديين. ان الاستحقاق الرئاسي واقع في أسر “الثنائي الشيعي “وحلفائه كالرئيس نجيب ميقاتي وآخرين من خارج بيئة “الثنائي “. ولذلك مطلوب ممن يعطل الاستحقاق ان يبدأ بسحب مرشحه الذي نكتشف يوما بعد يوم ان بيئته الطائفية ترفض إملاءات الثنائي واعوانه.

حسنًا فعل الرئيس ميقاتي بإلغاء جلسة مجلس الوزراء، وحسنًا يفعل الرئيس بري بالكف عن الدعوة الى جلسات تشريعية فيما يمعنان تحت عباءة “حزب الله” في محاولة مصادرة موقع رئاسة الجمهورية.

ان انتخاب الرئيس الجديد هو اولوية الأولويات. والبداية تكون بسحب مرشح “الممانعة ” واتباعها.

المقال السابق
إسرائيل "محاصرة".. وتحذير من إنقسام الجيش!

علي حمادة

كاتب ومحلّل سياسي

مقالات ذات صلة

هذه هي ترسانة حزب الله الصاروخية وفق معلومات اسرائي؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية