يصنف مختصون ممارسة الجنس أثناء النوم، ضمن مجموعة من اضطرابات النوم تسمى باراسومنياس، تشمل المشي أثناء الن وم، والتحدث أثناء النوم، والأكل أثناء النوم، والذعر أثناء النوم، ويشيرون إلى أن كثيرين لا يتحدثون عن معاناتهم مع هذا السلوك الذي يطلق عليه سيكسومنيا، وفق شبكة “سي إن إن” الأميركية.
وأوردت الشبكة حالة رجل يبلغ من العمر 38 عاما يحاول مرارا إجبار زوجته على ممارسة الجنس في منتصف الليل، لكنه لا يتذكر أفعاله عندما يستيقظ. كما تناولت حالة امرأة متزوجة قالت إنها تقوم بتمزيق ملابسها وممارسة العادة السرية، لكنها لا تتذكر شيئا عندما يوقظها شريكها. وكذلك تطرقت لحالة رجل يبلغ من العمر 31 عاما يستمني أثناء النوم، مما أشعره بالحرج، وأجبره على تجنب العلاقات لمدة 8 سنوات.
وقال كبير الأطباء النفسيين في مركز مقاطعة هينيبين الطبي بجامعة مينيسوتا الأميركية، كارلوس شينك، إن “العديد من حالات الباراسومنيا تحدث، عندما لا يكون الدماغ في حالة حلم”.
وأشار شينك إلى أن “هذا أمر خطير لأن الشخص قد يقوم بالمشي أو الجري أو يقوم بأنواع من التصرفات دون أن يكون عقله مستيقظا”.
موقف محرج
وتشير دراسة أجريت في النرويج عام 2010 على 1000 شخص بالغ، إلى أن حوالي 7% منهم عانوا من ممارسة الجنس أثناء النوم، مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم، وأن ما يقرب من 3% كانوا يعانون مع تلك الحالة خلال فترة ا لدراسة.
وسرد شينك حالة امرأة كان يصدر منها، خلال مرتين في الشهر تقريبا، كلام يشير إلى أنها تمارس الجنس أثناء نومها، كما أنها تردد عبارات بذئية، لا ترددها أثناء استيقاظها، وفق ما أفاد به زوجها.
يقول شينك إن تلك المرأة كانت في بعض الأحيان تداعب زوجها أثناء الليل، ويمارسان الجنس وعندما تستعيد وعيها تتهم زوجها بإجبارها على ممارسة الجنس.
رفضت المرأة تصديق ما يقوله زوجها عن أنها تمارس الجنس أثناء نومها، ولكن حينما سمعها ابنها البالغ من العمر 9 سنوات تصدر إيحاءات جنسية أثناء النوم، وأخبرها، طلبت أخيرا الخضوع للعلاج.
يضيف شينك أن “الأمر المقلق لهؤلاء المرضى أنهم يعانون من فقدان الذاكرة التام، لذا فهم يواجهون حالة من الحرج حينما يتم إخبارهم بما وقع منهم أثناء النوم”.
ما السبب؟ لا يُعرف على وجه الدقة السبب في إصابة الأشخاص بالباراسومنيا، كما لا توجد طريقة للتنبؤ باحتمال الإصابة بالمرض. ومع ذلك لا يستبعد مختصون وجود تأثيرات وراثية لحدوثه.
ويقول شينك “إذا كان لديك قريب من الدرجة الأولى مصاب باضطرابات النوم، فمن المرجح أن تصاب بالمرض، وكلما زاد عدد الأقارب من الدرجة الأولى أو الثانية الذين يعانون من الباراسومنيا، زاد احتمال استمرار الحالة (..) أو تكرارها.
وبحسب شبكة “سي إن إن” فإن هناك أدوية يمكنها السيطرة بنجاح على حالات ممارسة الجنس أثناء النوم، لدى الكثيرين، ولكن ليس بالضرورة لجميع الحالات.
ونقلت الشبكة عن مختصين قولهم إن “أدوية علاج سيكسومنيا لها آثار جانبية ويمكن أن تصبح عادة، وقد يتعود عليها البعض”.
ويشير خبراء ومحامون إلى أن بعض المتهمين في جرائم الاغتصاب يتهربون من العدالة من خلال الادعاء بأنهم مصابون باضطراب سيكسومنيا، ويقولون إن ذلك يجعلهم يمارسون نشاطا جنسيا أثناء النوم، وفق صحيفة “ذي غارديان” البريطانية.
وحذر الخبراء من إساءة تطبيق العدالة والإضرار بالضحايا، وطالبوا بتقديم أدلة أقوى لادعاءات الإصابة باضطراب سيكسومنيا التي يقدمها بعض المتهمين.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن بيرد، وهو قانوني ونائب سابق في البرلمان عن حزب العمال، قوله إن “الشخص الذي يقول لقد اغتصبت شخصا ما دون أن أعلم ذلك، يشكل خطرا (..) ولا يجب تبرئته ببساطة”.