"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

مأتم "المقاومة والتحرير"!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 25 مايو 2023

“عيد المقاومة والتحرير” الذي يحل اليوم في لبنان، هو، بالمنطق المؤسساتي، يوم وطني لبناني، يهدف الى استذكار انتهاء الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء واسعة من لبنان.

ولكن هذا الحدث العظيم في تاريخ “بلاد الأرز” سقط، منذ سنوات طويلة، من قائمة الأعياد، لأن “حزب الله” بما لديه من سطوة عسكرية وأمنية وسياسية، حوّل التحرير إلى هيمنة والمقاومة الى غلبة.

في “عيد المقاومة والتحرير” رفع اللبنانيّون عدد أيّام العطلة الرسمية، لا أكثر ولا أقل، لأنّهم بدل أن يتوحّدوا تحت راية وطنية شاملة وجدوا أنفسهم مجرّد ورقة يكتب عليها “حزب الله” ما يشاء.

في هذا اليوم الموصوف بأنّه عيد، لا يقف على المنبر الأساسي أيّ مسؤول لبناني، بل يصطف الجميع في باحة مفتوحة أو في قاعة مغلقة، ويرفعون عيونهم الى شاشة صخمة، يطل عليها الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله، حيث يطلق مواقف لا يعرف المسؤولون اللبنانيّون عنها شيئًا على الرغم من أنّها في صلب صلاحياتهم السيادية، فيوجه رسائل الى إسرائيل، ويتوعّدها، ويجدد شبك يديه بأيادي قادة التنظيمات في “محور الممانعة”.

في المقابل، حُرم اللبنانيون من حق الإحتفال بيوم تحرير بلادهم من الاحتلال السوري الذي كانت وطأته أكثر ضررًا من الإحتلال الإسرائيلي. لم يكن هذا المنع بريئًا، ف”محور المقاومة” تعاطى مع هذا الحدث كما لو كان يومًا تاريخيًّا حزينًا، وعمل المستحيل ليحل هو في معادلة القرار مكان أركان النظام السوري.

ولأنّ التحرير تحوّل الى همينة والمقاومة أصبحت غلبة والوصاية أضحت إيرانية، سقط مفهوم العيد عن الخامس والعشرين من أيّار وحلّ مكانه مفهوم “النكبة”.

وقد جسّدت هذا “النكبة” نفسها في يوميات اللبنانيّين، فبدل أن يتألّق لبنان بعد تخلصه من الإحتلالين الإسرائيلي والسوري تباعًا، راح يسقط شيئًا فشيئًا الى أن حصل الإنهيار الكبير.

ولم يردع هذا الإنهيار الكبير الذي حوّل لبنان الى جهنّم أحد، ف”حزب الله”، مثلًا، يواظب على نهجه المهيمن طالبًا من الجميع أن يصدقوا بأنّ أدواره وسلاحه وارتباطاته لم تجلب عليهم، بعدما انتهت وظائفها النبيلة، الويلات المالية والإقتصادية والإقليمية والدولية، ولم تفسّخ وحدتهم الوطنية ولم تعمّم اليأس!

25 أياّر أريد له أن يكون عيدًا وطنيًّا فتحوّل الى…مأتم جماعي!

المقال السابق
لبنان/ جنبلاط يقدم استقالته من رئاسة حزبه وعينه على "وريثه"
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

كيف تجرّأت على اغتياله؟!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية