"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

من إعتزال السياسة الى "الإستقالة".. جنبلاط إلى أين؟!

نيوزاليست
الخميس، 25 مايو 2023

طوى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط صفحة من تاريخ سياسة لبنان، حيث ترك خلال أكثر من 3 عقود بصماته في يوميات السياسة اللبنانية، وفرض نفسه على أنه “بيضة القبان” في قرارات البلاد خلال سنوات السلم والحرب.

بقيت “الزعامة الجنبلاطية” محصورة “عائلياً” في قيادة الحزب، ففي العام 2017، وخلال إحياء ذكرى كمال جنبلاط المؤسس، ألبس جنبلاط العباءة لنجله معلناً اعتزاله العمل السياسي، من دون أن يتخلى عن مهامه السياسية الرئيسية، ليحمل تيمور دفّة الزعامة اجتماعياً ونيابياً، لتأتي خطوة استقالته من رئاسة الحزب، وكذلك من مجلس القيادة الحالي، في خانة توريث المسيرة الحزبية لتيمور، في مرحلة “دقيقة” يمر بها لبنان حيث اختارترك الساحة لمن فيها والإبتعاد عن ما يٌحاك في المحيط.

شكلت دعوة جنبلاط إلى مؤتمر عام انتخابي في 25 حزيران المقبل “مفاجأة” للداخل الحزبي كما خارجه، واكتفت مصادر الحزب بتأكيدها الامتثال للقرار “الصادم”، واختارت عدم التعليق على ما اعتبرته محطة مفصلية من تاريخ حزب كان ركيزته جنبلاط الذي دخل إلى البرلمان اللبناني عام 1991 بعد توقيع “اتفاق الطائف”، وعلى رغم اتهام النظام السوري بمقتل والده عام 1977، انتهج سياسة الهدنة مع دمشق إلى حتى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حين تحول إلى أحد أشرس معارضي الوصاية السورية على لبنان.

كان لجنبلاط صولاته وجولاته في مختلف المراحل كـ”زعيم” درزي لم ينافسه أحد، وفرض شروطه اسوة بكل زعماء الطوائف، وهو ارتأى في الذكرى الأربعين لمقتل والده عام 2017، تسليم تيمور “كوفية الزعامة الجنبلاطية” ليختصر رحلته منذ خلافة والده بالقول:""منذ أربعين عاماً وقع الشرخ الكبير، وقعت الجريمة الكبرى بحق الشراكة والوحدة الوطنية… فكان قدري أن أحمل على كتفي عباءة ملطخة بالدم، دم المعلم كمال جنبلاط”، وبعد أن وضع كوفية الزعامة على كتفي ابنه ليُكمل ارث الجد كما الوالد، توجه له بالقول: “سر يا تيمور رافع الرأس، واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، وأشهر عالياً كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الأحرار والثوار، كوفية المقاومين لإسرائيل أياً كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة”.

“الى أين؟”، سؤال حيّر جنبلاط من خلاله الحلفاء والأعداء، الذين تاهوا في مجاراة بوصلة الأخير التي كان يوجهها بحسب ما تقتضيه المصلحة “الحزبية” كما “الطائفية”، ليبقى السؤال ذاته مطروحاً الى ما بعد مؤتمر مرتقب سيترافق مع تغيير سيطال لبنان كما الزعامة الجنبلاطية.

المقال السابق
السعودية "تُبشّر".. لبنان عائد الى زمن "السين-السين"!
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

ميقاتي كالراكض في ...مكانه!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية