في كتاب جديد، كشف القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية “سينتكوم” فرانك ماكينزيعن معلومات مفصلة ومثيرة حول كواليس اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، والأيام والساعات التي سبقت استهداف الرجل “المغرور” الذي ظن أنه “شخص لا يمكن المساس به” وفق وصف الجنرال الأميركي.
ويفصح الجنرال المتقاعد في كتاب بعنوان “نقطة الانصهار: القيادة العليا والحرب في القرن الـ21” عن إصرار ترمب على القضاء على سليماني، والخيارات العسكرية التي فكرت فيها أميركا ومنها ضرب جنوب إيران، والاتصال بينه ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة في يوم رأس السنة الجديدة بينما كان في حمام بملعب في فلوريدا.
ويسترسل ماكين زي في روايته قائلاًً إنه كان يحضر مباراة واضطر إلى التحدث مع رئيسيه عبر هاتف آمن، بينما كان مساعده لشؤون الاتصالات يقف في الخارج، حاملاً نقطة اتصال “واي-فاي” في الهواء، وأخبرهما أن أحدث المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن سليماني سيغادر دمشق قريباً، في وقت مبكر من اليوم التالي، وأنه سيتوجه إلى بغداد”.
وكان سليماني قبل مقتله في ذروة نشاطه العسكري، وأصبح وفق وصف ماكينزي ديكتاتوراً، وبات “يتصرف في جميع أنحاء المنطقة أحياناً كثيرة من دون استشارة المؤسسات الاستخباراتية الإيرانية الأخرى، أو حتى الجيش النظامي”.
وبموازاة ذلك، كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب واضحاً في سياسة الضغط الأقصى على إيران، لكن العقوبات لم تكُن كافية له، إذ أراد ترمب قتل سليماني، على رغم المخاوف العسكرية من الانتقام الإيراني. وحتى عندما عُرض على الرئيس الأميركي ضرب أهداف في العراق وسوريا بدلاً من سليماني، رفض وأصر على اغتيال الجنرال الإيراني، ابن النظام المخلص و “وجه الحرس الثوري لنحو 30 عاماً”.
واعترف ماكينزي بأن قرار ترمب في النهاية كان “صحيحاً” على رغم أنه لم يشاركه فيه أحد داخل القيادة المركزية، أو في مجتمع الاستخبارات الأميركي.
كواليس اغتيال سليماني
قبل أخذ توجيه ترمب، قاد ماكينزي فريقه في القيادة المركزية إلى تطوير خطط ليس لقتل سليماني فحسب، بل لضرب جنوب إيران أيضاً واستهداف قيادي إيراني آخر في اليمن، لافتاً إلى أن قتل سليماني جاء في وقت كانت مهتمة به كيانات أخرى مثل وكالة الاستخباراتالمركزية CIA والشركاء الإقليميين، وقال إن واشنطن “نظرت في خطط عدة، ولكن تمت تنحيتها جانباً إما لأنها لم تكُن قابلة للتنفيذ من الناحية العملياتية، أو لأن كلفتها السياسية كانت تبدو باهظة للغاية، لكنها تطورت في النهاية إلى خيارات مناسبة للاستخدام إذا تم توجيهنا من قبل البيت الأبيض للتحرك”.
وبعد مرور شهرين من تولي ماكينزي منصبه حتى منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2019، تعرضت القواعد الأميركية في العراق للقصف 19 مرة بقذائف الهاون والصواريخ، وكان من الواضح أن سليماني هو من يقوم بتنسيق هذه الهجمات، بصورة أساسية من خلال شبكاته داخل “كتائب حزب الله” في العراق، بحسب الجنرال. وبلغت ذروتها في الـ27 من ديسمبر، وفق مقتطف الكتاب عندما تعرضت إحدى القواعد الجوية الأميركية لنحو 30 صاروخاً، فجُرح أربعة من أفراد الخدمة الأميركية واثنان من أفراد الشرطة العراقية، وأودت بحياة مقاول أميركي.
وأوضح ماكينزي أنه في وقت مبكر من صباح اليوم التالي للهجوم، جاء كثير من كبار موظفي فريقه إلى مكتبه، لمراجعة الخيارات التي كانوا يعملون على التوصل إليها على مدى أشهر عدة، وقال “صحيح أن سلطة تنفيذ أي هجوم لم تكُن من الممكن أن تأتي إلا من خلال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عن طريق وزير الدفاع آنذاك مارك إسبر”.
وأضاف أن “الأهداف شملت سفينة جمع المعلومات الاستخباراتية التي يقودها الحرس الثوري في جنوب البحر الأحمر (سافيز)، إضافة إلى الدفاعات الجوية والبنية التحتية النفطية في جنوب إيران”.
وبعد مناقشة الخيارات، اتفق ماكينزي مع فريقه على التوصية بضرب أهداف داخل العراق وسوريا فقط، حيث كانت الولايات المتحدة تجري هناك بالفعل عمليات عسكرية لتجنب توسيع نطاق الصراع، إذ كان يرى أن الضربة قد تشمل أربعة أهداف لوجستية واستهداف ثلاث شخصيات، اثنان كانا من مسهلي عمليات “كتائب حزب الله”، أما الثالث فكان سليماني، لكنه لم يوصِ باتخاذ أي إجراء في شأن خيارات اليمن أو البحر الأحمر أو الجنوب الإيراني.
وبحلول منتصف الصباح، أرسل ماكينزي توصياته إلى وزير الدفاع إسبر، عبر رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق مارك ميلي، وبحلول وقت متأخر من بعد الظهر، حصل على الموافقة على تنفيذ الخيار “الذي كنت أفضله، وهو ضرب مجموعة متنوعة من الأهداف اللوجستية، ولكن ليس سليماني أو مسهلي عمليات كتائب حزب الله”.
وكان من المقرر شن الضربة في اليوم التالي الأحد، بعد أن يقدم إسبر وميلي إحاطة لترمب في مارالاغو، ولكن رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق أشار إلى أن الرئيس ترمب قد لا يعتقد بأن هذه الهجمات ستكون كافية، و”كنت أعرف كيف تجري تلك الاجتماعات، إذ شاركت في عدد قليل منها، وكانت لدي ثقة كاملة بميلي، فهو كان بإمكانه أن يحافظ على رأيه في خضم مثل هذه الإحاطات الرئاسية التي غالباً ما كانت تتضمن كثيراً من الآراء من أشخاص عدة لم يكُن جميعهم على علم بالأخطار الكاملة التي تنطوي عليها العملية، أو تلك التي من الممكن أن تنشأ بعد إتمامها”.
وقال ماكينزي إنه كان يعرف أن ترمب لا يزال مهتماً جداً باستهداف سليماني، ولذلك وضع السبت تعديلاته النهائية على ورقة حدد فيها ما يمكن أن يحدث في حال شن ضربة لقتله، معتبراً أنه “لم يكُن هناك شك في أن سليماني كان هدفاً مشروعاً، وخسارته ستجعل اتخاذ القرار الإيراني أكثر صعوبة، والعملية ستكون مؤشراً قوياً على إرادة الولايات المتحدة التي كانت غائبة في تعاملاتنا مع طهران لأعوام عدة”.
ومع ذلك كان ماكينزي “قلقاً للغاية” في شأن “الطريقة التي قد ترد بها إيران، إذ إنه كان يمكن أن يكون للضربة تأثير رادع، أو أنها قد تؤدي إلى انتقام واسع النطاق، وبعد دراسة متأنية، رأى أن طهران ستردّ، ولكن ربما ليس بعمل حربي، وهو الاحتمال الذي كان يقلقه لأعوام عدة، لكنه أرسل الورقة إلى وزير الدفاع آنذاك عبر رئيس هيئة الأركان المشتركة، وصحيح أنه لم يوصِ بعدم ضرب سليماني، لكنه ذكر الأخطار التي تنطوي عليها العملية”.
ووفق الكاتب، اتصل به رئيس هيئة الأركان المشتركة ذلك المساء حاملاً معلومات في شأن هذه الإحاطة، وكما كان يحذر ميلي سابقاً، فإن ترمب لم يكُن راضياً لأنه “أمر باستهداف سليماني في حال ذهب إلى العراق”. وقال، “كنت في مكتبي عندما نقل لي ميلي هذه الرسالة، وكان الموظفون موجودين حولي، لكني لم أقم بتفعيل مكبر الصوت في هاتفي، ولذلك لم يتمكن أي منهم من سماع ذلك، وتجمدت في مكاني لثانية أو ثانيتين، ثم طلبت منه أن يكرّر كلامه، ولكني تأكدت أنني كنت أسمع ما قاله بصورة صحيحة”.
لم يحصل ماكينزي على موافقة ترمب على اغتيال سليماني فحسب، بل امتد التوجيه ليشمل أيضاً ضربات تستهدف السفينة الإيرانية “سافيز” في البحر الأحمر وقائد فيلق القدس في اليمن. وكانت صحيفة “واشنطن بوست” نشرت في وقت سابق تقريراً حول ذلك الاستهداف، مشيرة إلى أن عبدالرضا شهلائي، القيادي في فيلق القدس، هو المستهدف في تلك العملية.
وكا نت إدارة ترمب تأمل في أن تجبر الضربات إيران على التفاوض، ولكن ماكينزي قال إن “رئيس هيئة الأركان المشتركة لم يكُن يوافق على هذا الأمر، ولا أنا كذلك، فقد كنا نرى أن هذه الضربات ربما تعيد الردع، لكننا لم نرَ أنها ستؤدي إلى خلق مسار لمفاوضات أوسع نطاقاً”.
وبعد المكالمة مع رئيس هيئة الأركان المشتركة، دعا ماكينزي أعضاء فريقه لعقد اجتماع الساعة السابعة مساءً ليخبرهم بالتعليمات التي أثارت دهشتهم وكتب، “كنا نعلم جميعاً ما يمكن أن يترتب على هذه القرارات، بما في ذلك احتمال أن كثيراً من أصدقائنا على الجانب الآخر من العالم سيضطرون إلى الذهاب إلى القتال، ولكن لم يكُن لدينا الوقت للحديث حول الأمر”.
وأشار ماكينزي إلى أنه كان بالإمكان القضاء على السفينة “سافيز” والقيادي الإيراني في اليمن بسرعة، لكن سليماني كان “هدفاً أكثر صعوبة”.
واشنطن فضلت قتل سليماني في سوريا
أخذت واشنطن في الاعتبار ضرب سليماني في سوريا لأن توجيه ضربة ضده في بغداد من المحتمل أن يؤدي إلى تأجيج غضب الميليشيات الشيعية هناك، وربما يتسبب في رد فعل عسكري وسياسي قوي، إلا أن تلك المخاوف تم تجاوزها لتحقيق الهدف الأساسي. وتكونت خطة الاستهداف من ثلاث خطوات، العثور على الهدف وترتيب العملية وإنجازها، وفق ترجمة مقتطف الكتاب في موقع قناة “الشرق”.
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية السابق إن المقترحات الخاصة بالإعداد لعملية اغتيال سليماني وإتمامها “كانت قطعت شوطاً طويلاً بالفعل، وكنا نعلم في هذه المرحلة أنه عندما يصل الجنرال الإيراني إلى العراق، فإن طائرته عادةً ما تهبط في مطار بغداد الدولي، ثم يُنقل بسرعة إلى مكان بعيد”.
وأضاف أنه “لحسن الحظ، كانت حركة المرور خفيفة في كثير من الأحيان على طريق الوصول إلى المطار، وهو طريق يعرفه الجنود والطيارون ومشاة البحرية باسم ’الطريق الإيرلندي‘ خلال حرب العراق، حيث سقط عدد كبير من القوات الأميركية وقوات التحالف على هذا الطريق بسبب سليماني وأتباعه، ولكن الجزء الخاص بالإعداد للعملية كان أصبح معقداً عندما خرج سليماني من الطريق الإيرلندي، ودخل شوارع بغداد المزدحمة”.
ونظرت أميركا في إمكان ضرب سليماني في اللحظات التي كانت تعقب نزوله من الطائرة لتقليل الأضرار الجانبية، باستخدام طائرة مسيّرة من طراز MQ-9 مسلحة بصواريخ هيلفاير لمهاجمة سيارته وسيارة التأمين المرافقة له، إلا أن ذلك انطوى على تحديات ومنها أن طائرات MQ-9 ستتمكن من البقاء فوق المطار لفترة طويلة، ولذلك كانت معرفة موعد وصوله بصورة دقيقة مهمة، وأراد الجنرالات الأميركيون تنفيذ العملية ليلاً، حتى لا تكون هناك سُحب تحجب الرؤية، لكننا كنا إلى حد ما مرتبطين بجدول سليماني نفسه”.
وحصلت أميركا على معلومات تشير إلى أنه سيسافر جواً من طهران إلى بغداد الثلاثاء في الـ31 من ديسمبر، وبعد كثير من المحادثات، قرر المسؤولون ضرب سليماني أولاً، ثم في غضون دقائق القائد العسكري الآخر في اليمن، حتى لا يتنبه بمقتل سليماني، وجرى تأجيل تنفيذ عملية السفينة “سافيز”.
معضلة الطائرة المدنية
أثارت الاحتجاجات أمام السفارة الأميركية في بغداد قلق ماكينزي مما قد يحدث بعد شن ضربة لقتل سليماني وتساؤلات من قبيل هل سيحفز ذلك الحشود على محاولة اقتحام السفارة؟ وكيف ستبدو العلاقة مع الحكومة العراقية في أعقاب مثل هذا الهجوم؟، فقال ماكينزي إنه ذهب بعدها إلى مقر القيادة المركزية في وقت مبكر من الـ31 من ديسمبر، لافتاً إلى أن ذلك اليوم “هو الذي كنا نأمل في شن الضربة خلاله”، ولكن “النهار انقضى ونحن ننتظر ظهور علامات على تحرك سليماني، وكانت هناك شاشتان ضخمتان معلقتين على الحائط، أظهرت إحداهما سلسلة دوّارة من الصور بالأبيض والأسود من مسيّرات MQ-9، فيما أظهرت الأخرى مئات الطائرات، بما في ذلك الطائرات المدنية التي كانت تعبر سماء العراق وإيران”.
وقال ماكينزي، “أخيراً غادر سليماني منزله، واستقل طائرة في طهران، لكننا لم نكُن متأكدين مما إذا كانت الطائرة مُستأجرة أو تجارية، وأقلعت الطائرة نحو الساعة 9:45 صباحاً بالتوقيت الشرقي في رحلة مدتها ساعتين إلى بغداد، وكنا مستعدين لوصوله، إذ كانت طائراتنا تحلق في السماء وفي مواقع جيدة، ولكن عندما اقتربت طائرته من بغداد، فإنها لم تهبط، وكنت في اجتماع عبر الهاتف مع ميلي وإسبر، بينما شاهدنا طائرته وهي تمر عبر المدينة على ارتفاع 30 ألف قدم”.
وأضاف أنه “حينها سألني أحد موظفي البنتاغون هل يمكنك إسقاط هذا اللعين؟، ومن دون أن أتخذ قراراً في شأن تنفيذ هذا الطلب، اتصلت بقائد القوات الجوية الموجود في قطر، وسألته ’إذا أعطيتك أمراً بإسقاط هذه الطائرة، هل يمكنك تنفيذ العملية؟”، واستجابت القوات هناك بسرعة، وقمنا بنقل مقاتلتين إلى موقع خلف طائرة سليماني، وفي هذه المرحلة كان لدينا خيار إنهاء المهمة إذا طُلب منا ذلك، وعملنا بصورة محمومة لتحديد ما إذا كانت الطائرة مُستأجرة أو تجارية”.
