مفهوم الدولة يتقدم و"حزب الله"...يتخبط!
على الرغم من الوهن الذي أصاب مفهوم الدولة على مدى عشرات السنوات، إلّا أنّه يبدو، منذ اكتمال الإستحقاق الرئاسي، يتقدم بخطوات نوعية، ولو كان لا يزال بحاجة الى تكريس وتنفيذ. في هذا الوقت، يواصل “حزب الله” تخبطه، ويظهر، يوما بعد يوم، أنّه فقد قدرته على توحيد قراءته لنفسه وللتطورات وللمستقبل. آخر فصول التخبط كان في العاصفة التي سببها كلام النائب السابق نواف الموسوي عن مسؤولية قياديين في الحزب عن ملف البايجر والتوكي ووكي. وإنْ كان كلام موسوي ينقل الى العلن ما يدور بالسر في بيئة حزب الله، إلّا أنه أصاب قيادات في الحزب تحاول أن تلعب دورا رائدا في المرحلة المقبلة. ولكن الاهم من كل ذلك أنه قدم دليلا جديدا على أنّ حزب الله بات عاجزا عن إدارة التيارات في داخله، بعدما كان على مدى سنوات الحزب الذي يتكلم بصوت واحد وقلب واحد. ولعل التخبط الذي كشف الموسوي مداه، هو الذي يقف وراء تباين المواقف مما يعلنه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، ففي حين يصر الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم على نص الرسائل الإيجابية، ينبري نوع من نواب الحزب على التهجم حينا وعلى السخرية أحيانا من مقاربات عون الذي تحظى بتأييد شعبي كبير في لبنان، لأنّها تشكل حجر الزاوية لإعادة إعمار صرح الدولة الذي هدمته صراعات وحروب محور إيران!
