"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

ماذا يحصل في الأردن؟ وكيف بدأت الحرب في غزة تنعكس خطرًا عليه؟

نيوزاليست
الاثنين، 1 أبريل 2024

ماذا يحصل في الأردن؟ وكيف بدأت الحرب في غزة تنعكس خطرًا عليه؟

في الساعات الأولى من يوم أمس الأحد وإثر خروج آلاف الأردنيين للتظاهر في ضاحية الرابية قرب السفارة الإسرائيلية في عمان تضامنا مع قطاع غزة، فضّت قوات الأمن الفعاليات معتقلة مئات الناشطين والناشطات من المشاركين، كما اعتقلت مجموعة من النشطاء من منازلهم. كانت المسيرات، قبل الحدث الأخير، قد تواصلت لليلة السابعة على التوالي، وبدأت الحملة الأمنية قبل يوم مع اعتقال اثنين من قياديي القطاع الشبابي في «جبهة العمل الإسلامي» أحدهما في مكان عام والثاني في موقع عمله بعمّان، وكان بين معتقلي اليوم التالي ناشط نقابي، وباحث في شؤون القدس، وناشطات.

وعن خلفية ما تشهده الأردن، كتب سميح المعايطة في “الغد” تحت عنوان: “ما هو المطلوب من الأردن”، الآتي:

ستة أشهر من أشهر العدوان على غزة لم يترك للأردن وسيلة لمساندة أهل غزة والتصدي للعدوان والرواية الإسرائيلية وتقديم العون الإنساني والسياسي والدبلوماسي واتخاذ إجراءات ضد الاحتلال والضغط على الدول المؤثرة بل الحليفة لإسرائيل إلا وفعله الأردن وقيادته وما تزال تلك الجهود لم تتوقف.

الأردن لم يكذب على أحد ولم يدع ما ليس في قدرته ، لم يتحدث عن اجتياح تل أبيب ولا عن صواريخ بأسماء مختلفة كما فعل حلفاء حماس وعندما كان العدوان انكفأت هذه الدول تبحث عن مصالحها مع أميركا ولم تقدم لغزة حتى شوال طحين، ودول أخرى صعدت ضد إسرائيل إعلاميا لكنها حافظت على مصالحها مع إسرائيل بما فيها المصالح الاقتصادية وهي دول من التي تفتح أحضانها لحماس.

الأردن دولة وليس قسم من أقسام أي تنظيم، له معادلاته ومصالحه، وله شعب يجب أن تحافظ الدولة على حياته الطبيعية في موازاة موقف صادق مع الأشقاء وتضامن حقيقي، والأردن لن يرمي دولته وشعبه في مغامرات لمصلحة أي تنظيم أو مغامرين. الأردن لم يقصر مع الأشقاء وبادر إلى كل طريق يغيثهم برا وجوا، وما يزال يعمل لوقف الحرب، والسؤال ما هو المطلوب من هذا البلد، وهل ما فعله آخرون حتى من حلفاء حماس وحاضني الإخوان من العرب والعجم أكثر مما فعله الأردن.

حتى الضفة الغربية الجزء الآخر من حدود 67 ليس فيها حراك تضامني اكثر من مدن الاردن، ولم نسمع فيها مظاهرة من حماس وإخوان فلسطين تطالب السلطة بوقف التنسيق الامني، أو تطالبهم بفتح حدود الضفة مع غزة لطوفان بشري مقاتل ضد الاحتلال، وحتى سورية من محور المقاومة لم تفتح حدودها للجماهير للهجوم على إسرائيل، ولم يناشد بعض قادة حماس الشعب السوري وأبناء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية لإغراق الشوارع بالتظاهر وشتم الجيش السوري أو بشار الأسد، وكذلك الحال مع كل الدول حتى التي يقيم فيها قادة حماس لم نشهد مظاهرة وليس هجوما على إسرائيل فلماذا الأردن؟

القصة ليست أسرارا لكنها محاولة للضغط على الأردن وإرسال رسائل بأن من يملك الشارع ويجعل المتظاهرين يهتفون لفلان أو علان هم التنظيم ومن يوجهه من الخارج، وانهم أصحاب سطوة في الأردن.

وثانيا يريدون الضغط على الأردن لإعادة علاقة حماس مع الأردن من أمنية إلى سياسية، وأن تفتح لهم أبواب عمان حيث الحاضنة التنظيمية والديمغرافية والاستعراض، أو إشعال الساحة السياسية كما نرى الآن.

الرسائل خاطئة ومن يخطئ في الحساب يدفع ثمنا، بل ان كل ما يجري يعزز القناعة بصحة النهج الأردني بإدارة معادلته مع القوى الفلسطينية.

من يستغلون صدق مشاعر الأردنيين مع غزة ليسوا معنيين بغزة بل بمكاسب سياسية تخصهم، واستقواء على دولة تملك خبرة في إدارة مثل هذه الحالات.

وكتب ماهر أبو طير، تحت عنوان: تصنيع الأزمات وكلفتها في الأردن

قيل مرارا أن اشتعال النار في بيت شقيقك التوأم الذي يجاورك في بيته أيضا، تفرض عليك الوقوف معه، ومحاولة إطفاء النار، ولا تكون مساندته بإشعال بيتك أيضا، ولا فتح نوافذ بيتك لدخول ادخنة الحريق اليه، وهذه قاعدة اخلاقية لا يختلف عليها اي شخص عاقل او منطقي.

هذه الأيام هناك حالة تصعيد متدرج في الأردن، وكأن المطلوب جر الأردن الى حالة الحرب، من خلال تصنيع أزمة داخلية أردنية لاعتبارات مختلفة، على خلفية ملف غزة، هذا على الرغم من الأردن سمح منذ السابع من اكتوبر بالمسيرات والمظاهرات، وفقا لمعايير قانونية، وسمح بحملات الإغاثة الشعبية، وقام بجهود رسمية اغاثية لافتة للانتباه، بل ان الأردن كان أول من استطاع فتح ثغرة جوية لإنزال المساعدات، وصنع مسارا عالميا للاغاثة الجوية، وهو أيضا الذي أدار حملة سياسية عالمية على مستوى الاتصالات مع رؤساء الدول، والعواصم النافذة من أجل وقف الحرب، إدراكا منه لكلفتها، وخطرها الأمني والاستراتيجي على الأردن.

لماذا يكون الأردن حصرا في امتحان لا ينتهي طوال عمره يراد عبره إفشاله فيه كل مرة، ويتم إعفاء غيره من دول عربية وإسلامية من ذات الاسئلة، ويتم تحميل البلد الذي يواجه أزمات معقدة كل هذه الاثقال، وكأن المقصود تلطيخ سمعته، واستصغاره، ونقل النار اليه، في ظل مخططات علنية لليمين الإسرائيلي تستهدف الأردن، وتريد نقل الفوضى إليه، وحل مشكلة الضفة الغربية، وهذا لن يتأتى الا في حالة فوضى مفتوحة دموية.

هذا الاستهداف قد يتورط فيه البعض محليا بحسن نية أو سوء نية، لكن كلفته الإجمالية خطيرة جدا، في ظل اعتقاد البعض ان تثوير الأردن وخلخلته داخليا هو الحل لقطاع غزة، بالرغم من اننا نرى أن عمليات التثوير الشعبي لا تنجح للاسف داخل القدس، ولا في الضفة الغربية، ولا في فلسطين المحتلة عام 1948، بما يعني ان سيناريو التثوير في الأردن، مثير للاسئلة حقا.

مناسبة الكلام ما نراه يوميا، من تصعيد قد يأخذ البلد إلى مكان لا نريده أبدا، وهذا يفرض بكل صراحة التهدئة، وعدم الدخول في مواجهات، ووقف التخوين، وتصغير البلد، والتوقف عن محاولة افتعال ازمة داخلية، خصوصا، ان حق التظاهر مثلا مكفول، لكن دون تجاوزات، والتراجع عن تأسيس “نواة نارية” لازمة داخلية قد تتحول إلى محنة، من خلال تصرفات كثيرة. كثرة تذهب بعيدا في الكلام وتتحدث عن وجود اجندات ومندسين وحملات الكترونية مدارة من الخارج، ووجود معلومات عن تعليمات لخلخلة الأردن داخليا، فهذه تعبيرات لا أريد مناقشتها، لانها تجلب كل مرة ردود فعل ناقدة، ولا يقبلها كثيرون، والأهم هنا ليس اللجوء إلى هذه الصياغات، بل التنبه إلى الكلفة الإجمالية على الأردن واستقراره، ولمن تصب منفعة أي خلخلة داخلية، مغطاة بحسن النية أو سوء النية، في ظل مخططات إعادة رسم كل الإقليم.

لا يمكن أن يكون تأزيم الأردن، أمرا مقبولا، ولا طبيعيا، لان العدو ليس الأردن، والعدو محدد وواضح، وكل المطالبات التي يتم طرحها طبيعية، وتم طرحها سابقا ومرارا، لكن ادارة المشهد يجب ان تحسب جيدا من سيكون المستفيد او الخاسر اذا انفلتت الأمور وخرجت عن السيطرة.

الفلسطينيون يعتبرون الأردن متنفسهم في هذه الدنيا، فمن هو العاقل تحت عنوان نصرة فلسطين يريد مد الحريق إلى هنا، فيما المقاومة الميدانية ذاتها داخل القطاع تدرك من هو عدوها، وهذا يفرض على الصعيد المحلي ان تقوم كل القوى بمراعاة التوقيت، وعقلنة المشهد، حتى يبقى الأردن آمنا، وحتى يتم إغلاق الباب في وجه التأويلات.

سؤالان متبقيان: هل يعقل أن يكون الانتقام من إسرائيل، بنقل المواجهة إلى الأردن، وهل يفهم بعضنا من جهة ثانية إكراهات الموقع الجيوسياسي للأردن، وكلفة هذه الإكراهات ؟.

المقال السابق
اعتقال شقيقة إسماعيل هنية
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

نقاش بالصوت والصورة/ معادلة تل أبيب بيروت وانعكاساتها الكارثية على لبنان في حال لم تسرّع التسوية حلولها

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية