"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

مرض محمّد رعد الخطِر!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الاثنين، 24 يونيو 2024

تخطت الحالة المرضية التي يعاني منها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد القدرة على الإحتواء، فلسان الرجل تحوّل الى عضو جسدي مختلف يقتضى الحياء العام، منذ جرى طرد الإنسان من الجنّة، تستيره!

البارحة، تحدث رعد عن معارضي “حزب الله” فوصفهم بأنّهم “لئام” لأنّهم لا يشكرون الحزب على الحروب التي يخوضها وعلى فتح الجبهة اللبنانية ضد إسرائيل وعلى الدفاع عنهم وقال: “نحن نصبر على هؤلاء”!

ثمّة من قال في وصف محمد رعد هذا لمعارضيه بعد الاطلاع على “أسبابه الموجبة” بأنّه ليس عارضًا من عوارض الحالة المرضية الخطرة، بل هو مشكلة في المنطق يتقاسمه رعد وسائر المنتمين الى “حزب الله”، إذ إنّ هؤلاء يُقدمون إمّا على حرق بيتك ثم يطالبونك بصك ملكيته لقاء محاولة إنقاذ بعض متاعك، أو يفتحون الباب أمام الأشرار للدخول إلى أرضك، ثم يطالبونك بتسجيلها باسمهم، بعد المساهمة في إعادة تحريرها!

سلّمنا، بالأمس جدلًا بأنّ محمد رعد يعاني من مشكلة منطق وليس من مرض خطير، على اعتبار أنّه جزء من حالة عامة، ولكن ما أقدم عليه، اليوم أثبت أنّه مريض خطر على المجتمع. ففي خطاب ألقاه، من على منبر آخر من منابر تكريم من يرميهم حزبه، من أجل مشروعه الخارجي، في أتون الموت، وصف محمد رعد بالمارقين هؤلاء اللبنانيين الذين “يريدون أن يرتاحوا وأن يذهبوا إلى الملاهي وإلى شواطئ البحار ويريدون أن يعيشوا حياتهم”.

و”المارق” لغويًّا هو “من يخرج عن طاعة ولي أمره” ودينيًّا هو ” الملحد والكافر”، وسياسيًّا هو “العميل الذي يخدم العدو”.

وحدهم المصابون بمرض نفسي خطر يمكن أن يعتبروا مارقًا، بكل المعاني الممكنة، المواطن الذي يبحث عن الراحة له ولعائلته وعن الترفيه وعن العيش!

وعندما وُجدت السياسة لم تكن تهدف، أبدًا، الى تكريه المواطن بالحياة وترغيبه بالموت، بل كانت من أجل أن توفر بيئة صالحة ليعيش حياته بالرفاهية والبحبوحة والأمان والطمأنينة!

السياسة لم تكن يومًا تتخيّل تسليم المواطنين لتنظيمات لا تشبع حروبًا، مثل حال تنظيم “حزب الله” الذي ما يكاد ينتهي من ميدان حتى ينتقل الى ميدان آخر. ولم تكن تتصوّر أن تخرج من السياسيين حالة مرضية مثل حالة محمد رعد تعتبر المواطنية ومتطلباتها مسألة “مارقة”.

عندما اغتالت إسرائيل ابن محمد رعد، وفيما كان كثيرون يواسونه، وقف هو وقال إن ابنه “قصد فوصل”.

كنّا نعتبر هذا الكلام نوعًا من تقديس التضحية الإضطرارية، على اعتبار أنّ ابن محمد رعد لم ينتحر، بل جرى استهدافه ورفاقًا له، في منزل بعيد عن الجبهة، ولكن، بعدما أغرقنا رئيس كتلة الوفاء المقاومة بنظرياته عن اللئام والمارقين، بتنا أكيدين أنّ هذا الرجل مريض، فهو يكره كلّ من يعتبر أنّنا خُلقنا لنعيش ونعمل ونربي ونفرح ونحب ونخاف ونبني هذه الأرض ونحافظ على هذا الجنس البشري. بالنسبة له، وحدهم القتلى المحتملين، يستحقون الإحترام.

في هذه الحالة، وطالما أنّ “حزب الله” مصر على ترئيسه العمل السياسي والنيابي، حبذا لو يترك محمد رعد المنابر ويذهب جولة على خطوط المواجهة الأمامية، فهو يكون من جهة قد “قصد فوصل” ونحن، نكون، من جهتنا، قد حررنا السياسة من مريض خطر للغاية!

المقال السابق
غارة اسرائيلية على بعلبك
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية