وصل المسؤول الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان وعلى جدول أعماله دفع “حزب الله” إلى تجميد “حربه الحدوديّة” ضد إسرائيل، عملًا بمقتضيات القرار 1701 الذي “صُمّم ” لوقف الحرب اللبنانيّة- الإسرائيليّة في العام 2006.
ولكنّ دون هذا الطلب شرطان سبق أن حدّدهما الأمين العام ل”حزب الله” السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير، إذ بعدما جزم أنّ “الحرب الحدوديّة” مستمرة كمساهمة منه في تخفيف وطأة الجيش الإسرائيلي عن قطاع غزّة بإشغال قسم منه في الجبهة الشماليّة، قال إنّ “حزب الله” لن يوسّع الحرب إذا أوقفت إسرائيل غزوها لغزّة وانتصرت “حماس” أو لم تُقدم إسرائيل على ارتكاب حماقة بالعدوان على لبنان.
فكيف يُعقل أن يأتي هوكشتاين الى بيروت حاملًا معه مشروع وقف “الحرب الحدوديّة”؟
في الواقع، لا يراهن هوكشتاين على ذلك، ولكنّه بات، بالقنوات التي سبق أن فتحها في أثناء عمله على ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل، قادرًا على تبادل “رسائل موثوقة” مع “حزب الله”.
وهو يريد استغلال هذه القنوات، وهي متوافرة، في ظاهر الحال، عبر نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والمدير العام للأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم الساعي إلى العودة الى واجهة المسرح السياسي اللبناني، لإفهام “حزب الله”، على وقع تدفق أكبر ترسانة عسكريّة أميركية نحو الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، أنّ إسرائيل لن تتمكن طويلًا من ضبط النفس وإبقاء الحالة على ما هي عليه منذ الثامن من تشرين الأول في الجنوب، خصوصًا مع إدخال “عمدي” لحركة “حماس” وتنظيم “الجهاد الإسلامي” إلى المعادلة العسكريّة، وأنّ الولايات المتحدة الأميركيّة لا تزال تعمل على تهدئة الأوضاع على الجبهة اللبنانيّة ولكنّها، في حال أصرّ “حزب الله” على نهجه، فإنّها لن تقف مكتوفة اليدين، خصوصًا وأنّ “حزب الله”، في هذه المعادلة، ليس الطرف المعتدي فحسب بل الطرف المسؤول عن إسقاط القرار 1701، أيضًا الأمر الذي يعيد المعادلة اللبنانيّة الى ما كانت عليه في العام 2006.
ويريد هوكشتاين، في ظل اعتقاده بأنّ وقف إطلاق النار في الجنوب “صعب” حاليًا، أن يحمل إلى إسرائيل تأكيدات بأنّ “حزب الله” سيضبط التنظيمات الفلسطينيّة ويكتفي بمناوشات “مرحليّة”، الأمر الذي من شأنه أن يخفف الضغوط المتصاعدة على نتنياهو لتوسيع الحرب على الجبهة اللبنانيّة.
هل سيوفق هوكشتاين بمهمّته؟
لا جواب الآن. ما يهم هوكشتاين أن يعيد “تزييت” قنواته، لأنّ انسداد التواصل من شأنه أن يسرّع في تدحرج الأوضاع نحو حرب ليس على لبنان قدرة على تحمّلها!