حصلت “إيران إنترناشيونال” على تفاصيل جديدة وغير معلنة عن الهيكل وطريقة عمل وخطط وأساليب تنفيذ هجمات “فرقة الإمام الحسين” التابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والتي ننشط في سوريا.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها من مصادر “إيران إنترناشيونال”، فإن قائد الفرقة شخص يدعى “ذو الفقار حناوي”، من أصل لبناني، مسجل في صفوف حزب الله في لبنان، وكان رئيسا لقسم الهندسة في “وحدة عزيز” وقائدا لقوات حزب الله في منطقة حلب، قبل أن يتم تعيينه قائدا لـ”فرقة الإمام الحسين”.
ويبدو أنه أثناء المعركة في حلب، التقى ذو الفقار حناوي مع قاسم سليماني، الذي غالبًا ما كان يسافر إلى المنطقة من أجل إدارة الأنشطة الحربية الإيرانية، ويبدو أنه تم إنشاء علاقة أدت إلى اختيار ذو الفقار قائدًا للفرقة.
قوة متعددة الجنسيات
يشار إلى أن “فرقة الإمام الحسين” هي قوة متعددة الجنسيات تتكون من آلاف المقاتلين بهويات مختلفة من جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ورغم أن معظم قوات هذه الفرقة سوريون، إلا أن هناك مقاتلين من لبنان وأفغانستان وباكستان واليمن والسودان ودول أخرى.
وقد توجه عملاء أجانب إلى سوريا في إطار “الحرب المذهبية” ضد الجماعات السلفية من “الجهاد” و”داعش”، وبعد انتهاء الصراعات العنيفة في المنطقة، استقروا في هذا البلد تحت قيادة فيلق القدس.
وبناءً على المعلومات التي تم الحصول عليها، تتكون هذه الفرقة كهيئة عسكرية من وحدات مختلفة تشمل القوات القتالية والقوات الخاصة والمقرات والأجهزة اللوجستية.
وعلى الرغم من تعريف هذه الفرقة بأنها إطار متعدد الجبهات، فقد كانت على مر السنين متمركزة بشكل أساسي في سوريا على خلفية الحرب في المنطقة.
ومن خلال مساعدة نظام بشار الأسد في القتال ضد المعارضة والثوار، أنشأت هذه الفرقة علاقات في سوريا منحتها حرية نسبية في العمل الميداني في السنوات القليلة الماضية.
أبرز محاور عمليات فرقة “الإمام الحسين” في سوريا
تجدر الإشارة إلى أن مناطق نشاط هذه الفرقة في سوريا هي مدينتا حلب وحمص. لكنها استقرت أيضًا في مناطق أخرى.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن حلب هي المنطقة التي يتركز فيها معظم عناصر الفرقة ومعظم أنشطتهم، ومن ذلك التحضير لمحاربة القوات التركية في المنطقة. كما تعد حمص مساحة مركزية للعمل المستمر لهذه الفرقة.
وبحسب هذه المعلومات، يتم تهريب الأسلحة الإيرانية إلى “فرقة الإمام الحسين” عن طريق طائرات الشحن والسفن (المتجهة إلى ميناء اللاذقية) والشاحنات (عبر العراق).
وفي السنوات الأخيرة، حاول فيلق القدس تهريب أسلحة من إيران إلى سوريا عبر استغلال الأزمة السورية، وتم نقل هذه الأسلحة بواسطة قوافل من الشاحنات والسفن التي تحمل معدات ومواد غذائية لتقديم المساعدات الإنسانية، وكذلك بواسطة طائرات مدنية.
ولا تزال الرحلات الجوية التجارية من إيران إلى سوريا تنقل بعض المعدات العسكرية لفرقة الإمام الحسين.
وعلى الرغم من تجهيز هذه الفرقة بالعديد من الأسلحة الاستراتيجية، بما في ذلك صواريخ أرض- أرض، وطائرات مسيرة، يبدو أن “فرقة الإمام الحسين” ل ا تستخدم الأسلحة عالية الجودة التي تمتلكها في إطار المساعدات التي تقدمها للجيش السوري.
بالإضافة إلى ذلك، يتم الاحتفاظ بهذه الأسلحة العسكرية عالية الجودة في مستودعات سرية، محمية بالطائرات المسيرة والصواريخ. كما أن أماكن هذه المستودعات مخفية حتى عن كبار مسؤولي النظام السوري.
وبعضها في قلب أحياء مدنية أو قريب من ممتلكات النظام السوري، حيث تحاول “فرقة الإمام الحسين” استخدامها كدروع. لذلك، على الرغم من أن هذه الفرقة تلقت معدات عسكرية إيرانية متطورة ومستعدة لاستخدامها لمساعدة النظام السوري، إلا أن هذه المعدات عمليًا لا تُستخدم لصالح نظام الأسد وهي مخصصة لاحتياجات أخرى.
القوات الأميركية والإسرائيلية هدفان رئيسيان
من وجهة نظر النظام الإيراني الذي يتولى قيادة “فرقة الإمام الحسين”، فإن هذه الاحتياجات هي بالأساس أنشطة ضد إسرائيل وضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ومنذ عام 2018، تنتشر هذه الفرقة في مرتفعات الجولان ومناطق من سوريا للضغط العسكري ضد إسرائيل، كما تم الإعلان عن بعض نشاطاتها.
وتشير المعلومات التي تلقتها “إيران إنترناشيونال” إلى أن هذه الفرقة نفذت في مارس (آذار) الماضي عمليات ضد قاعدة أميركية في حقل العمار النفطي وقاعدة أميركية في حقل كونيكو النفطي بدير الزور. وجاء هذا الهجوم بالصواريخ في إطار استمرار تبادل الضربات ردا على الهجوم الأميركي.
وفي السنوات الأخيرة، تحركت “فرقة الإمام الحسين” عدة مرات ضد إسرائيل بناءً على أوامر من النظام الإيراني- بسبب تبعيتها لفيلق القدس وكونها جزءًا من القوة العسكرية السورية.
وعليه، فقد هاجمت إسرائيل بشدة مواقع هذه الفرقة وممتلكات النظام السوري التي كانت في حوزة الفرقة، وفي آخر هذه الهجمات تعرضت 4 مبان تابعة لهذه الفرقة لأضرار بالغة.