عكس تصريح رئيس كتلة الوفاء المقاومة النائب محمد رعد، بعد لقائه أمس رئيس الجمهورية جوزف عون خلال الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة، استياء وانزعاجاً واضحاً ومفاجأة كبيرة داخل بيئة الثنائي الشيعي، باعتبار أن ما حدث لهم هو طعن بهم وإقصاء للطائفة الشيعية ككل.
وغصّت الشاشات التابعة لمحور الثنائي بالتحليلات التي تتحدث عن الميثاقية المفقودة، في إشارة إلى أن “حزب الله” وحليفته حركة “أمل” لن يشاركا في الحكومة وبالتالي ستكون غير ميثاقية وغير دستورية.
وأعاد الحديث عن الميثاقية إلى أذهان اللبنانيين التاريخ “التعطيلي” للثنائي وما قاموا به من انسحاب وتعليق مشاركتهم في حكومات سابقة لا سيما مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2006، حين انسحب منها ووصفت لاحقًا بـ”الحكومة البتراء”.
وللتوضيح، فإن الحكومة الميثاقية ترتكز على مبادئ “الميثاق الوطني”، (الاتفاق غير المكتوب)، الذي شكل الأساس لقيام دولة لبنان عام 1943، والذي يؤكد على أهمية تحقيق العيش المشترك بين مختلف الطوائف اللبنانية.
وتبلور هذا المفهوم بشكل أكبر مع “اتفاق الطائف” عام 1989، الذي أفضى إلى تعديلات دستورية أقرت في عام 1990، من خلال إدراج الفقرة “ي” في مقدمة الدستور، التي تنص على أن “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك”.
وعلى وقع مواقف الثنائي الشيعي المتمسكة بالميثاقية في الحكومة، كتب النائب ميشال معوّض عبر منصة اكس: “اتصلت برئيس الحكومة المكلف نواف سلام للتهنئة. إنّ استباق تشكيل الحكومة بالتهويل والتهديد لن ينفع. حكومة نواف سلام ستولد، ولن تكون إلا ميثاقية بحسب أحكام الدستور، وخارج نهج الزبائنية والمحاصصات، وستعمل مع رئيس الجمهورية على استعادة سيادة الدولة، وحكم القانون، وموقع لبنان في العالم العربي والعالم. كما وستقوم حكومة نواف سلام بالإصلاحات البنيوية المطلوبة لإعادة لبنان على سكة التعافي والنمو والحداثة”. أضاف: “حان وقت التواضع لا التهويل، ومدّ يد التعاون بيننا كلبنانيين، والعمل على تسهيل تشكيل الحكومة بما يسرّع في حماية مصالح جميع اللبنانيين، من خلال عودة الجميع إلى كنف الدولة، والدستور والمؤسسات والممارسات الديمقراطية”…
وكتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي عبر حسابه على منصة “إكس”
“مفهوم الميثاقية بحاجة إلى إعادة تعريف. في الاساس هي حماية وجود ودور المكونات الطائفية، وليس المذهبيّة، المؤسِّسة. وجودها ودورها وليس خياراتها السياسية الظرفية. حذار ان تصبح الميثاقية اداة تعطيل وابتزاز من قبل كل مكون معتكف في وجه المكونات المنخرطة.
وكتب النائب السابق مصباح الأحدب عبر منصة “اكس”، “الميثاقية وجدت لحماية حقوق الطوائف لا لتسلط الأحزاب عليها”.
وتساءل الأحدب “من قال إن المكون الشيعي الأساسي في الوطن لن يمثل في الحكومة”.
كما قال رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، خلال حديث اعلامي أمس الاثنين، إن “تركيبة الدولة اللبنانية تعكس عملية التوافق، ولكن ليس من الضروري خوض أي مسألة بالتوافق، وما تحدث عنه رعد عن العيش المشترك يعدّ أيضاً خارج السياق، والإقصاء يكون في حال قرر رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام تشكيل الحكومة العتيدة بلا الطائفة الشيعية”.
وشدد على أن “أحد المفاهيم الخاطئة التي كرست في السنوات الماضية هي معنى الميثاقية التي تتمثّل في الحقيقة بين الطوائف لا بين المذاهب، وبالتالي لو لم يوافق أي نائب مسلم على القاضي سلام لكنّا أمام حالة الـ”لا ميثاقية”.