"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ماذا يعني تعيين ماكرون "شتّام الطبقة السياسيّة" مبعوثًا خاصًا للبنان؟

نيوزاليست
الأربعاء، 7 يونيو 2023

ماذا يعني تعيين ماكرون "شتّام الطبقة السياسيّة" مبعوثًا خاصًا للبنان؟

أعطي تعيين الرئيس الفرنسي لوزير خارجيته السابق جان ايف لودريان مبعوثًا خاصًا للبنان، تفسيرات كثيرة.

من الصعب حسم الخلفية التي أملت خطوة ماكرون هذه، ولكن من المؤكّد، منذ اللحظة الأولى، أنّها تهدف إلى إعادة النظر في طريقة التعاطي الفرنسية مع الأزمة اللبنانية، إذ إنّ المهمة الأولى التي جرى تكليف لودريان بها هي ” تقديم تقرير عن الوضع والحلول الممكنة”، الأمر الذي يعني أنّ هناك حاجة رئاسية فرنسية الى تقييم المرحلة السابقة التي تولّتها الخلية الدبلوماسية في الإليزيه وتطلعًا الى استعراض الحلول المبتكرة.

وتصب خطوة ماكرون هذه لمصلحة كل من كشف في وقت سابق عن تعارض في الرؤية الى ملف لبنان بين الخلية الدبلوماسية من جهة وبين وزارة الخارجية الفرنسية، من جهة أخرى.

وقد جاء قرار ماكرون لحسم الخلاف ضمن إدارته، حاملًا حلًّا وسطًا.

ومنذ مدة يسعى ماكرون الى إيجاد وظيفة تلائم طاقات “صديقه” لودريان، إذ كان يتطلّع سابقًا الى تعيينه رئيسًا لمعهد العالم العربي ولكنّ عدم رغبته في إحباط جاك لانغ دفعه الى تجميد خطته.

وبالنسبة لماكرون يملك جان ايف لودريان مؤهلات كثيرة، إذ اشتهر في السابق بأنّه “محترف تسويق”، إذ استفاد من علاقاته الخليجية العربية لتمرير صفقات عسكرية واقتصادية ناجحة لمصلحة فرنسا.

وفي ظل هذه الكفاءات، فإنّ ماكرون بتعيينه لودريان إنّما اختار شخصية لها علاقات خليجية وعربية ممتازة ولا سيّما مع المملكة العربية السعودية التي، وبفضل فرنسا، أعادت لبنان الى قائمة أولوياتها الخارجية.

ولودريان، بالنسبة للطبقة السياسية اللبنانية، شخصية “غير سهلة”، فهو معروف في كواليسها بأنّه “شتّامها”، إذ سبق له، وخلال عمله كوزير للخارجية، أن وجّه لها أكثر من مرة أقسى الكلمات والعبارات.

ويعتبر لودريان نصيرًا لنهج العقوبات على المعرقلين، وهو في هذا السياق، يتلاقى مع التوجه الأميركي الذي جرى الكشف عنه، قبل أيّام قليلة.

ويرتبط لودريان بعلاقات مع مؤسسات إنسانية تلعب أدوارًا في لبنان عمومًا، وفي الوسط المسيحي خصوصًا.

إنّ تعيين لودريان، وبغض النظر عن خلفياته الدقيقة، إشارة الى استشراف فرنسي لتعقيدات إضافية في الملف اللبناني، فهو، بالنسبة لها، ليس في طريقه الى الحل أبدًا.

وبتعيين لودريان مبعوثًا خاصًا للبنان، أصبحت فرنسا قادرة على الدفاع إعلاميًّا، عن التوجهات التي تملكها، بعدما تعرّضت، وسط صمت كانت تقطعه بعض التسريبات، لحملة شرسة وصلت الى الحد بالمس باستقامة العاملين على الملف اللبناني.

وبوجود شخصية مثل لودريان في الموضوع اللبناني، فإنّ فرنسا تكون قد فرّغت شخصية مرتبطة بالرئيس لمتابعة دقائق الملف اللبناني.

ولا يستعبد أن يقود هذا النهج الفرنسي الجديد، وسط ترقب إقفال الأفق أمام انتخابات رئاسيّة، الى بدء التحضير لمؤتمر وطني لبناني في الخارج.

المقال السابق
ميسي يرفض عرضًا سعوديًّا ضخمًا وينتقل الى الولايات المتحدة الأميركية
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

تحليل إسرائيل: نصرالله لن يستسلم واحتلال مساحة من لبنان وارد في هذه الحالة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية