دخل صباح اليوم عدد من الإسرائيليين إلى منطقة قبر الشيخ العباد، الواقعة في أطراف بلدة حولا اللبنانية، في زيارة دينية نظمتها القوات الإسرائيلية.
وليست المرة الأولى التي يدخل فيها إسرائيليون إلى لبنان، فقد فعلوها في شهر شباط الفائت، في محاولة للسيطرة على مقام تاريخي.
وفي التفاصيل، فقد قام الجيش الرسرائيلي بتأمين دخول نحو 250 شخصًا إلى منطقة الضريح، حيث أجروا طقوساً دينية تحت حماية عسكرية مشددة.
يُذكر أن هذه الزيارة تأتي بمناسبة «السابع من آذار»، وهو ذكرى ميلاد ووفاة النبي موسى في التقليد اليهودي، وتشهد عادة زيارات لعدد من المواقع المقدسة للحسيديم.
قيادة الجيش
واعتبرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان أنّ “إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد - حولا في الجنوب “ما يمثل انتهاكًا سافرًا للسيادة الوطنية اللبنانية”.
وجاء في البيان: “في سياق مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وخروقاته لسيادة لبنان، عمد عناصر من القوات المعادية إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد - حولا في الجنوب، ما يمث ل انتهاكًا سافرًا للسيادة الوطنية اللبنانية”.
وأضافت: “إن دخول مستوطنين من الكيان الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية هو أحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، ولا سيما القرار ١٧٠١ واتفاق وقف إطلاق النار”.
وتابعت: “تُتابع قيادة الجيش الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل”.
وأمس الخميس، أفادت قناة “i24 نيوز” العبرية بأنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لإدخال مئات اليهود للصلاة في قبر “الحاخام راب آشي” الموجود جزء كبير منه داخل الأراضي اللبنانية.
ما هو مقام الشيخ عباد؟
و«الحسيديم» وهي طائفة يهودية متشددة تُعرف بتمسكها بالتقاليد والطقوس الدينية. تُعتبر هذه المجموعة من أكثر الفئات تطرفاً في المجتمع الإسرائيلي، وتسعى دائماً لتعزيز الوجود اليهودي في المناطق التي تعتبرها مقدسة.
أما الضريح موضوع النزاع، فهو معروف لدى المسلمين باسم «مقام الشيخ العباد»، ويُعتقد أنه يضم رفات الشيخ العباد، الذي عاش ناسكاً في المنطقة قبل حوالي 500 عام. في المقابل، يدّعي اليهود أن الموقع هو قبر «الحاخام آشي»، وهو حاخام بابلي عاش في القرن الخامس الميلادي وكان أول محرر للتلمود البابلي. هذا التباين في الروايات أدى إلى نزاعات متكررة حول هوية الموقع وملكيته.
على الرغم من انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، إلا أنها لا تزال تحتل بعض المناطق الاستراتيجية. ففي شباط الفائت، أعلنت إسرائيل أنها ستبقي قواتها في خمسة مواقع استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية بعد انتهاء المهلة المتفق عليها للانسحاب، مبررة ذلك بحماية المستوطنات الإسرائيلية.
من هم الحسيديم؟
والحسيديم هم طائفة يهودية أرثوذكسية نشأت في أوروبا الشرقية خلال القرن الثامن عشر، ويعتبرون جزءًا من الحركة الحسيدية التي أسسها الحاخام يسرائيل بن إليعازر، المعروف باسم البعل شيم توف. تعتمد هذه الطائفة على التصوف اليهودي (الكابالا) وتؤمن بأن العبادة يجب أن تكون نابضة بالحياة، مليئة بالفرح، وترتبط بشكل مباشر مع الله.
يتميز رجال الحسيديم بارتداء المعاطف الطويلة السوداء (Bekishe) أو الفراء (Shtreimel) خلال المناسبات الدينية، مع لحى طويلة وجوانب شعر طويلة وفقًا للتقاليد التوراتية.
تعيش هذه الجماعات في مجتمعات منغلقة داخل مدن مثل القدس وبني براك في إسرائيل، وكذلك في نيويورك (بروكلين)، ولندن، وكيبيك، حيث يتحدثون ب شكل أساسي لغة اليديشية بجانب العبرية.
وفي إسرائيل، يتمتع الحسيديم بنفوذ سياسي واقتصادي كبير، إذ لديهم أحزاب سياسية مثل «يهدوت هتوراه» (يهودية التوراة المتحدة) و«شاس» التي تمثل مصالحهم الدينية في الكنيست. كما أن بعض الجماعات الحسيدية، مثل برسلاف وحباد، نشطة في التبشير بين اليهود العلمانيين ودعوتهم للالتزام بالتقاليد الدينية.
أما في ما يخص المقام في لبنان، فمن المرجح أن مجموعة برسلاف الحسيدية هي التي سعت لدخوله كما فعلت في الشهر الفائت، إذ إنها من أكثر الطوائف التي تقوم بزيارات للأضرحة اليهودية حتى في المناطق المتنازع عليها، مثل قبر يوسف في نابلس وغيره.
