"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

مناورة "حزب الله": هل هي رسم لحدود المتغيرات في الإقليم؟

علي حمادة
الأحد، 21 مايو 2023

مناورة "حزب الله":   هل هي رسم لحدود المتغيرات في الإقليم؟

يمكن اعتبار مناورة “حزب الله ” العسكرية عبر الاعلام في الجانب اللبناني، ردا مباشرا من “فيلق القدس” على ثلاثة تطورات شهدتها المنطقة في الشهرين الماضيين . فهي أولا رد على الاتفاق السعودي – الإيراني الذي يشير بصراحة الى احترام سيادة الدول و رفض التدخلات الخارجية في شؤونها و يشير الى مسألة الميليشيات من خارج الدولة . و ثانيا هي رد على جميع المطالب العربية و على رأسها مطالب المملكة العربية السعودية المدرجة في كل الوثائق المرتبطة بلبنان ، و هي الداعية الى تمكين الدولة اللبنانية من بسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية ، و التحول الى مرجعية وحيدة فيها . و أخيرا وليس آخرا ، هي رد إيراني غير مباشر على لائحة المطلوبات من النظام السوري لقاء الانفتاح عليه ، و تعويمه عربيا على الرغم من كل افعاله و ارتكاباته بحق الشعب السوري ، و أيضا الشعب اللبناني . و اهم البنود المرتبطة بالنظام السوري مسألة الميليشيات التي تستبيح سوريا طولا و عرضا .

و اذا اردنا ان نزيد على اللائحة ، يمكن القول ان الرسالة الأكثر بروزا بالمباشر تستهدف الداخل اللبناني للقول ان القرار هو بيد “حزب الله” الفصيل التابع ل”فيلق القدس ” . هذه رسالة تصعيدية موجهة للداخل على خلفية المتغيرات العربية ، و الاستحقاق الرئاسي ، مفادها ان كل المتغيرات في الإقليم لا تبدل شيئا في المعطى على الساحة اللبنانية ،و ذلك بقطع النظر عما يتعلق بقواعد الاشتباك مع الإسرائيليين الخاضع لقرار إيراني على المستوى الاستراتيجي . ان الحزب المذكور يبعث في ما يبعث برسالة تذكيرية الى اللبنانيين تفيد ان الهيمنة على لبنان ، و القرار السيادي فيه امر محسوم و لا رجعة فيه مهما حصل في المحيط الجغرافي و السياسي . و في مكان ما إشارة الى ان الاتفاق السعودي – الإيراني لا يلامس الشأن اللبناني ، بل يتوقف عند حدود العلاقة بين البلدين ، و جزئيا في الساحة اليمنية تاي لا تزال تشهد تقلبات كثيرة.

و من يتابع الشأن العراقي بدقة يكتشف الشيء نفسه في العراق ،في ضوء تقديم حكومة محمد شياع السوداني مشروع الموازنة العامة للدولة و تتضمن نفقات “الحشد الشعبي” الخاضع بمعظم ميليشياته لنفوذ “الحرس الثوري ” في ايران ، و الأرقام تتجاوز ملياري دولار أميركي ، في حين ان عديد “الحشد الشعبي” يتجاوز حسب الأرقام الواردة ال ٢٠٠ الف مسلح ، أي انه ، اذا ما استثنينا الاحتياطي البالغ ١٠٠ الف جندي ، فإنه يوازي تقريبا عديد الجيش الوطني العراقي المقدر ب٢٥٠ الف جندي نظامي . و لا نعرف مدى سيطرة مؤسسة الدولة على الجيش النظامي نظرا لاستحالة تحصين الجيش بمواجة اختراقات الاحزاب و الميليشيات الخاضعة لنفوذ ايران في العراق .

و لمن لا يعرف فإن الشكالية عينها مطروحة أيضا في لبنان ، حيث لانعرف مدى مناعة المؤسسات الأمنية و العسكرية امام احتراقات “حزب الله” الافقية و العامودية من دون ان ننسى الهيمنة في المؤسسة السياسية المتمثلة بالحكومات المتعاقبة .

و يشكل تنصيب مرشح يوالي “حزب الله” و المحور الذي ينتمي اليه في العمق هدفا مهما لاستكمال حلقة الهيمنة الممتدة من السيطرة على الأرض عبر الميليشيا ، الى السيطرة على الشرعية عبر مجلس النواب ، مجلس الوزراء ، وصولا الى رئاسة الجمهورية .

من هنا فإن المناورة العسكرية اليوم هي حلقة أخرى في مسار محاولة الاطباق على لبنان و اللبنانيين بشكل كامل .

المقال السابق
"سلامة" المنظومة من "سلامة" رياض سلامة!
المادة التالية
سلاح المايوه ...الثقيل!

علي حمادة

كاتب ومحلّل سياسي

مقالات ذات صلة

الخارجية الأميركية تعطي إسرائيل ضوءًا أخضر لشن "هجوم دفاعي" على لبنان

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية