واجه أهالي المناطق التي توغّلت فيها إسرائيل، الغزو باحتجاجات شعبية عفوية، وكان آخر وقائع ذلك ما شهده ريف محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، أمس الأربعاء، حيث قام السوريون بالتظاهر ضد التوغلات والإجراءات الإسرائيلية فجوبهوا، مجددا، بإطلاق النيران عليهم، مما أسفر عن إصابات عديدة بينهم وأدى لارتفاع حالة التوتر بين الأهالي وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
أدى إطلاق النار الأخير لإصابة سبعة متظاهرين بجروح في قرية السويسة، كما أصيب مدنيان آخران بالرصاص في بلدة الداوية الكبيرة، واستدعت قوة من جيش الاحتلال وجهاء بلدة جباتا الخشب لـ”عقد اجتماع” تحت التهديد طالبتهم فيه بتسليم الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها السكان، وأوضحت لهم أن مسؤ ولية منع وصول عناصر السلطات السورية الجديدة إلى المنطقة تقع على عاتقهم.
يكرّر ما حصل في جباتا الخشب وقائع مشابهة في عدة قرى ومناطق في ريف القنيطرة ودرعا والجولان، منها مزرعة بيت جن، ومغر المير، والمقرز، وصيدا الجولان، ومنشية السويسة، وقصيبة، ونعيمية، وكودنة، وبريقة، وأم العظام، والعدنانية، ومرتفع شارة الحرمون.
يواجه النظام الجديد، الذي يتلمّس طريقه في سوريا، تحديات هائلة، وواضح أن الأولوية لديه، وللمنظومتين العربية والدولية، أن ينجح في تأمين استقرار وسلم أهليّ بشكل يوجّه رسائل طمأنة للسوريين أنفسهم، وكذلك لمحيطه العربي والإقليمي وللعالم، مما يسمح ببدء ورشة الإصلاح الاقتصادية والسياسية، وإخراج سوريا عن العقوبات الاقتصادية والسياسية التي ترزح تحتها.