"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ماذا بعد اغتيال "نيلي" للعاروري في معقل "حزب الله" بما يخرق الخط الأحمر الذي سبق لنصرالله أن رسمه؟

المحرّر السياسي
الثلاثاء، 2 يناير 2024

ماذا بعد اغتيال "نيلي" للعاروري في معقل "حزب الله" بما يخرق الخط الأحمر الذي سبق لنصرالله أن رسمه؟

في آخر تشرين الأوّل الماضي أصدرت إسرائيل لائحة بأسماء الشخصيات التي قررت تصفيتها، نظرًا لأدوارها في هندسة وتنفيذ عملية “طوفان الأقصى” ضد غلاف غزة، في السابع من تشرين الأول. وكان اسم صالح العاروري الذي يتخذ من لبنان مقرًّا له، في مقدمة الأهداف الخارجية.

وهذا يعني أنّ اغتيال العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يقوم بدور منسق العلاقات بين “حركة حماس” من جهة وكل من “حزب الله” و”الحرس الثوري الإيراني” من جهة أخرى لم يكن مفاجئًا بذاته، بل بنوعية العملية، إذ إنّ إسرائيل لا تقيم أي اعتبار لتهديدات سابقة أطلقها الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله بأنّ أي اغتال شخصية لبنانية أو فلسطينية أو إيرانية أو سورية في لبنان سيكون له رد الفعل القوي ولا يمكن السكوت عنه ولا يمكن تحمله “ولن نسمح أن تفتح ساحة لبنان من جديد للإغتيالات.

وسبق لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن أعلن على الملأ أنّه أعطى أوامره للأجهزة الإسرائيلية المختصة ببدء استهداف “المتورطين” في الهجوم على غلاف غزة.

وفي مؤتمر صحفي عُقد في 22 تشرين الثاني في تل أبيب إلى جانب أعضاء حكومة الحرب، قال نتنياهو إنه “أصدر تعليماته بالفعل” إلى الموساد في البلاد لاستهداف رؤساء حماس “أينما كانوا”.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية ، في أواخر تشرين الأول الماضي أن جهازي «الشين بيت» و«الموساد»، أقاما وحدة خاصة مشتركة لتعقب مسؤولي «حماس». وقد أيطلق على هذه الوحدة اسم «نيلي» وهو اختصار عبري لعبارة في الكتاب المقدس.

ونفذت الأجهزة الأمنية حملة على يلدة العارورة في الضفة الغربية استهدفت فيها من يعيش فيها من أهل العاروري.

فماذا بعد نيل “نيلي” من العاروري؟

بطبيعة الحال، هددت “حركة حماس” ومعها “الجهاد الإسلامي” بالرد على اغتيال العاروري الذي سقط مع ستة آخرين بينهم قائدان في “حماس”، ولكن الجميع ينتظرون ماذا ستكون عليه ردة فعل “حزب الله” على ما سمّاه مع الأحزاب الحليفة “الخرق الخطير لقواعد الإشتباك”.

الجميع متخوّفون من أن يوسّع “حزب الله” استهداف إسرائيل نحو مدن لم تطلها بعد صواريخه، بحيث تصل إلى “ما بعد بعد حيفا”، ولكن إسرائيل، بتنفيذها لهذا العملية تأخذ في الإعتبار هذا الإحتمال، وهي يمكن أن تستغلّه لتنفّذ رغبتها المقموعة أميركيًّا بفتح حرب واسعة ضد كل لبنان.

ولكن هذا الإحتمال يبقى ضعيفًا، إذ إنّ واشنطن لن تعطي إسرائيل “رخصة الحرب” وسوف تضطرها على الأرجح أن تتحمّل تبعة هذا الأغتيال، برد موضعي ومحدود على توسيع “حزب الله” وحلفائه رقعة القصف عليها.

إسرائيل لا تتبنّى

ولكن اسرائيل التي عادت وتوعدت جميع قادة “حماس” بالإغتيال إلتزمت الصمت حيال اغتيال العاروري.

وأصدرت الحكومة الإسرائيلية أوامر لوزرائها، تمنعهم من إجراء مقابلات صحافية بشأن عملية الاغتيال، فيما بارك عضو الكنيست عن حزب الليكود الذي يترأسه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين ننياهو، داني دنون، لأجهزة الأمن الإسرائيليّة، عملية الاغتيال التي وصفها بـ”الناجحة”.

كما فعل السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة الأمر ذاته. وفي السياق ذاته، قال مستشار نتنياهو لشبكة MSNBC: “أوضحنا أن كل من تورط في مذبحة 7 أكتوبر هو إرهابي وهدف مشروع”.

وأضاف أن “ما حدث في بيروت، ليس هجوما على لبنان أو حزب الله وإنما على قيادات حماس”، مشيرا إلى أن “إسرائيل لم تعلن تحملها المسؤولية عن هجوم بيروت لكننا تعاملنا سابقا مع إرهابيين في دول أخرى”.

المقال السابق
اللوبي الصهيوني ينتصر على رئيسة "هارفارد"

المحرّر السياسي

مقالات ذات صلة

الخارجية الأميركية تعطي إسرائيل ضوءًا أخضر لشن "هجوم دفاعي" على لبنان

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية