انتهت الجولة الثانية من المفاوضات الجارية بين مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية عباس عراقجي في العاصمة الإيطالية، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية.
ووصف عراقجي، للتلفزيون الرسمي، المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بأنها «تتقدَّم في الاتجاه الصحيح»، مشيراً إلى التوصُّل إلى تفاهم بشأن عقد «الجلسات الفنية على مستوى الخبراء في سلطنة عمان، يليها اجتماع لكبار المفاوضين يوم السبت المقبل».
وقال عراقجي: «عقدنا اليوم جلسةً استمرّت نحو 4 ساعات. كانت جلسةً مثمرةً، والمفاوضات تسير في مسار إيجابي». وأضاف: «هذه المرة تَمكَّنا من التوصُّل إلى تفاهم أفضل حول مجموعة من المبادئ والأهداف، واتفقنا على استئناف المحادثات والانتقال إلى المرحلة التالية، حيث ستبدأ الجلسات الفنية»، مضيفاً أن «المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء ستنطلق في عُمان يوم الأربعاء».
وزاد في السياق نفسه: «سيتمكَّن الخبراء من مناقشة التفاصيل ووضع إطار للتوافق، ثم نلتقي (مع ويتكوف) يوم السبت المقبل في عمان؛ لمراجعة نتائج عمل الخبراء، وتقييم مدى تقدُّمنا في تحقيق المبادئ الأساسية للاتفاق».
وتحفَّظ عراقجي على التسريبات الإعلامية بشأن المفاوضات. وقال: «التكهنات والتحليلات دائماً ما تكون جزءاً من أي عملية تفاوضية، وقد يسعى البعض إلى تقديم تفسيرات لأغراض معينة، لكنني لا أؤيد هذه التكهنات».
وقال عراقجي: «المعيار الحقيقي هو ما يحدث خلف طاولة المفاوضات».
ودعا الوزير الإيراني إلى «عدم الانشغال بالتكهنات، وتركنا نواصل هذا المسار في إطار عقلاني حتى نتمكَّن من الوصول إلى نتيجة». وتابع قائلًا: «المفاوضات من مهام وزارة الخارجية، ولا ينبغي أن تُحدث أي ضجة أو توتر في المجتمع. نحن نعمل بهدوء ودقة».
وبشأن النتائج المحتملة، أشار عراقجي إلى تصريحات سابقة للمرشد الإيراني قائلاً: «كما أشار المرشد، لا يوجد سبب للتشاؤم المفرط أو التفاؤل المفرط، ويجب أن نسير في هذا المسار بشكل متو ازن وعقلاني».
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات تُظهر مغادرة الوفد الإيراني مقر السفارة العُمانية، حيث جرت المفاوضات غير المباشرة برعاية وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي.
ونفى التلفزيون الرسمي الإيراني في وقت سابق، تعثراً «مؤقتاً»، وذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، بعد نحو ساعة من المحادثات، أن عراقجي «أوقف المفاوضات لمدة 15 دقيقة؛ بسبب طرح الطرف الأميركي لقضايا غير نووية، وأعلن أن استئناف المحادثات مشروط بالتركيز على القضايا النووية فقط».
جاء ذلك، بعدما طالبت طهران الوفد الأميركي بـ«تجنب طرح مطالب غير واقعية وغير معقولة تحت تأثير إسرائيل».
ونفى مصدر مطلع في تصريح للتلفزيون الرسمي صحة الأنباء التي أوردتها وسائل إعلامية بشأن تعليق المفاوضات لمدة 15 دقيقة. ووصف التقارير بـ«الزائفة»، وأضاف: «تبيَّن عدم صحتها».
ورغم نفي التوقف، فإن صحافيين مرافقين للوفد الإيراني أكدوا صحة التوقف، لكنهم قالوا إن الوفد الإيراني طلب «التوقف من أجل الصلاة».
وأعلن مسؤولون من كلا الجانبين، الأميركي والإيراني، بدء الجولة الثانية من المحادثات بين المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والوفد الإيراني برئاسة عراقجي، بشأن البرنامج النووي ال إيراني، السبت، في روما.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، للتلفزيون الرسمي: «إن المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بدأت نحو الساعة 12 بتوقيت روما، في مقر إقامة السفير العُماني، بحضور وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي».
وأشار إلى لقاء عراقجي ونظيره الإيطالي أنطونيو تاياني قائلاً إن «إيطاليا أعربت عن تقديرها لهذه الفرصة، كما عبَّر الجانب الإيطالي عن امتنانه لاستضافتها».
وأوضح أن «سير إجراءات المفاوضات مماثل للجولة الأولى، حيث يجلس الوفدان في قاعتين منفصلتين، ويتنقل وزير الخارجية العُماني بين الوفدين، وقبل بدء المفاوضات، أجرينا محادثات مع الوزير العُماني. تُدار المفاوضات بالكامل من قبل عُمان كما كانت الحال في الجولة السابقة».
وقال بقائي: «على وسائل الإعلام عدم الترويج للأخبار الزائفة بشأن المفاوضات، ومتابعة الأخبار الدقيقة عبر وزارة الخارجية».
وأضاف: «الأخبار الكاذبة جزء من محاولات خلق التشويش حول المفاوضات. تركيزنا ينصب على تحقيق مصالح إيران دون الالتفات إلى هذه الجوانب الهامشية».
وأفاد الإعلام الرسمي، نقلاً عن بقائي بعد وصول الوفد الإيراني إلى روما، «في ظل التصريحات المتناقضة التي صدرت عن عدد من المسؤولين الأميركيين خلال الأيام القليلة الماضية، نتوقَّع من الجانب الأميركي أن يقدِّم في المرحلة الأولى توضيحاً يزيل الغموض الخطير الذي أُثير حول نيّته وجديته».
وأضاف: «إن مواقف ومطالب الجمهورية الإسلامية، سواء فيما يخصُّ رفع العقوبات غير القانونية أو الملف النووي، واضحة تماماً، وقد تم إبلاغ الطرف المقابل بها خلال الجولة الأولى من المفاوضات».
وتابع بقائي: «إن العودة إلى الأساليب السابقة لن تفضي إلى نتيجة، ولا يمكن تحقيق أي تقدم فعلي ما لم يتعامل الطرف الآخر بواقعية، ويتجنب طرح مطالب غير واقعية وغير معقولة تحت تأثير إسرائيل».
وفي وقت سابق، أوضح مسؤول أميركي، فضَّل عدم ذكر اسمه، أن المحادثات تتم في السفارة العُمانية بحي كاميلوتشيا، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن وزير الخارجية عباس عراقجي وكبار مساعديه وصلوا إلى مقر المحادثات غير المباشرة في مقر السفارة العمانية بالعاصمة الإيطالية روما.
كما وصل الوفد الأميركي برئاسة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى مقر المحادثات.
وأجرى عراقجي مشاورات مع نظيره العماني بدر البوسعيدي قبيل انطلاق المحادثات. وكان الوزير الإيراني قد أجرى مشاورات مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني.
وكان ويتكوف وعراقجي باشرا المحادثات بشأن ملف إيران النووي الذي يثير التوتر بين طهران وبلدان غربية، في عُمان يوم 12 أبريل (نيسان).
وقد تُحدِّد قدرة الرجلين على إيجاد أرضية مشتركة في هذه المفاوضات عالية المخاطر مصير المحادثات. وصل كلاهما إلى مقر السفارة العمانية بروما في وقت متأخر من صباح السبت.
وتُعدّ هذه المحادثات لحظةً تاريخيةً في سياق العداء المستمر بين البلدين منذ ثورة 1979، وأزمة رهائن السفارة الأميركية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد انسحب في عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني، مما أدى إلى سنوات من الهجمات والمفاوضات التي فشلت في استعادة الاتفاق الذي كان قد حدّ من تخصيب إيران لليورانيوم مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
وتكمن المخاطر في إمكانية حدوث هجوم عسكري أميركي أو إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، أو في قيام إيران بتنفيذ تهديداتها بالسعي للحصول على سلاح نووي.
وفي الوقت نفسه، تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط بسبب الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، بالإضافة إلى الغارات الجوية الأميركية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، مما أسفر عن مقتل العشرات.