"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

مناوشات الجنوب: قوة "حزب الله" نقطة ضعف

علي حمادة
الأحد، 3 ديسمبر 2023

مناوشات الجنوب: قوة "حزب الله" نقطة ضعف

تابعوا “نيوزاليست” على “واتس آب”

أكدت الجولة الثانية من الحرب الإسرائيلية على غزة أنّ الدولة العميقة الإسرائيلية السياسية – العسكرية لن تقبل بوقف لإطلاق النار قبل ان تحقق أجزاء واسعة من أهدافها المعلنة وغير المعلنة. فالهدن التي دامت سبعة أيام قبل ان تعود الحرب الى الاشتعال لم تغيّر من مسار الحرب الإسرائيلية في غزة، التي لم تخف توجهها لنقل المعركة الى الوسط لعزله والجنوب لإلحاق مدينة خان يونس بمدينة غزة شمالًا، أي جعلهما غير قابلتين للحياة لمدة طويلة، وبالطبع انزال اقسى الضربات بالفصائل وتحميل شعب غزة الثقل الإنساني والحياتي الأكبر لرفع فاتورة عملية ” طوفان الأقصى” الباهظة أصلا منذ الجولة الأولى للقتال.

هذا في الجنوب في غزة. لكن ماذا عن لبنان حيث تميزت الجولة الأولى بتدخل “حزب الله” كاسرا قواعد الاشتباك التي سادت منذ هدنة حرب ٢٠٠٦ مع الإسرائيليين؟

ارتفعت فاتورة التدخل من جانب الحدود اللبنانية، ووصلت المناوشات الى حافة الحرب. في الجولة الثانية التي نحن في قلبها عاد “حزب الله” حتى كتابة هذه السطور الى المربع الأول، أي الى مناوشات ضمن قواعد الاشتباك السابقة، بما يوحي بأنّ الإيرانيين لا يرغبون في توسيع حلقة المواجهة مع إسرائيل والاميركيين، بل كل ما يسعون اليه هو محاولة اقتناص مكاسب سياسية على طاولة الترتيبات المقبلة جراء لعبة المناوشات في لبنان، سوريا والعراق وصولا الى اليمن.

ليس ثمة قرار إيراني بتوريط “حزب الله” في حرب مع إسرائيل في اخطر توقيت دولي وإقليمي. وليس في حسابات طهران تعريض “حزب الله” والبيئة الشيعية اللبنانية التي تشكل حصانته لخطر كبير في وقت تخوض فيه إسرائيل حربًا بلا هوادة تعتبرها وجودية، وقد تتوسع فيها شمالًا، ولعل ما ادلى به وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن يوم امس مؤكد ان اميركا لن تسمح بانتصار حماس ما يضيء على موقف “الاستابليشمنت” الأميركي الذي لا يتأثر كثيرًا بالمظاهرات الاحتجاجية في بعض مدن الولايات المتحدة او خارجها. هذا هو الموقف الأميركي الذي لا تعارضه لا روسيا ولا الصين. معظم المواقف الرسمية لا تمثل المواقف الحقيقية من حرب غزة. من هنا خوفنا الكبير على شعب غزة، وما تنتظره من ويلات.

ستستمر الجولة الثانية من القتال ثم تعود الهدن لإتمام عمليات تبادل رهائن و اسرى، لكنّها ستعود مرة ثالثة ورابعة الى ان يصبح قطاع غزة مقطع الاوصال وغير قابل للحياة بحدودها الدنيا لمئات الآلاف من المواطنين الذي باتوا نازحين على ارضهم. عندها يبدأ الكلام السياسي. بمعنى آخر يبدأ تسديد الفاتورة السياسية لعملية “طوفان الأقصى” التي هزت كيان إسرائيل في العمق. لقد كانت العملية كبيرة الى درجة انها ستغير الواقع في المنطقة اقله على المستوى الفلسطيني – الإسرائيلي. كما انها ستنعكس على الدور الإيراني الذي كشفته عملية “طوفان الأقصى”، وبالمناسبة كشفت وظيفة الفصائل الايرانية الفعلية بما فيها “حزب الله”. وهي كلها تشكل احزمة امان للنظام في طهران لا اكثر.

مع ذلك لا يسعنا ان نقول ان شبح الحرب ابتعد عن لبنان. فإذا كان “حزب الله” وخلفه طهران لا يريدان التورط في حرب شاملة فهذا لا يعني بالضرورة ان إسرائيل وخلفها الولايات المتحدة لن يسعيا الى قلب الطاولة في لبنان. فما حدث صبيحة ٧ أكتوبر الماضي تبنى عليه قرارات خطيرة للغاية. يكفي ان ننظر الى خريطة الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وقدرات “حزب الله” لكي ندرك ان قوة هذا الفصيل هي مكمن الضعف فيه، لأنها ستعرضه لأخطار جمّة.

المقال السابق
نصيحة "مدنية" من وزير الدفاع الأميركي الى إسرائيل
المادة التالية
قطر وإعلامها

علي حمادة

كاتب ومحلّل سياسي

مقالات ذات صلة

قصة ملك فرنسا الذي سُجن في مصر

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية