في ثلاثة أحداث أمنيّة غير مرتبطة ببعضها، الا أنها تزامن في التوقيت نفسه، مشهد عن وضع “هش” قد ينفجر الى ما لا تحمد عقباه في لبنان القابع تحت وطأة أزمات جعلت من التفلت الأمني، بفعل السلاح غير الشرعي، عرضة لسيناريو خطير قد يأخذ بالبلاد الى منحى “دموي” بفعل فوضى السلاح.
اختارت “خفافيش الظلام” أن تلعب على وتر التهديد الأمني، وأودت رسائلها في اتجاهات ثلاثية الأبعاد، علّها تنجح في اثارة الرعب في صفوف مستهدفين، تم انتقاءهم، ليس من باب الصدفة” ربما، على اعتبار أن أحدهم يمثل الشرعية أي الجيش اللبناني، والثاني معارض لمحور الممانعة وهو “حزب القوات”، والثالث “السفارة الأميركية” التي تنتقد جهاراً ممارسات “حزب الله” المسلحة.
الحادث الأول، أعلن عنه المتحدث باسم السفارة الأميركية في لبنان جيك نيلسون، فقال:“إن أعيرة نارية أطلقت على السفارة مساء من دون وقوع إصابات، وتم الإبلاغ عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة، كما أنه لم تقع إصابات، ومنشأتنا آمنة. ونحن على اتصال وثيق مع سلطات إنفاذ القانون في البلد المضيف”.
الحادث الثاني تكمن خطورته في أنه قد يشكّل بداية لمسلسل استهداف مراكز حزبيّة، إذ أطلق مجهولون النار على مركز للقوات اللبنانية في حوش الامراء في زحلة من قبل سيارة رباعية الدفع، ولم يسجّل سقوط إصابات.
أما الحادث الثالث، فكان باطلاق نار على دوريّة للجيش اللبناني من فوج الحدود البرّي لإطلاق نار من عدد من المهرّبين في خراج بلدة حاويك عند الجانب السوري من الحدود البريّة الشماليّة الشرقيّة، فردّت عناصر من الدوريّة على مصادر النيران، واستُقدمت تعزيزات إضافية للجيش إلى المكان، وسط أنباء عن إصابة عدد من المهرّبين جرّاء تبادل إطلاق النار.
قد تكون الحوادث الثلاثة منفصلة، إلا أن الجامع المشترك يكمن في “نوعية” المستهدفين المحاصرين بالاتهامات والرصاص، وسط تساؤلات عن أهداف محور الدولية من استخدام لغة التهديد بالنار وخشية من أن تكون تميداص لانفجار الوضع.