"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

مصلحة الطرفين: ميني حرب بين إسرائيل و "حزب الله"!

علي حمادة
الاثنين، 13 نوفمبر 2023

مصلحة الطرفين: ميني حرب بين إسرائيل و "حزب الله"!

لن تنشب حرب شاملة بين إسرائيل و “حزب الله” لكن بالمقابل بات من شبه المؤكد ان تنشب “ميني” حرب بين الطرفين لأهداف تتصل بمصلحة الطرفين. فهما لا يبحثان عن توسيع الحرب ولكن عن تسجيل نقاط، لاسيما ان إسرائيل واميركا لم تفلحا في اقناع إيران وبالتالي “حزب الله” بالامتناع عن تسخين جبهة الجنوب اللبناني. ومن هنا فإن تسخين الجبهة بين لبنان وإسرائيل بات السمة الطاغية على الوضع، و لم يعد ثمة بحث لا من خلال الوساطات، و لا من خلال الضغوط عبر مسؤولي الدولة اللبنانية المهيضة الجناح. ولا ننسى ان المجتمع الدولي يعتمد في جانب من العملية على رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي لا يكف عن تملق إيران و”حزب الله” من دون أن يحرز أيّ نجاح في مسعاه لخفض التوتر جنوبًا، أو توسيع هامش هيبة ما تبقى من الدولة اللبنانية ومؤسساتها.

إذن نحن بإزاء مشهد ما أسماه الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله المساندة والضغط على اسرائيل من جبهة الشمال، وربما غيره من الجبهات. لكن يوم الاحد كاد الوضع العسكري أن يتدحرج بين الطرفين الى حرب بعدما رفع “حزب الله” من درجة تسخين الجبهة بشكل نوعي، موقعًا العديد من الإصابات بين الجنود وبعض المدنيين الإسرائيليين، لكنّ تدخل وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن وامتثال رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحذيرات الإدارة الأميركية بعدم التورط على الجبهة الشمالية، حالا دون الانزلاق نحو حرب.

إنّ الطرفين لا يريدان حربا شاملة. وإيران ليست نظامًا يغامر بمصير أهم اذرعها على الاطلاق. ف “حزب الله” شديد الاهمية لطهران الى درجة انه يعتبر من صلب النظام نفسه، لكن عدم الرغبة في التورط بحرب شاملة لا يعني انهما سيكتفيان بمناوشات باتت مكلفة ومزعجة لإسرائيل، وفي المقابل فإنها لا تمثل تعويضا معنويا ل “حزب الله” عن عدم خوضه الحرب للدفاع عن حركة حماس في صراعها الوجودي في غزة.

من مصلحة الطرفين الذهاب أبعد في المواجهة. ربما الى حافة الحرب الشاملة او ما يسمى “ميني حرب” من أجل إعادة خلق قواعد اشتباك جديدة. فمن جهة تكون إسرائيل اثبتت انها لا تناور عندما تقول انها مستعدة للحرب مع “حزب الله” وهي في صدد ترميم قدرة الردع على جميع الجبهات، لا سيما الشمالية. النقطة الأخيرة مهمة جدا من اجل تأمين عودة النازحين من الشمال الإسرائيلي وقد بلغ عددهم حتى اليوم ما يقرب من ١٥٠ ألف شخص. اما “حزب الله”، من جهة ثانية، وهو “درة التاج” الإيراني في المنطقة فبحاجة الى ترميم سمعته وسمعة إيران التي توعدت طوال عقود بمحو إسرائيل من الوجود. ولم تتدخل لإنقاذ حركة حماس وغزة في أصعب الاوقات.

ربما بات من مصلحة إسرائيل و”حزب الله” اشعال حرب حقيقية صغيرة. قد يحصل ذلك بأسرع مما نتوقع.

المقال السابق
"حزب الله" يحصي جرحى إسرائيل في مواجهته: 1405

علي حمادة

كاتب ومحلّل سياسي

مقالات ذات صلة

ماكرون يخسر ولكنّ الرهان على منع اليمين المتطرّف من استلام الحكومة الفرنسيّة ..يكسب!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية