"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ماذا يعني اتفاق ماكرون وبن سلمان على العمل معًا "من أجل إخراج لبنان من الأزمة العميقة التي يمرّ بها"؟

نيوزاليست
الاثنين، 27 مارس 2023

لا يمكن التعامل مع “اللقاء التلفوني” الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث حضر لبنان، بقوة، كما لو كان “مسألة كلاسيكيّة”، إذ إنّ ما تضمّنه البيان الصادر عن قصر الإليزيه، تحدث عن ” عزمهما على العمل معًا للمساعدة في إخراج البلاد من الأزمة العميقة التي تمر بها”.

و”الأزمة العميقة” التي يمر بها لبنان ناجمة عن الآتي: الشغور الرئاسي، الشلل الحكومة، الإنهيار المالي والإقتصادي، والعجز عن الإصلاح، والخلل الكبير في سياديّة الدولة.

ويأتي هذا التوافق الفرنسي-السعودي، كما لو كان تتويجًا للمحادثات المشتركة بين البلدين، فهو يلي لقاءات عقدها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في باريس مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ومسؤول ملف لبنان في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل، والإجتماعات التي عقدها، لاحقًا مسؤول ملف لبنان في المملكة العربية السعودية نزار العلولا وسفير السعودية في لبنان وليد البخاري في باريس، وكل ذلك بعدما لم يتوصّل اجتماع باريس الخماسي الخاص بلبنان على وضع رؤية موحدة لمرشح “ممكن” للرئاسة اللبنانيّة، على خلفية سعوديّة بادئ ذي بدء.

وقيل، عن حق، إنّ نتائج هذه الإجتماعات واللقاءات أظهرت تباينًا في التوجهات بين باريس التي تعتبر رئيس “تيّار المردة” سليمان فرنجية مرشحًا “معقولًا” للرئاسة في حال تعهّد بتسهيل إقامة سلطة تنفيذيّة فاعلة، والتوجهات السعوديّة التي تعتبر أنّ الرئيس الذي يمكن للرياض أن تتعامل معه، يجب أن يكون مستقلًا، بالفعل، عن أجندة “حزب الله”، الأمر الذي لا تراه ينطبق على فرنجيّة.

وجاء هذا التواصل الهاتفي بين ماكرون وبن سلمان الذي أعلن عنه قصر الإليزيه، اليوم الإثنين، ليؤكد أنّ “الزعيمين” يتعهدان على العمل، بشكل مشترك، من أجل “إنقاذ لبنان”.

وهذا له ترجماته التي لا يزال من المبكر حلّ طلاسمها، ولكن لا بدّ من الإستئناس، بتداعيات “اتفاق بكين” وتأثيراته على ما يسمّيه الجميع ب”الاستقرار الإقليمي”.

من المستحيل التفكير، في الوقت الحاضر، بأنّ التواصل بين “الزعيمين” الفرنسي والسعودي، يهدف الى تثبيت المستحيل، إذ إنّ الواقعية السياسية تفرض الإعتقاد بأنّ هكذا تواصل بهكذا بيان من شأنه “فتح الإحتمالات”.

وهذا يعني أنّ فرنسا التي تنطلق في مبادرتها تجاه لبنان من معادلة تفيد بعدم القدرة على انتاج رئيس من دون موافقة “حزب الله”، من جهة وبعدم جدوى وصول رئيس من دون رضى المملكة العربيّة السعودية، تتطلّع، وهي في مرحلة سوء العلاقات مع إيران، أن تتولّى الرياض التواصل مع طهران، إمّا من أجل تعديل موقف “حزب الله” الرئاسي أو من أجل الحصول على ضمانات أنّ مرشح هذا الحزب لن يكون لعبة في يديه!

البيان

إذن، ناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأحد تعزيز تعاونهما في مجال الدفاع والطاقة، وجددا عزمهما على “العمل معا” لمساعدة لبنان. وأوضح الإليزيه أن الزعيمين أشادا خلال اتصال هاتفي بـ”دينامية علاقتهما الثنائية” ولا سيما لناحية “تعميق التعاون في مجالي الاقتصاد والثقافة”. وأضافت الرئاسة الفرنسية أنهما “بحثا أيضا في المجالات التي يمكن تعزيز هذا التعاون فيها، خصوصا في ما يتعلق بقضايا الدفاع والطاقة”. وذكر الإليزيه أنهما “عبرا عن قلق مشترك حيال الوضع في لبنان وكررا عزمهما على العمل معا للمساعدة في إخراج البلاد من الأزمة العميقة التي تمر بها”. يشهد لبنان منذ 2019 انهيارا اقتصاديا يعتبر الأسوأ في تاريخه. وتؤدي الأزمة السياسية في هذا البلد إلى تفاقم الأوضاع، إذ إن النواب لم ينتخبوا حتى الآن رئيسا للجمهورية منذ نوفمبر، بينما تدير شؤون البلاد حكومة تصريف أعمال صلاحياتها محدودة. من جهة ثانية، رحب ماكرون بقرار السعودية وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، مشددا على “أهميته للاستقرار الإقليمي

المقال السابق
طائفيّو لبنان وتقسيميّوه!
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

الموساد يطلب "ربط الصفقات".. تحرير الرهائن في غزة مقابل وقف النار في لبنان!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية