قال مسؤولون في الإدارة والمخابرات الأميركية إن إسرائيل تخطط لتوغل بري في لبنان، يمكن أن يبدأ في أواخر الربيع أو أوائل الصيف، إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في دفع حزب الله إلى التراجع عن الحدود، وأنهم يشعرون بالقلق إزاء ذلك، بحسب تقرير نشرته شبكة “سي.إن.إن” اليوم، الخميس.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل لم تتخذ قرارا نهائيا، لكن القلق كبير جدا داخل إدارة بايدن، وأن الاستخبارات الأميركية بدأت تتحدث عن احتمال كهذه خلال إحاطات لكبار المسؤولين في الإدارة، وفقًا لمصدر تلقى إحاطة وتم إخباره أنه يمكن أن تتم العملية في أوائل الصيف.
ونقل التقرير عن أحد كبار المسؤولين في إدارة بايدن قوله إنه “نعمل على افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في الأشهر المقبلة. وليس بالضرورة أنها وشيكة في الأسابيع القليلة المقبلة ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع. إن عملية عسكرية إسرائيلية هي احتمال واضح”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة هي الوسيط الرئيسي في المناقشات الجارية حول وقف القتال في غزة، وهي تقود أيضًا مناقشات موازية مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين والتي في حال نجاحها ستنشئ منطقة عازلة بعرض كيلومترات داخل جنوب لبنان. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن اتفاقا كهذا من شأنه أن يؤجل على الأرجح التوغل الإسرائيلي.
ولفت مسؤول أميركي سمع آراء متباينة داخل الحكومة الإسرائيلية إلى أن “ما تفعله إسرائيل هو أنها تثير هذا التهديد على أمل التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض”.
وأضاف أن “بعض المسؤولين الإسرائيليين يشيرون إلى أن هذا مجرد جهد لخلق تهديد يمكنهم الاستفادة منه، بينما يتحدث آخرون عن ذلك باعتباره ضرورة عسكرية ستحدث”.
وقال مسؤول كبير آخر في إدارة بايدن إن هناك عناصر داخل الحكومة والجيش الإسرائيليين تؤيد التوغل. “هناك مجموعة متنامية تقول ’دعونا نفعل ذلك فحسب’”، مضيفًا أن أي توغل قد يؤدي إلى “تصعيد كبير جدًا لا نعرف حتى أبعاده”.
وقال مصدر آخر مطلع على تقارير المخابرات الأميركية إن “هناك مخاوف من أن يتطور الأمر إلى حملة جوية موسعة تصل إلى مناطق أبعد شمالاً في المناطق المأهولة بالسكان في لبنان وتتطور في النهاية إلى توغل بري أيضًا”. وأضاف أن أجهزة الاستخبارات الأميركية “تدق أجراس الإنذار”.
وهدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، خلال جولة عند حدود إسرائيل الشمالية، أول من أمس، بأن حزب الله “يجب أن يدفع ثمنا باهظا. ومن الواضح أن أول شيء يتعين علينا القيام به هو صد العدو، ثم إنشاء حاجز قوي للغاية”.
واعتبر أحد المسؤولين الأميركيين الذين تحدثوا في التقرير أنه إذا نجح المبعوث الأميركي، عاموس هوكشتاين، في التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى تراجع قوات حزب الله عن الحدود مسافة 10 كيلومترات، فإن “احتمال القيام بعملية عسكرية (إسرائيلية) في وقت لاحق من هذا العام سوف يتراجع بشكل كبير”.