"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ماذا يحصل على الحدود الأردنية - السوريّة وهل تخطت المواجهات ملف التصدي لتهريب المخدرات؟

نيوزاليست
الاثنين، 18 ديسمبر 2023

ماذا يحصل على الحدود الأردنية - السوريّة وهل تخطت المواجهات ملف التصدي لتهريب المخدرات؟

____ لم تعد الحرب التي يواجهها الأردن على طول حدوده الشمالية مع سوريا مرتبطة بتهريب المخدرات وحبوب “الكبتاغون” فحسب، بل تطورت لتصل أيضًا إلى حد عمليات عبور الأسلحة الأتوماتيكية والصاروخية، وإشعال مواجهات مباشرة لتحقيق الغرض على الأرض، وهو ما حصل يوم الاثنين. وأعلنت السلطات الأردنية، الاثنين، أن الجيش شن غارات جوية داخل الأراضي السورية على طول حدوده ضد مخابئ لمهربي المخدرات، بحسب ما أوردته وكالة رويترز. وفي وقت سابق من الاثنين، أكد وزير الاتصال الحكومي والناطق باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين، أن الجيش الأردني يخوض مواجهات عدة على الحدود الشمالية مع سوريا مؤخرًا. ووجه سميح المعايطة، المستشار والكاتب السياسي اتهامات لإيران بالمسؤولية عن العبث بالأمن الأردني. وأكد مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي أن التحقيقات الأولية لهذه العمليات والمضبوطات تستهدف الأمن الوطني الأردني، وأن القوات المسلحة تتابع تحركات المجموعات المسلحة وما تهدف إليه من محاولات لزعزعة الأمن الوطني وستقوم بكل ما يلزم لردعها وملاحقتها أينما كانت، مشيراً إلى أن القوات المسلحة مزودة بمنظومة أمن حدود متطورة عالية الجاهزية من أجل التصدي لكل محاولات اجتياز الحدود الأردنية والاقتراب منها.


أعلن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، مقتل وإصابة عدد من المهربين خلال الاشتباكات المستمرة ما بين قوات حرس الحدود الأردنية والمجموعات المسلحة على الحدود الشمالية منذ فجر اليوم الاثنين. وكشف المصدر بالصور عن هويات ثمانية من المهربين التسعة الذين تم القبض عليهم، كما بين المصدر بالصور مضبوطات الأسلحة والمخدرات. وشدد المصدر أن القوات المسلحة الأردنية ماضية في التعامل بكل قوة وحزم، مع أي تهديد على الواجهات الحدودية، وأية مساعٍ يراد بها تقويض وزعزعة أمن الوطن وترويع مواطنيه.

وكان مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي قد أعلن سابقًا عن استمرار اشتباك قوات حرس الحدود الأردنية مع المجموعات المسلحة منذ فجر اليوم الاثنين، استطاعت من خلالها إلقاء القبض على تسعة مهربين كانوا مع المجموعات المسلحة، وتم ضبط صاروخ نوع روكيت لانشر عدد (4)، وصاروخ نوع آر بي جي عدد (4)، وألغام ضد الأفراد عدد (10)، وبندقية قنص نوع جي3، وبندقية نوع م16 مجهزة بمنظار قنص، وتدمير سيارة محملة بالمواد المتفجرة، إضافةً إلى ضبط كميات كبيرة جداً من المواد المخدرة، يجري العمل على حصرها لتحويلها إلى الجهات المختصة.

وأكد المصدر أن التحقيقات الأولية لهذه العمليات والمضبوطات تستهدف الأمن الوطني الأردني، وأن القوات المسلحة تتابع تحركات المجموعات المسلحة وما تهدف إليه من محاولات لزعزعة الأمن الوطني وستقوم بكل ما يلزم لردعها وملاحقتها أينما كانت، مشيراً إلى أن القوات المسلحة مزودة بمنظومة أمن حدود متطورة عالية الجاهزية من أجل التصدي لكل محاولات اجتياز الحدود الأردنية والاقتراب منها.

مضبوطات تهريب اسلحة الى الرادن من سوريا

إذن، لم تعد الحرب التي يواجهها الأردن على طول حدوده الشمالية مع سوريا مرتبطة بتهريب المخدرات وحبوب “الكبتاغون” فحسب، بل تطورت لتصل أيضًا إلى حد عمليات عبور الأسلحة الأتوماتيكية والصاروخية، وإشعال مواجهات مباشرة لتحقيق الغرض على الأرض، وهو ما حصل يوم الاثنين.

وخاص الجيش الأردني منذ ساعات الفجر، حسب وسائل إعلام رسمية، اشتباكات مع مجموعات مسلحة “ضمن نطاق مسؤولية المنطقة العسكرية الشرقية”، مما أسفر عن إصابات بين صفوف قواته، كما قال الناطق باسم الحكومة، مهند المبيضين لقناة “المملكة”.

وأضاف: “الجيش بمعركة وهناك إصابات”، مشيرا إلى أن “الأردن يخوض حربا نيابة عن دول المنطقة على حدوده الشمالية ضد ميليشيات المخدرات المدعومة من قوى إقليمية”.

وتأتي المواجهات المذكورة بعد 4 محاولات أعلنت إحباطها عمّان في غضون أسبوع واحد فقط، أدت حادثة منها إلى مقتل جندي أردني، بعدما اشتبكت قوات من حرس الحدود مع مهربين حاولوا العبور من الجانب السوري إلى الأردني.

ورغم أن عمليات التهريب من سوريا إلى الأردن قضية شائكة، ولم تفض اتصالات عمّان الأخيرة مع دمشق إلى أي حل يذكر بشأنها باتت تأخذ منحى تصاعدي وبالتدريج حتى تجاوزت النمط الذي كانت عليه سابقا، كما يقول مراقبون لموقع “الحرة”.

ومن “أكف الحشيش” إلى الحبوب المخدرة وأشهرها “الكبتاغون” تطور نشاط المهربين من سوريا إلى الأردن بعد آب 2023 إلى عمليات تهريب الأسلحة والذخائر والمتفجرات من نوع “tnt”، وهو ما أعلن عنه الجيش الأردني لأكثر من مرة.

وبينما استمرت عمليات الأردن في ضبط شحنات الحبوب والأسلحة، وصل خلال الأيام الماضية وبالتزامن مع التوترات الخاصة بحرب إسرائيل في غزة إلى نقطة مواجهة أو “معركة على الحدود”، وفق وصف الناطق باسم الحكومة الأردنية، المبيضين.

ولأكثر من مرة زار الملك الأردني عبد الله الثاني الحدود الأردنية السورية، وأطلق سلسلة رسائل وتهديدات تتعلق بإصرار جيشه على مواجهة الحرب العابرة للحدود.

وفي أعقاب تحركات التطبيع العربي الأخيرة التقى وزير خارجيته أيمن الصفدي، مع مسؤولين في دمشق، وناقشوا قضايا عدة، على رأسها “التهريب العابر للحدود”، وصولا إلى اجتماع قادة الجيش والاستخبارات.

لكن هذه اللقاءات لم تفض إلى تطورات ملموسة على الأرض، وهو ما أشارت إليه أوساط أردنية مؤخرا.

ودائما ما تحمّل عمّان مسؤولية عمليات التهريب لميليشيات “تدعمها قوى إقليمية” في إشارة إلى إيران، وتقول في المقابل إن حالة التصاعد ترتبط بضعف السلطة في سوريا، وبغطاء توفره أطراف داخل “الجيش السوري”.

ومنذ 3 أعوام ومع انهيار الوضع الأمني في سوريا يحذّر الأردن من منطقة الحدود الجنوبية، ومحاولة المهربين إغراقه ودول الجوار بالمخدرات، وفق حديث الناطق باسم الحكومة لوكالة “عمون”.

وأضاف أن التهريب تطور بعد 2018، واستمر خلال فترة وباء “كورونا”، مما دفع الجيش الأردني لتغيير قواعد الاشتباك في 2022.

وتتهم الحكومات العربية والغرب النظام السوري بإنتاج مادة الأمفيتامين المخدرة المعروفة باسم “الكبتاغون”، التي تدر أرباحا كبيرة وتنظيم تهريبها إلى الخليج مرورا بالأردن كنقطة عبور رئيسية.

ومنذ أكثر من عامين يشعر الأردن بالقلق بسبب الانفلات الأمني في جنوب سوريا، إذ كرر اتهامات واشنطن بأن ميليشيات موالية لإيران تحميها وحدات من الجيش السوري تدير شبكات تهريب بمليارات الدولارات.

لكن هجمات الاثنين، وتصاعد عمليات التهريب لتشمل الأسلحة والذخائر في غضون أسبوع، تشي بأن إشكالية الأردن مع الحدود الجنوبية لسوريا باتت تتجاوز “خطر الكبتاغون”.

مواقف أردنية وشروحات

وقال الوزير الأسبق العين محمد داودية إن الكيل طفح وبلغ التمادي حد شن حرب على الأردن، فارتقى شهداء، وأصيب جرحى، وهذا الإجرام لا يقوى على القيام به أفراد أو حتى جماعات المهربين التقليدية، بل هي جماعات عسكرية منظمة مسلحة بالصواريخ!!

وأضاف إن حدودنا الشمالية والشمالية الشرقية تتكدس الميليشيات الإرهابية التي تحاول بشتى الطرق أن ترسل إلينا السلاح والإرهاب والمخدرات، ولم تعد المسألة محصورة في قتال هؤلاء المهربين والإرهابيين على الأسوار، بل تمتد إلى قتالهم خارج الأسوار واجبا لا مفر من أدائه، كي لا يصبح رد هذا الخطر باهظ التكاليف، جراء تصاعده المتفاقم.

مدير عام مؤسسة المتقاعدين العسكريين المحاربين القدماء اللواء المتقاعد الدكتور إسماعيل الشوبكي قال إن قواتنا المسلحة تقوم بحرب معلنة على تجار ومهربي المخدرات، والسلاح الذين يستغلون حالة عدم الاستقرار في الدول المجاورة فيحاولون تهريبها عبر الحدود الأردنية إلى دول مجاورة وإلى الوطن، ولن ينجحوا ما دام هناك جندي يحمل السلاح.

مدير مكافحة المخدرات ومساعد مدير الأمن العام للبحث الجنائي وقائد إقليم العاصمة سابقا اللواء المتقاعد طايل كايد المجالي قال إن المشكلة الرئيسة هي المخدرات التي تأتي من المنطقة الشمالية، والكل يعلم أنه عندما يغيب الأمن يعيث الفاسدون فسادا. وأضاف إن الأمر أكبر من كونه أفرادا بل جهات منظمة خارجية هي التي تقوم بذلك، وأن المعلومات الدقيقة تقول إن حوالي 290 مصنعا لحبوب المخدرات في إحدى الدول المجاورة تهدف لإغراق البلاد وتدمير العباد.

وأكد أن الأردن شكل سدا منيعا ليس لحمايته فقط بل لحماية دول أخرى، يريد المجرمون نقل بضاعتهم المدمرة إليها، وبدأ الجميع يستشعر بمشكلة المخدرات، لأنه عندما يمر الشر من عندك لا بد أن تتلوث به، فلا يوجد حاجز طبيعي بيننا وبين الدول المجاورة، ما يسهل عملية التهريب إلى داخل الأردن، لكن قوتنا المسلحة تسيطر وبقوة لمنع دخول المخدرات إلى أراضيها أو عبورها إلى دول أخرى.

وأكد أن لدى الأردن قناعة مطلقة بأن هناك من يسعى لتلويث الأردن، وسيكون مصيرة الموت، لأن قواعد الاشتباك تغيرت لتصبح إما العبور أو الموت، ففي مرحلة سابقة تطبق إما الإنذارات أو التنبيه، ولكن الآن تصاعد الأمر إلى الاشتباك لحماية الأردن وحدوده وأراضيه وكذلك الدول الشقيقة.

سميح المعايطة: إنّها إيران

وكتب المستشار السياسي والمحلل سميح المعايطة في صجيفة “الغد” الأردنية الآتي:

نحن في الأردن من أكثر الذين تعاملوا مع إيران بجوهرها وليس بادعاءاتها، ورحم الله الحسين حين قال في افتتاح قمة عمان العربية الطارئة في نهاية الثمانينيات وكان قوله العنوان الرئيس في صحيفة القبس الكويتية انذاك” قم ستحكم العالم العربي إذا استمرت فرقتنا، ولم يكن قول الحسين نبوءة بل حكمة وقراءة عميقة لطبيعة الفرس حتى في زمن الشاه.

آخر أكاذيب إيران مع الأردن قصة ميليشيات المخدرات التي تحاول اختراق أمن الأردن، وكلما تحدث الأردن مع إيران مارسوا التذاكي بانهم ليسوا مسؤولين عما يجري بما في ذلك آخر محاولات الاستهداف المتتالية.

والأمر ليس خاصا بالأردن فقد تبرأت إيران من العملية العسكرية التي قامت بها حماس في السابع من أكتوبر ومثلها فعل مخلبها الطائفي وحامل مشروعها الفارسي الذي أعلنت قيادته انها لم تعلم عن عملية حماس الا بعد وقوعها.

وكذلك الأمر مع ممارسات الحوثيين تجاه السفن، وأيضا استهداف قواعد عسكرية أميركية في العراق وسورية، كل هذا تعلن إيران أنها ليست مسؤولة عنه وتتبرأ ممن يفعلونه معتقدة أنها ذكية إلى درجة إقناع كل الأطراف أنها بريئة والهدف أن لا تدفع ثمنا مع انها في حالة تفاهم مع الأميركان على كل ما يجري.

نحن في الأردن نعلم جيدا عقدة النقص لدى إيران التي تجعلها تمارس الأذى بكل أشكاله تجاه الأردن وهي فشلها في تشكيل مخلب أو تنظيم أو اتباع لها في الأردن تستخدمهم مثلما هو الحال في العراق ولبنان واليمن وسورية ودول آخرى وقد عملت كثيرا لتحقيق هذا وحاولت النفاذ من خلال ما يسمى سياحة مقامات الصحابة في الكرك وهي سياحة يديرها الحرس الثوري كما نرى آثارها في سورية والعراق.

إيران ستبقى تحاول العبث بأمن الأردن وهي بهذا تضع نفسها في خانة أعداء الأردن المباشرين، وبعد سقوط أكذوبة نصرة فلسطين والتصعيد السياسي في فترة العدوان على غزة فإن مسلسل أكاذيب إيران والاعيبها حتى وان استمر فقد أصبح مكشوفا، وفيما يخصنا في الأردن فانها تختبئ خلف تجارة المخدرات لتحاول العبث بأمن الأردن مستغلة ضعف الدولة السورية وتواطؤ بعض مؤسساتها مع ميليشيات إيران.

في عقود مضت لم يكن البعض يصدق أن إيران غايتها انشاء مشروع نفوذ فارسي وانها تستعمل قضية فلسطين والشيعة العرب الذين يؤمنون بولاية الفقيه والذين يعلم من اضطر منهم للعيش في إيران كيف تتم معاملتهم هناك.

أكاذيب والاعيب إيران مكشوفة ويزداد وضوحها كل يوم والعدوان على غزة كشف أكذوبة نصرة فلسطين وما كان في العراق وسورية واليمن ولبنان جزء من القصة، وما تحاول فعله مع الأردن لن يجد الا الحزم من الدولة الأردنية التي تعلم حقيقة الدولة الفارسية ومشروعها في الإقليم.

المقال السابق
سميح المعايطة/ الأردن وفلسطين وتذاكي إيران
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

حزب الله ينعي رسميًا ابراهيم عقيل.. ويعزّي "القائد الخامنئي دام ظله"

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية