خلال رده على أسئلة النواب في الجمعية الوطنية الفرنسية يوم الأربعاء، ثم الاستماع إليه في اليوم التالي في مجلس الشيوخ أمام لجنة القانون حول أعمال العنف والشغب التي أشعلتها وفاة المراهق نائل (17 عاماً) بعدما أطلق عليه شرطي الرصاص في ضاحية “نانتير” الباريسية؛ قال وزير الداخلية الفرنسي، جيرار دارمانان: “لا نريد كراهية الشرطة ولا كراهية الأجانب و لكن نريد حب الجمهورية”، وذلك ردا على نواب اليمين المتطرف واليسار الراديكالي.
وانتقد وزير الداخلية الفرنسي “الخلط في النقاشات” لدى بعض السياسيين، مشددا على أن الكثير من السياسيين ( نواب و وزراء) يأتون من الأحياء ويحبون فرنسا، على حد قوله.
كما أكد دارمانان أنه تم اعتقال 4 آلاف شخص، متوسط أعمارهم 17 عاما، على خلفية أعمال العنف والتخريب والنهب التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي عقب مقتل الشاب نائل. 60% منهم غير معروفين لدى الشرطة.
وأوضح أن 90% من هؤلاء الأشخاص الذين تم توقيفهم هم فرنسيون، بينما لم يتجاوز عدد الأجانب الذين تم توقيفهم 10%، وتم إلقاء القبض على 40 أجنبياً بدون وثائق؛ مشدداً على أن السؤال اليوم هو عن المجرمين الشباب وليس الأجانب، على حد تعبيره.
وقال الوزير إنه يجب عدم الخلط بين كل شيء، موضحاً أنه تم توجيه الاتهام إلى رجل شرطة، ولم يتم توجيه الاتهام إلى جميع رجال الشرطة. كما أن بعض المواطنين نهبوا المحلات والمتاجر، وليس كل المواطنين فعلوا ذلك.
في هذا الوقت، اتُّهم رئيس كتلة يمينية في مجلس الشيوخ الفرنسي، الأربعاء، بالإدلاء بتصريحات “عنصرية فجّة” بعد قوله إنّ الشبّان الذين شاركوا في أعمال الشغب التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، والذين يتحدّر بعضهم من أصول مهاجرة، “رجعوا إلى أصولهم العرقية”.
وأدلى رئيس كتلة حزب الجمهوريين في مجلس الشيوخ برونو روتايو بهذه التصريحات لإذاعة “فرانس انفو”، في معرض تعليقه على أعمال الشغب التي اندلعت بعد مقتل الشاب نائل م. (17 عاماً) برصاص شرطي.
وقال روتايو إنّ هؤلاء الشبّان “هم حتماً فرنسيون، لكنّهم فرنسيون على بطاقة الهوية، ولسوء الحظ فبالنسبة للجيلين الثاني والثالث (من المهاجرين)،هناك ما يشبه العودة إلى أصولهم العرقية”.
وأثارت أعمال الشغب هذه دعوات لتشديد القيود على الهجرة، بينما أكّد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أمام البرلمان الثلاثاء أنّ 90% من الذين تمّ توقيفهم هم مواطنون فرنسيون.
وانتقد روتايو أيضاً خطط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتسريع دفع الأموال للسلطات المحلية للمساعدة في إعادة بناء ما تمّ تحطيمه من ممتلكات عامّة، قائلاً إنّ هذه المنشآت أُحرقت على أيدي “متوحشين”.
وأضاف: “هذه ضربة مزدوجة للشعب الفرنسي: لقد دفعنا ثمن بناء هذه المنشآت، والآن يتعيّن علينا أن نعيد بناءها لأن هؤلاء المتوحشين أضرموا النار فيها”.
ولقيت تصريحاته تنديداً من النواب.
وقالت النائبة ماتيلد بانو، رئيسة كتلة نواب حزب “فرنسا الأبية” اليساري في الجمعية الوطنية، إنّ تصريحات روتايو تنمّ عن “عنصرية فجّة”.
بدورها قالت النائبة كليمانتين أوتان إنّ “هؤلاء الناس الذين ينضحون عنصرية يتجرّأون على إعطاء دروس حول السلوك الجمهوري الجيّد”.