من المقرر أن يقام المعرض العالمي للفن المعاصر “بينالي- البندقية”٢٠٢٤ في الفترة الممتدة من ٢٠ نيسان /أبريل إلى ٢٤ تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وبيينالي الذي كان دائمًا منصة لعرض أعمال فنانين من مختلف أنحاء العالم، سوف يسلّط في طبعته الستين هذا العام الضوء على فنانين من خلفيات متنوّعة، مما سيمنح مساحة ورؤية للمجموعات المهمّشة، مثل المهاجرين والمغتربين والمثليين والسكان الأصليين.
وللمرة الثانية على التوالي سيشارك لبنان فيه بعد مشاركته الأولى في العام ٢٠٢٢ وسيتمثّل من خلال أعمال الفنانة التشكيلية منيرة الصلح.
وأوضحت المفوّضة العامة والقيّمة على الجناح اللبناني ندى غندور، أن لبنان سيأخذ هذه السنة أيضًا مركز الصدارة في إحدى الفضاءات الرئيسة في قلب مساحة الأرسنالي البندقية، حيث سيتعمّق الجناح اللبناني بالعصور القديمة لتاريخ لبنان من خلال إلقاء الضوء على القضايا والتحدّيات التي تواجهها المرأة وذلك من خلال الأسطورة الفينيقية – اليونانية”، أما عن هدف المشاركة فأكدت غندور الرغبة في “تغذية الوعي الاجتماعي والسياسي الجماعي من خلال قوة الفنّ وتأثيره”.
ندى غندور
من هي منيرة الصلح؟
ومنيرة الصلح هي فنانة متعدّدة الاختصاصات، ولدت في بيروت في العم ١٩٧٨ ودرست الموسيقى ثم الفنون التشكيليّة في الجامعة اللبنانية، وتابعت دراستها الفنية في هولندا، وأقامت معارض منفردة لأعمالها في ألمانيا وبريطانيا واليابان والولايات المتحدة وإيطاليا. ووفقاً لوزير الثقافة محمد وسام المرتضى، جاء اختيار الصلح لتمثيل لبنان في الدورة الستين من البينالي على أساس “قدرتها الاستثنائية على تناول مواضيع مؤثرة وبأسلوب ساخر ومقاربة شعرية”.
منيرة الصلح
والجناح اللبناني الذي سيحمل هذا العام اسم “رقصة من حكايتها” سيتناول قصة الأميرة الفينيقيّة “أوروبا” التي اختطفت من على شاطئ مدينة صور على يدّ الإله اليوناني “زوس” بعد أن تنكّر بزيّ ثور أبيض.
لماذا أسطورة أوروبا؟
اختارت منيرة الصلح استخدام أسطورة “أوروبا ” للتعبير عن المصير المفروض على النساء وعلى طواعيتهنّ، وقد اتخذت مثالًا الأميرة الفينيقيّة “أوروبا” التي قررت الفنانة من خلال رسوماتها انقاذها من شدّتها، بحيث تعتبر أنه “على مرّ العصور كانت الأساطير في خدمة الاعتراض والاحتجاج والهدم، وأنّ هذه الأسطورة التي نظّمها وفرضها الرجال تعبّر عن رغبتهم في السيطرة على المرأة وإخضاعها”، وتضيف: ” تذكّرنا رحلة “أوروبا” إلى جزيرة كريت بغنائم الحرب التي أخذها الكريتيون من الفينيقيين”.
“رقصة من حكايتها”
والجناح اللبناني الذي يحمل عنوان “رقصة من حكايتها” سيضمّ ٤١ عملًا للصلح مكوّنًا من رسومات ولوحات ومنحوتات وتطريز وفيديو وتسعى الفنانة من خلال إعادة التأمّل بأسطورة “أوروبا” إلى إعادة النظر في التطلّعات والتحدّيات التي تواجه النساء في يومنا الحالي.
هل ستتمكّن الصلح التي تحاول من خلال مشاركتها في معرض “البينالي” الجمع بين تاريخ لبنان وحداثته، من تحرير “أوروبا” التي هي إحدى ركائز حضا رتنا، من “زوس”، وبالتالي تحرير بنات جنسها من سيطرة الرجال وخضوعهنّ له؟ وهل ستساهم التصاميم السينوغرافيّة للمهندس المعماري كريم بكداش في إتاحة الفرصة للجمهور بإيصال فكرة الصلح، وهو الذي استعان بلون بحر مدينة صور وسمائها الأزرق الرمادي وبالألواح الخشبية الطويلة والمتعرّجة محاولًا ربط اليابسة بالبحر؟