"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

مستشار إسرائيلي لماكرون يكتب: لبنان المزدهر والمستقل هو مصلحة إسرائيلية عليا

نيوزاليست
الاثنين، 24 فبراير 2025

مستشار إسرائيلي لماكرون يكتب: لبنان المزدهر والمستقل هو مصلحة إسرائيلية عليا

عوفر برونشتاين( مبعوث الرئيس الفرنسي لشؤون التقارب الفلسطيني- الإسرائيلي)

في هذه الأيام، وبينما تتجه الأنظار كلها إلى الجبهات المتعددة في الحرب الحالية، حدثت خطوة دراماتيكية يمكن أن تغيّر وجه المنطقة برمتها. لقد اتخذت الحكومة اللبنانية الجديدة قراراً جريئاً يقضي بإزالة بند المقاومة من بيانها الحكومي، وتبنّي القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة، والوقوف ضد حزب الله علناً.

عندما عُينت قبل 5 سنوات مستشاراً للرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط، كان لبنان دولة تحتضر، اقتصادها منهار، ومنظومتها السياسية مشلولة، والتنظيم “الإرهابي” هو المسيطر الفعلي على الدولة. واليوم، عندما أنظر إلى خريطة الشرق الأوسط المعلقة على الجدار، أشعر ببصيص من الأمل. مَن يعرف الواقع اللبناني، يعرف أن ما جرى هو بمثابة زلزال سياسي. للمرة الأولى منذ عشرات السنوات، تعبّر الحكومة اللبنانية عن استعدادها للتخلص من النظرة التي تعتبر إسرائيل عدواً إلى الأبد.

لقد كان لبنان بلداً جميلاً، وسكانه من المتعلمين، وهو ذو ثقافة غنية وإمكانات اقتصادية هائلة. لكن السنوات التي أمضاها تحت سيطرة التنظيم “الإرهابي”، والتدخل الأجنبي، والحروب الأهلية، حولته إلى رمز لخسارة تراجيدية. فرنسا التي تربطها بلبنان علاقات عميقة وجذور تاريخية طويلة، ترى الإمكانات الكبيرة الكامنة في هذا القرار. لا تزال التحديات كبيرة، طبعاً، وهناك تخوف من ردّ حزب الله وراعيته إيران؛ إنه حبل رفيع، لكن لأول مرة، لبنان مستعد للسير عليه.

لدينا سوابق إيجابية لعلاقات تقوم على مصالح مشتركة، مثل اتفاق ترسيم الحدود البحرية الموقّع بين إسرائيل ولبنان [في تشرين الأول/أكتوبر 2022]. هذا الاتفاق أثبت أنه عندما تركّز الدولتان على المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة، يمكنهما التوصل إلى اتفاقات مهمة. وهذا يشكل نموذجاً مما يمكن أن يحدث عندما يجري التركيز على تأمين مستقبل أفضل لمواطني البلدين.

بالنسبة إلى إسرائيل، هذه ساعة اختبار: فهل تغتنم الفرصة التاريخية التي أمامها، أم ستظل أسيرة نظريات قديمة؟ هل الأطراف السياسية الإسرائيلية قادرة على أن تفهم أن لبنان المزدهر والمستقل يشكل مصلحة إسرائيلية عليا؟ وأن هذا أفضل ضمان للهدوء على الحدود الشمالية؟

المقصود فرصة يجب عدم تفويتها. لبنان المزدهر والمستقل، والاعتراف بالحدود الدولية، والالتزام بالقرار 1701، أمور ستزيل التهديد الاستراتيجي الكبير من الحدود الشمالية لإسرائيل. أكثر من ذلك، هو سيفتح المجال أمام تعاون مستقبلي يستفيد منه الطرفان.

إن فرنسا، بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون، تقترح أن تكون وسيطة من أجل هذا النظام الجديد. ونحن نؤمن بأنه حان الوقت لنترك النزاعات القديمة وراءنا، ونبني شرق أوسط يعتمد على المصالح المشتركة والازدهار الاقتصادي. ومن أجل السير قدماً نحو علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون، يجب تعزيز حوكمة الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني. وهذا يمكن أن يحدث فقط من خلال احترام الاتفاقات الدولية.

إزاء هذه الفرصة، إن اختبار المجتمع الدولي هو في أن يقدم الدعم الاقتصادي والدبلوماسي المطلوبَين للبنان. تنوي فرنسا قيادة مسعى دولي مشترك من أجل ترميم الاقتصاد اللبناني وتعزيز قوة مؤسساته الديمقراطية.

لبنان المزدهر والمستقل هو مصلحة إسرائيلية وأوروبية عليا واضحة. وهذا يمكن أن يساعد على الاستقرار في المنطقة كلها، وسيشكل بديلاً إيجابياً من نموذج التطرف الديني والقومي. ويمكن أن يشكل جسراً بين العالم العربي وبين الغرب.

هذه اللحظة، تفرض علينا جميعاً، كإسرائيليين ولبنانيين وفرنسيين وأميركيين ومواطني سائر الدول العربية، أن نتخيل شرق أوسط مختلفاً. شرق أوسط يمكن أن يعود فيه لبنان مرة أُخرى دولة مزدهرة تعددية وحرة؛ شرق أوسط يحلّ فيه حُسن الجوار محل العداء الدائم.

إن خريطة الشرق الأوسط على الجدار في قصر الإليزيه في باريس تنتظر ألواناً جديدة؛ أخيراً، ربما حان الوقت لنرسمها بألوان الأمل.

هآرتس

المقال السابق
نصف المجلس على منبر "الثقة المضمونة" للحكومة
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

جمهوريّو واشنطن ينقضون على "تقدميّي" أوروبا: أيلون ماسك يصارع جورج سوروس!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية