"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ماذا تعني مذكرة التوقيف بحق بوتين؟

نيوزاليست
الجمعة، 17 مارس 2023

يشكل إصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، تحولا مهما في مسار الغزو الروسية لأوكرانيا منذ أكثر من سنة، حسب متابعين.

وقال الخبير في القضاء الجنائي الدولي، أيمن سلامة، إن مذكرة التوقيف بحق بوتين، ستمنعه من دخول 123 دولة عضوة بالمحكمة.

وأشار سلامة في حديث خص به موقع الحرة، إلى أن بوتين سيواجه نفس مصير الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، الذي لم يخرج من بلاده طيلة تسعة أعوام (2009-2019).

واتهمت الجنائية الدولية بوتين بالمسؤولية عن جرائم الحرب التي ارتكبت في أوكرانيا، من قبل القوات الروسية، وحملته مسؤولية الترحيل غير القانوني لأطفال أوكرانيين داخل أوكرانيا نحو أراض تسيطر عليها قوات موسكو، أو إلى روسيا الاتحادية.

سلامة، لفت إلى أن المحكمة أصدرت قرارها رغم أن روسيا وأوكرانيا ليستا عضوتين في نظام الجنائية الدولية، إلا أنه بموجب المادة 12 من نظام المحكمة المتعلقة بالشروط المسبقة لممارسة الاختصاص -الذي استغلته كييف- وفق قوله، تم السماح للمحكمة بالتحقيق في جرائم الحرب المفترضة.

وكشف أنه بموجب الإعلان الذي أودعته أوكرانيا في المحكمة تم السماح لها (المحكمة) بأن تمارس اختصاصها فيما يتعلق بجرائم الحرب التي تتهم بها القوات الروسية منذ 24 فبراير الماضي.

ومحكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة.

وتتولى المحكمة الفصل طبقا لأحكام القانون الدولي في النزاعات القانونية التي تنشأ بين الدول، وتقدم آراء استشارية بشأن المسائل القانونية التي قد تحيلها إليها أجهزة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.

يعود سلامة ليؤكد أن المحكمة الدولية ليس لديها لا جيش ولا شرطة دولية حتى تستطيع أن تنفذ أوامر الاعتقال ضد بوتين ومستشارته لكنه جدد التأكيد على أن تحركات الرئيس الروسي ستكون محدودة بالنظر لما حدث لرئيس السودان الذي خرج من السلطة تحت ضغط الشارع، ولم يغادر بلاده منذ 2009 وحتى 2019 تاريخ إسقاط حكمه.

وقال “سيصبح بوتين مثل البطة العرجاء، ومن الناحية القانونية لن يستطيع مغادرة روسيا إلى 123 دولة عضوة بالمحكمة، ملزمة بتنفيذ مذكرة الاعتقال”.

سلامة أكد في سياق حديثه، أن قرار المحكمة الدولية سيحد من حرية تحركات بوتين تماما كما فعل مع البشير. وقال إن الرئيس السوداني لم يغادر بلاده منذ أن أعلنت مذكرة التوقيف بحقه إلا لتسع دول بينها الأردن.

ولفت إلى أنه عندما زار البشير الأردن قامت الجنائية الدولية بعرض الموقف الأردني على مجلس الأمن وكانت هناك سجالات قانونية خاضتها عمان ومعها جامعة الدول العربية حتى انتهت المساءلة من مجلس الأمن والمحكمة الدولية للأدرن.

ردود متباينة

وبينما شجبت موسكو قرار المحكمة الدولية، رحبت كييف به، حيث قال مسؤول أوكراني بالخصوص “إنها البداية فقط”.

ووصفت الخارجية الروسية قرارات المحكمة الجنائية الدولية بأنها “عديمة الأهمية” و”باطلة قانونيا”.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا عبر تلغرام إن “قرارات المحكمة الجنائية الدولية عديمة الأهمية بالنسبة لبلدنا”.

تابعت زاخاروفا أن “روسيا ليست طرفا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وليست عليها التزامات بموجبه”، موضحة أن موسكو “لا تتعاون” مع المحكمة.

وقالت إن مذكرات “التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية باطلة قانونيا” بالنسبة لروسيا.

وكان فريق تحقيق من الأمم المتحدة قال، الخميس، إن نقل أطفال أوكرانيين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو في أوكرانيا وإلى روسيا يشكل “جريمة حرب”، مشيرا أيضا إلى احتمال ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.

وتؤكد كييف نقل 16221 طفلا إلى روسيا حتى نهاية فبراير. ولم يتمكن فريق المحققين من تأكيد صحة هذه الأرقام.

في المقابل، رحبت أوكرانيا بصدور مذكرة التوقيف، إذ قال مدير مكتب الرئاسة أندريه إيرماك عبر تلغرام “هذه ليست سوى البداية”.

كما قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عبر تويتر إن “عجلة العدالة تدور”

وأشاد بقرار المحكمة الدولية بحق بوتين وماريا لفوفا بيلوفا مفوضته المكلفة بشؤون الطفولة.

وخلال اجتماع في 16 فبراير في الكرملين، قالت لفوفا بيلوفا لبوتين إنها “تبنّت” طفلا من مدينة ماريوبول الأوكرانية التي دمرها الجيش الروسي قبل احتلالها في ربيع عام 2022.

وفي ردود الفعل الأوكراني، قال النائب العام الأوكراني أندريه كوستين في بيان متحدثا عن بوتين إن “القادة الدوليون سيفكرون ثلاث مرات قبل أن يصافحوه”

أما المسؤول في الرئاسة الأوكرانية ميخالو بودولياك، فاعتبر أنه بهذا القرار “تغيّر العالم”.

وقال بودولياك عبر تويتر “هذه بداية النهاية لروسيا بشكلها الحالي على الساحة الدولية”.

يذكر أنه في حين أن المحكمة الجنائية الدولية لا تعترف بالحصانة لرؤساء الدول في القضايا التي تنطوي على جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو الإبادة الجماعية، رفضت جنوب أفريقيا، في سابقة، إنفاذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقال البشير خلال زيارة قام بها إلى جوهانسبرغ في عام 2015.

المقال السابق
وفد خليجي زار نصرالله!
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

تكبير ولطم وإشكالات غداة اغتيال نصرالله

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية