"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

مراجل "صرماية السيّد"!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 25 فبراير 2024

في المطلق لا توجد مشكلة في “المراجل” التي يقدّها “محور المقاومة” ضد إسرائيل، فهذه جزء من “الحرب النفسية” بين الأعداء.

ولكنّ المشكلة تبدأ عندما يقتنع “الدعائي” بمرجلاته، لأنّه، في تلك الحالة، لا يجلب الويلات لنفسه فحسب، بل لشعبه أيضًا.

نحن انتقلنا الى المستوى الخطر للغاية، إذ إنّ “محور الممانعة”، من صغيره الى كبيره، من عالمه الى جاهله، يردد المعادلات نفسها، من دون هوداة، على الرغم من أنّ “الناس شايفة وقاشعة”.

قبل الدخول البرّي الإسرائيلي الى مدينة غزّة، وعد “محور الممانعة” جماهيره، بأنّ هذا القطاع الفلسطيني سوف يتحوّل الى مقبرة جماعيّة للجيش الإسرائيلي.

وعلى كثرة ما ردّد “الممانعون” هذا الكلام، بدأ “كارهو إسرائيل” في تلاوة أحر صلاواتهم حتى يُلهم الله الحكومة الإسرائيليّة بأمر جيشها باقتحام قطاع غزّة.

ويا لهول النتيجة!

حاليًا، يتم شتم قادة الدول العربيّة وحكومات العالم، لأنّها لم تمنع الحكومة الإسرائيليّة من الدخول الى قطاع غزّة، وتفشل “حركة حماس” في فرض اتفاق على إسرائيل لتوقف حربها، ويتجنّد الكبار والصغار من أجل منع الجيش الإسرائيلي من بدء عمليات برّية عسكرية في مدينة رفح.

في الواقع، لقد تحوّل قطاع غزّة الى أكبر مقبرة للشعب الفلسطيني وبات مساحة غير قابلة للعيش.

المعادلة نفسها يعيشها لبنان، في هذه الأيّام. من يسمع “حزب الله” و”دعائيّيه” وهم يتحدثون عن المفاجآت التي جهّزتها “المقاومة الإسلامية ”، في حال نفّذت إسرائيل تهديداتها بشنّ حرب واسعة، يسارع، إذا كان من “كارهي إسرائيل” إلى الإبتهال الى الله أن يُعمي بصائر حكومة العدو ويدفعها الى شنّ حرب مماثلة، لأنّ الكيان الصهيوني يكون بذلك قد كتب نهايته بنفسه.

ويدرك كثيرون أنّ لبنان، في حال نشبت الحرب هذه المرّة، سوف يدفع أثمانًا باهظة جدًّا، لا يمكن مقارنتها بتلك التي دفعها في العام 2006.

حرب العام 2006 كانت بتوقيت “حزب الله”. الحرب هذه المرة إذا اندلعت ستكون بتوقيت إسرائيل.

التمهيدات لهذه الحرب التي بدأت في الثامن من تشرين الأول الماضي، تاريخ انضمام “حزب الله” الى حرب “طوفان الأقصى”، لا تشي بأن ل”حزب الله” اليد العليا. الأثمان الفادحة التي يدفعها في صفوف مقاتليه، حتى وهم في منازلهم المموّهة، تكاد توازي خسائر الجيش الإسرائيلي في هجومه البرّي داخل قطاع غزةّ، حيث المواجهات من مسافة صفر، وحيث الكمائن، وحيث الأنفاق، وحيث المقاتلين الذين يرفضون الإستسلام.

المشكلة مع “محور الممانعة” أنّه لا يريد أن يعلو أيّ صوت على صوته، لأنّ مجرّد تفعيل العقل هو مؤامرة.

إنّ هذا المحور، ومن أجل إقناع نفسه وجمهوره، بقدراته الخارقة يستند الى “الإنتقادات الإسرائيليّة”. الباحثون والمعلقون في إسرائيل لا يترددون في الحديث عن قدرات عدوّهم وما يمكن أن تلحقه بهم من خسائر. هم بذلك لا يهدفون الى خدمة “شوفانيّة” تنظيمات “محور الممانعة” إنّما القيام بوظيفتهم في توعيّة القيادات السياسية والعسكريّة الى ما عليها من واجبات تجاه الشعب والدولة قبل الذهاب في أيّ اتجاه حربي.

في بلادنا وحده بذل الدماء مطلوب، وعلى قاعدة “فدا صرماية السيّد”.

المقال السابق
وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد فصل جبهة لبنان عن غزة: نخطط لزيادة القوة النارية ضد حزب الله
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

هل يعرف "حزب الله" فعلًا ما ألمّ به؟!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية