"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

مقاومة ترشيح فرنجية منعًا لفرض اعراف خطيرة

علي حمادة
السبت، 3 يونيو 2023

مقاومة ترشيح فرنجية منعًا لفرض اعراف خطيرة

بعد قيام “الثلاثي المسيحي ” و معه نواب المعارضة السيادية بترشيح الوزير السابق جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية بمواجهة مرشح “الثنائي الشيعي” رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لم يعد بمقدور رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يتذرع بعدم وجود مرشحين جدّيين لفتح مجلس النواب امام النواب لاتمام الاستحقاق الرئاسي .

طبعًا لا تشمل صلاحيات رئيس مجلس النواب صلاحية تقييم جدّية هذا المرشح او ذاك ، ولا تسمح له صلاحياته المحددة للدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية ان يستخدمها كما يشاء وفق اهوائه او حساباته السياسية ، فيقرر اغلاق أبواب “ام المؤسسات ” بوجه ممثلي الشعب فقط لأنّ المرشح الذي يدعم عاجز عن أن يحصل على ما يكفي من الأصوات لانتخابه في الدورة الثانية إذا لم يتم تهريب النصاب فيها برعاية رئيس المجلس نفسه . ومع ذلك ليس في مقدور بري أن يبرر اكثر اغلاق مجلس النواب لأنّه بذلك يكون كمن يوجّه رسالة للقوى الممثلة في مجلس النواب أن يتدبروا أمر حلّ الخلاف خارج جدران المؤسسات الدستورية . و هذا تصرف خطير للغاية في مرحلة دقيقة و حساسة نشهد فيها من الناحية العملية مواجهة سرعان ما ستتخذ طابع المواجهة الشيعية – المسيحية، و خصوصا ان طرفًا يمارس سياسة الاملاءات على الطرف الآخر محاولا فرض رئيس يدين له بالولاء فوق كل ولاء .

من هنا الخطورة اذا لم يتراجع “الثنائي الشيعي ” عن محاولة فرض مرشحه من خلال التعطيل ، و الضغط ، و الآن توزيع التهديدات كما تبرعت احدى الصحف التابعة ل”حزب الله” ناشرة البارحة ضمن مقال صورة لا صلة لها بالموضوع يظهر فيها جهاد ازعور بجانب زميله السابق الوزير الشهيد محمد شطح الذي اغتيل أيّام سياسة الاغتيالات المعروف من يقف وراءها . و مع ان الصحيفة عادت وسحبت الصورة من موقعها غير ان النسخة المكتوبة بقيت للتذكير بالرسالة التي تعكس نمطًا من التفكير الالغائي و الترهيبي المعروف منذ ان اغتيال رفيق الحريري بطنّين من المتفجرات في قلب بيروت !

بالعودة الى ترشيح جهاد ازعور، نقول ان الترشيح اظهر موقفًا مسيحيًّا صلبًا منع و يفترض ان يمنع الثنائي من وضع يده على رئاسة الجمهورية .هذا الموقف المتصلب وإن تباينت خلفياته بين طرف و آخر داخل “الثلاثي المسيحي ” يجب أن يكون حافزًا للقوى الأخرى التي تعرف تمامًا ان دورها آت متى طرح موضوع رئاسة الحكومة ثم تشكيلها و توازناتها أسماء الوزراء فيها . فإن نجح الثنائي بفرض مرشحه في رئاسة الجمهورية فلن يوقفه احد في ما بعد ليستكمل استتباع كل المواقع الدستورية في البلد ، و معها كل المواقع الحساسة داخل مؤسسات الدولة. من هنا أهمية تماسك القوى الداعمة لجهاد ازعور و تمسكها بموقفها من اجل ان تكون الرسالة واضحة . لاءات ثلاث :لا للفرض، لا للاملاءات ، لا للترهيب . ً اذن نحن في انتظار الترشيح العلني للوزير ازعور .لكن ماذا عن المرشح سليمان فرنجية ؟ فهل يقبل ان يكون رمزًا و غطاء لكسر إرادة المكون المسيحي خصوصًا انه يفترض به ان يعرف ان المعارضة ليست حزبية او برلمانية فحسب بل انها معارضة اتية من عمق المجتمع ، وهي متصلة بصلب وجدان مكون رافض لاي تنازلات من شأنها ان ترسخ اعرافا خطيرة بالمعنى الكياني و التاريخي والطائفي؟

المقال السابق
ميقاتي يتحدث عن نفسه وسوريا و"حزب الله" واللاجئين وزيلينسكي

علي حمادة

كاتب ومحلّل سياسي

مقالات ذات صلة

تحليل إسرائيل: نصرالله لن يستسلم واحتلال مساحة من لبنان وارد في هذه الحالة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية