"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ماذا تعني إعادة النظام السوري الى "جامعة الدول العربية"؟

نيوزاليست
الأحد، 7 مايو 2023

صوتت جامعة الدول العربية، الأحد، على إعادة عضوية سوريا بعد إبعادها لأكثر من عقد من السنوات عقب اندلاع الثورة في البلاد، والإجراءات الدامية التي قام بها نظام الرئيس بشار الأسد لقمع المتظاهرين.

وفيما اعتبر طرد سوريا من الجامعة في تشرين الثاني عام 2011 إدانة رئيسية لحكومة قصفت المحتجين وغيرهم بالغاز وعذبتهم في صراع تحول إلى حرب أهلية طويلة، فإن عودة دمشق إلى الجامعة تعتبر انتصارا دبلوماسيا لدمشق، التي حصلت حكومتها على إعادة اعتراف عربية رغم أن حكومتها متهمة بقتل عشرات آلاف الأشخاص والتسبب في هجرة عشرات ملايين السوريين.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن عودة دمشق تعني أيضا أن الجميع اعترف بانتصارها في الحرب الدامية المستمرة منذ 12 عاما.

مع هذا قد يكون وجود الأسد بين الزعماء العرب، ومن بينهم حلفاء واشنطن الموثوقون، غير مريح للإدارة الأميركية التي دأبت منذ سنوات على وصف الأسد بالمجرم والقاتل.

وانتقدت الولايات المتحدة، الأحد، قرار عودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، قائلة إن دمشق لا تستحق هذه الخطوة، كما شككت في رغبة الرئيس السوري بشار الأسد في حل الأزمة الناجمة عن الحرب الأهلية في بلاده.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تعتقد، مع ذلك، بأن الشركاء العرب يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع الأسد للضغط من أجل حل الأزمة السورية التي طال أمدها وأن واشنطن تتفق مع حلفائها على “الأهداف النهائية” لهذا القرار.

ويفيد محللون أميركيون أنّ “عودة دمشق إلى الجامعة العربية ليست سوى اعتراف بالواقع على الأرض”، مضيفا أن سوريا لا تمثل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة، أو على الأقل ليست تهديدا كبيرا لهذه المصالح “خاصة وأن الجيش السوري مرهق من عقد من القتال” والخزنة السورية شبه خالية.

وتقول نيويورك تايمز إن إعادة احتضان سوريا يمكن أن تطلق مليارات الدولارات في مشاريع إعادة الإعمار وغيرها من الاستثمارات لاقتصادها المترنح، مما يزيد من دعم الأسد.

ونقلت نيويورك تايمز عن ليلى كيكي، المديرة التنفيذية لحملة سوريا، وهي منظمة غير ربحية تدعم منظمات المجتمع المدني السورية، قولها “اليوم، وضعت الدول العربية أجنداتها السياسية الواقعية والدبلوماسية الساخرة فوق الإنسانية الأساسية”.

وأضافت “باختيارها استعادة عضوية النظام السوري في جامعة الدول العربية، تكون الدول الأعضاء قد خانت بقسوة عشرات آلاف من ضحايا جرائم الحرب التي ارتكبها النظام، ومنحت الأسد الضوء الأخضر لمواصلة ارتكاب جرائم مروعة مع الإفلات من العقاب”.

وقبل يومين من اجتماع جامعة الدول العربية، كرر وزير الخارجية أنتوني بلينكن قوله أن الولايات المتحدة تواصل معارضة التطبيع مع سوريا.

وقال إن الانتقال السياسي السلمي الذي سيحل محل الأسد في نهاية المطاف من خلال الانتخابات كان “الحل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء الصراع”.

وإدراكا منهم أنهم لا يستطيعون منع الحلفاء العرب من استعادة العلاقات، وفقا لنيويورك تايمز، فقد حث المسؤولون الأميركيون على محاولة انتزاع ثمن من الأسد في المقابل، سواء كان ذلك ضمان العودة الآمنة للاجئين السوريين، أو اتخاذ إجراءات صارمة ضد تجارة الكبتاغون أو الحد من الوجود العسكري الإيراني في سوريا.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، الأحد، إن الجامعة شكلت لجنة لمناقشة مثل هذه الشروط.

ووفقا لزميل معهد دول الخليج العربي في واشنطن، حسين أبيش، فإنه “لم يكن هناك أي شيء يمكن أن تفعله الولايات المتحدة لمنع حلفائها وشركائها العرب من إعادة الانخراط مع سوريا الذين يمتلكون مصالح في دمشق”.

ويضيف إيبيش أنه “بالنسبة للدول الأصغر مثل قطر والكويت، لا يهم كثيرا ما يحدث في سوريا ولكن بالنسبة لدول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والعديد من الدول الأخرى، هناك العديد من المصالح الحالية في سوريا، والتي تشمل ملفات إيران وتركيا ولبنان وحزب الله واللاجئين والمخدرات وجميع أنواع الاعتبارات الأخرى التي لها عواقب إقليمية وحتى محلية على تلك الدول”.

والأحد، قالت قطر إن “موقفها من التطبيع مع النظام السوري لن يتغير”، مضيفة أن قرارها بالتطبيع يرتبط بالتقدم السياسي في تحقيق تطلعات الشعب السوري”.

ويقول إبيش إن الخيار كان أمام تلك الدول هو “إما متابعة مصالحهم من خلال إعادة الانخراط باستخدام الوسائل الدبلوماسية والتجارية والسياسية وغيرها، أو أن يكون لديهم نوع من الوجود العسكري المباشر أو غير المباشر في البلاد”.

وأضاف “بمجرد سقوط الجزء الشرقي من حلب الذي يسيطر عليه المتمردون في أيدي الحكومة السورية قبل سنوات عديدة، كانت إعادة دمج نظام الأسد في جامعة الدول العربية أمرا لا مفر منه تقريبا”.

ولهذا، يقول إبيش إنه لا يعتقد أن هذا سيكون له أي تأثير كبير على علاقات الولايات المتحدة مع أي من الدول العربية التي تعيد الانخراط مع سوريا الآن، مضيفا “لا يوجد سبب يدعو إلى ذلك. ليس من المنطقي أن تحاول واشنطن معاقبة تلك الدول أو الحكم عليها بقسوة لفعلها ذلك، على الرغم من أنه بغيض، فإنه من الواضح أنه في مصلحة تلك الدول”.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن الظروف التي أدت إلى تعليق عضوية سوريا لم تتغير.

وتضيف “إنه إذا كان هناك أي شيء، فقد ازدادت إراقة الدماء خلال الحرب الأهلية التي استهلكت البلاد على مدى السنوات الـ 12 الماضية، تاركة الأسد في السلطة في الداخل، ولكن منبوذا في كل مكان آخر تقريبا”.

المقال السابق
واشنطن: سوريا لا تستحق العودة إلى الجامعة العربية
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

حزب الله ينعي رسميًا ابراهيم عقيل.. ويعزّي "القائد الخامنئي دام ظله"

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية