مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في إيران، بعد أسبوعين من الآن، يزداد دعم التيار الإصلاحي للمرشح مسعود بزشكيان، على أمل فوزه بالرئاسة، و تحسين وضع الإصلاحيين، الذين يدّعون أن وجودهم في الرئاسة سيكون لصالح إيران شعبًا ونظامًا.
ونشرت الصحف الصادرة اليوم صورًا وعناوين تؤكد دعم الشخصيات الإصلاحية البارزة، مثل: الرئيس الأسبق محمد خاتمي، ووزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، اللذين عقدا لقاءات ثنائية مع مسعود بزشكيان، مرشح الإصلاحيين الوحيد، في هذه الانتخابات المقررة يوم 28 من شهر يونيو (حزيران) الجاري.
ونشرت صحيفة “آرمان ملي” صورة تجمع بين خاتمي وبزشكيان، وعنونت بالقول: “دعم حاسم إلى بزشكيان”، ونقلت جزءًا من تصريحات خاتمي، في هذا اللقاء؛ حيث قال: “إن الشارع الإيراني يتطلع إلى التغيير والإصلاح، ومن خلال انتخاب بزشكيان رئيسًا لإيران ستعود الثقة بالحكومة والانتخابات”.
واستخدمت صحيفة “ستاره صبح” عنوان: “خاتمي يعانق بزشكيان”، ونقلت عن الرئيس الأسبق قوله: “سأصوت لبزشكيان”.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في مقاله بصحيفة “اعتماد”، أنه لا يهم كثيرًا من يكون الرئيس بقدر نسبة المشاركة.. مؤكدًا في الوقت نفسه ترجيحه فوز المرشح الإصلاحي الوحيد؛ كونه سيخلق نسبة من التغيير، وإن لم يكن بالقدر المطلوب، لكنه ليس معادلًا للعدم، حسب تعبيره.
كما أجاب عن سؤال حول أهمية مَنْ يكون الرئيس، بالقول إن الإجابة تكون بنعم ولا، في الوقت نفسه؛ فإذا اعتقدنا أن الرئيس قادر على خلق تغييرات جذرية وشاملة وحل المشاكل الكبرى للبلد، فإننا خاطئون، وتكون الإجابة بأنه لا يوجد فرق بين من يكون الرئيس؛ إذ إن الجميع سيكونون عاجزين عن خلق هذا التغيير الكبير.
أما من زاوية أخرى يمكن أن نجيب عن هذا السؤال بنعم؛ أي أن من يكون الرئيس يشكل أهمية؛ لأنه على الأقل سيعني تمثيل الأكثرية من الشعب، التي يحاول التيار الآخر حذفها وإسكات صوتها، كما أن وجود رئيس معارض للتيار الآخر يجعل التغيير الذي تنشده الأكثرية محتملًا بنسب مختلفة.
وأجاب عبدي عن السبب الذي يدفعه هذه المرة للمشاركة في الانتخابات بعد أن كان قد قاطعها في قبل ثلاث سنوات.. موضحًا أنه في تلك الانتخابات لم يكن هناك تنافس حقيقي بين المرشحين، وأن النظام كان عازمًا على إنجاح شخص “إبراهيم رئيسي”؛ ما جعل المشاركة بلا معنى حقيقي، لكن بالنسبة للانتخابات هذه المرة فلم يعلن النظام دعمًا صريحًا لأحد المرشحين، كما أنه أدرك خطأ المحاولات السابق الرامية لجمع السلطات بيد تيار واحد.
ورأى المحلل السياسي ورئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، في مقابلة مع صحيفة “آرمان ملي”، أن الدول الغربية تنظر إلى الانتخابات الرئاسية في إيران عن كثب؛ حيث إنها ستعتمد على سياسات مختلفة، وفقًا لما تؤول إليه نتائج تلك الانتخابات.
وأوضح الكاتب أن الدول الأوروبية تحديدًا كانت في الفترات السابق تحاول ألا تلجأ إلى تفعيل آلية الزناد ضد إيران، وإعادة ملف طهران النووي إلى مجلس الأمن، وحتى وقت قريب كانوا يرفضون محاولات واشنطن دفعهم بهذا الاتجاه، لكن خلال الأشهر الأخيرة بدأوا بالاعتماد على إجراءات وخطوات في سبيل تفعيل آلية الزناد؛ إذ إنهم باتوا يصرحون بأن طهران لم تعد ملتزمة ببنود الاتفاق النووي.
كما ذكر الكاتب أن المفاوضات بين إيران والغرب قد تم تعليقها منذ وفاة الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي”، الشهر الماضي، وعلى هذا الأساس يترقب الأوروبيون الانتخابات الإيرانية؛ حيث سيكونون منفتحين على المفاوضات مع طهران، إذا ما جاءت الانتخابات برئيس مرحب بالتفاهم مع الغرب، ولديه رغبة حقيقية في حل الأزمة النووية، لكنهم سيكون لهم موقف مختلف إذا فاز بالانتخابات رئيس متشدد، وله مواقف سلبية من التفاوض والحوار مع الغرب.