بعد أن وظفت وزارة التربية والتعليم آلافاً من طلبة الحوزات في المدارس الإيرانية، وفي أحدث مشاريعها، أقدمت على توظيف نحو 18 ألفاً من “قدامى المقاتلين” ليصبحوا معلمين ومدربين تربويين في المدارس. وذلك من خلال منحهم فرصة للمشاركة في اختبارات التوظيف الخاصة بوزارة التربية والتعليم.
ومن المفترض أن يقام اختبار التوظيف الخاص بالمدربين التربويين والتربية البدنية والصحة والمرشدين والبالغ عددهم 19 ألفاً، يوم الخميس الموافق 9 مارس (آذار) المقبل. بينما اختبار التوظيف الخاص بمعلمي المرحلة الابتدائية والبالغ عددهم 28 ألفاً، سيقام يوم الجمعة الموافق 10 مارس المقبل. كما سيتم إجراء اختبار معلمي الفنون، يوم الجمعة 17 مايو (أيار) المقبل، والبلغ عددهم 25 ألفاً.
وبناءً على ما ورد في تقرير وكالة “إيرنا” للأنباء وهي وكالة حكومية، فإنه بعد هذه الاختبارات الثلاثة، سيتم توظيف نحو 73 ألف شخص في وزارة التربية والتعليم، ومن بين هؤلاء، 18 ألفاً و500 شخص سيكونون من “قدامى المقاتلين”، أي بنسبة 25 في المئة على الأقل.
التوجهات العقائدية
وهذا يعني أنه في المستقبل القريب، ستقوم وزارة التربية والتعليم بفرض أكثر من 18 ألف شخص ممن هم متوافقون مع التوجهات العقائدية والسياسية للنظام، كمعلمين ومدربين تربويين في المدارس.
وفي هذا السياق، قد أصدرت منظمة شؤون قدامى المقاتلين، تعميماً طالبت فيه من قدامى المقاتلين ممن لديه رغبة بالعمل في وزارة التربية والتعليم، أن يتقدم بطلب للاستفادة من هذه الفرصة من خلال المشاركة في اختبار التوظيف.
ويأتي تخصيص هذه الحصة الكبيرة لقدامى المقاتلين للعمل في المدارس الإيرانية، في الوقت الذي وظفت وزارة التربية والتعليم حتى الآن أكثر من 25 ألف طالب حوزي في مشروع يسمى “أمين” في المدارس الإيرانية ويقومون بغسل أدمغة الطلاب.
وفي تصريح سابق، لأمين سر منظمة التعاون بين الحوزة ووزارة التربية والتعليم، حميد نيكزاد، قال إن هذا العدد من طلاب الحوزة الذين تم توظيفهم في المدارس، الغاية منه “تحسين جودة الأنشطة التعليمية” و”تعزيز إقامة الصلاة” في المدارس.
في واقع الأمر، أن عملية توظيف طلاب الحوزات والأشخاص المقربين من النظام، والتي بدأت منذ سنوات، تسارعت وتيرتها في حكومة إبراهيم رئيسي، بخاصة بعد ما فصل العديد من المعلمين المستقلين من العمل في وزارة التربية والتعليم. إذ اعترف المسؤولون الحكوميون أنه خلال عام واحد فقط، تم توظيف نحو 3500 طالب حوزوي في المدارس الإيرانية.
مراقب صحي
وعلى رغم توظيف الآلاف من رجال الدين والباسيج وقدامى المقاتلين في المدارس الإيرانية، إلا أن العديد من الفصول الدراسية، خصوصاً في المناطق الهامشية والمحرومة، ما زالت من دون معلم. إضافة إلى ذلك، فإن التقارير الرسمية لوزارة التربية والتعليم أظهرت أن معظم المدارس في إيران لا يوجد فيها مراقب صحي.
واعتبرت وزارة التربية والتعليم أن وجود مراقب صحي واحد لكل 480 طالباً مؤشر لعدد العاملين في مجال الرعاية الصحية في المدارس الإيرانية. وبغض النظر عن أن مراقباً واحداً لا يكفي لهذا العدد من الطلاب، إلا أن الدراسات الميدانية أظهرت أن الوزارة لم تتقيد بهذا المؤشر في توظيف العاملين في مجال الرعاية الصحية في المدارس. وعليه، يجب على وزارة التربية والتعليم توظيف ما لا يقل عن 20 ألف عامل في مجال الصحة للوصول إلى هذا المؤشر الذي اعتمدته.
ويأتي التأخير في توظيف العاملين في مجال الرعاية الصحية في الوقت الذي قامت فيه الوزارة بتوظيف أعداد كبيرة من طلاب الحوزات وقدامى المقاتلين لتعزيز النهج الأيديولوجي والسياسي للنظام في المدارس الإيرانية. عدا عن دفع رواتب هؤلاء الأشخاص من الموازنة العامة، في حين تفتقر آلاف المدارس في إيران إلى المرافق الأساسية.
وبناءً على التقرير الذي نشره مركز أبحاث البرلمان الإيراني، فإنه من بين 107 آلاف مدرسة في عموم البلاد، هناك سبعة آلاف مدرسة، أي نحو 11 في المئة، تتمتع بشبكة مياه شرب فقط. وخمسة آلاف مدرسة فاقدة للمراحيض. وأظهر هذا التقرير أنه ما يقرب من 12 ألف مدرسة في إيران فاقدة لنظام الصرف الصحي، وأكثر من 15 ألف مدرسة ليس لديها مياه شرب منفصلة عن المراحيض.
وصرح في وقت سابق، رئيس جمعية بناء المدارس الخيرية، ناصر قفلي، أن هناك أكثر من ثلاثة ملايين طالب إيراني يدرسون في فصول خطرة.
(اندبندنت فارسية)