ولفت إلى أن القيادة المركزية تبين لها في ما بعد أن هذه الطائرة كانت متجهة إلى دمشق، في رحلة مدنية، مما يعني أنه من المحتمل أن يكون على متنها “50 شخصاً بريئاً في الأقل”.
حينها نصح ماكينزي رئيس هيئة الأرك ان المشتركة على الفور بأنه لا ينبغي لنا قصف الطائرة، فحتى سليماني نفسه لم يكُن يستحق هذه الخسارة في الأرواح، واتفقنا أنا وهو بسرعة على عدم الدخول في هذه العملية، وتراجعت مقاتلاتنا، وبدأت طائرة سليماني بالهبوط في دمشق، كما قمنا بسحب طائراتنا من مهمتنا في اليمن، وأخذنا جميعاً نفساً عميقاً، وأعدنا النظر في خياراتنا، وقلت للموظفين والقادة في الساعة 10:48 صباحاً إن تعليمات الرئيس ستظل كما هي، ولكننا سنقوم بالعملية عندما تسنح لنا الفرصة لذلك”.
عودة سليماني إلى بغداد
بعد تحديد مؤشرات على أن سليماني سيسافر من دمشق عائداً إلى بغداد خلال الـساعات الـ36 المقبلة”، بدت فرصة جديدة أمام الأميركيين.
وروى ماكينزي، “كان يوم رأس السنة الجديدة، وكان لدي التزام بحضور مباراة في تامبا (في فلوريدا)، وحضرت معي فرق الأمن والاتصالات، وكانت السماء صافية، وتمنيت أن تكون كذلك في بغداد أيضاً، وسارت المباراة بصورة جيدة، وقبل نهاية الشوط الأول، تلقيت مكالمة من إسبر، وقضيت معظم الشوط الثاني جالساً متكئاً على قدمي في المرحاض للتحدث مع إسبر وميلي عبر هاتف آمن، بينما كان مساعد الاتصالات الخاص بي يقف خارج الباب، حاملاً نقطة اتصال واي-فاي في الهواء، وأخبرتهما بأن أحدث معلوماتنا الاستخباراتية تشير إلى أن سليماني سيغادر دمشق قريباً، في وقت مبكر من اليوم التالي، وأنه سيتوجه إلى بغداد… كانت هذه الليلة مرهقة”.
وفي اليوم التالي، ذهب ماكينزي إلى مقر القيادة المركزية، وكشف عن “تصاعد التوتر في ما بعد، بسبب تأخر رحلة سليماني إلى العراق”.
وبعد مرور بضع ساعات رصدت أميركا تحركات سليماني الذي استقل الطائرة في دمشق، وأقلعت الرحلة التي يتم تشغيلها تجارياً بصورة منتظمة من دمشق الساعة 3:30 بعد الظهر بالتوقيت الشرقي، واتصل ماكينزي برئيس هيئة الأركان المشتركة، وكان هو ووزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان يراقبون العملية من غرفة اجتماعات آمنة في البنتاغون. وأضاف أنه “سرعان ما ظهرت الطائرة على أنظمة التتبع لدينا، وشاهدتها وهي تتجه شرقاً، وبينما كنت أتذكر خيبة أملنا قبل أيام قليلة قمت بمراقبة ارتفاع الطائرة عن كثب، ولحُسن الحظ، بدأت الطائرة بالهبوط فوق بغداد، وهبطت الساعة 4:35 مساءً، قبل وقت قصير من منتصف الليل بالتوقيت المحلي”.
“أضرب”
واستذكر ماكينزي أجواء تلك الليلة الغائمة، مما جعل مسيّرة “MQ-9” مضطرة إلى الطيران على ارتفاع منخفض للتمكن من الرؤية، ويعني أنه كان عليها البقاء على مسافة بعيدة لتجنب سماع صوتها أو رؤيتها.