"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

معجزات سليمان فرنجية...السياسية!

فارس خشّان
الثلاثاء، 6 يونيو 2023

معجزات سليمان فرنجية...السياسية!

يكاد رئيس “تيّار المردة” سليمان فرنجيّة يصبح “صانع المعجزات” السياسيّة في لبنان، ففي كلّ مرّة يقدم طرف جاد على ترشيحه للرئاسة الجمهوريّة، تتجمّع الأضداد للإطاحة به!

في العام 2015، وبعدما رشّح “تيّار المستقبل” فرنجية لرئاسة الجمهورية، توصل “التيار الوطني الحر” و”حزب القوات اللبنانية” الى تفاهم أنهى خصومتهما الحادة وأوصل العماد ميشال عون الى القصر الجمهوري. وفي هذه المرحلة، وبعدما انضمّت فرنسا الى ترشيح “الثنائي الشيعي” له وأسقطت المملكة العربيّة السعودية “الفيتو” عنه، إلتقت قوى المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهوريّة.

وإذا كان هناك خلاف في التقديرات حول إمكان وصول أزعور الى القصر الجمهوري إلّا أنّ هناك شبه اتفاق على أنّ طريق الرئاسة قد أقفل على فرنجية.

ما هي هذه اللعنة التي حلّت على فرنجية حتى جعلته صانعًا لما يحسبه كثيرون مستحيلًا: تجميع الأضدّاد عليه؟

يواجه سليمان فرنجية “سمعة سيّئة” في لبنان، فهو على المستوى الشخصي متّهم بالكسل، ومنسوب إليه عجزه عن “تنظيف” فريق عمله من شخصيات تعتبر “خطرة”. وهو على المستوى السياسي ملحق بكلّ من “حزب الله” والنظام السوري، ولم تستطع الأيّام تنظيف سجلّه السيادي من أقوال مثل “لو شاء الرئيس بشّار الأسد أن أنتخب آرييل شارون لما ترددت لحظة”!

ولم يستطع سليمان فرنجية تطوير أدبياته السياسيّة، فهو لمّا يزل، كما كان في زمن تأييد “تأبيد” الوصاية السورية على لبنان، يعتبر أنّ مصلحة المسيحيّين تكمن في خضوعهم لإرادة الأقوى.

ولم يتعاطَ لا الداخل والخارج مع فرنجية على أساس أنّه قيمة سياسيّة قائمة بذاتها، بل اعتبره الجميع ممثلًا عن “الثنائي الشيعي” والنظام السوري، ولهذا سارعت فرنسا الى طلب ضمانات منه، لإنجاز ما تعتقد بأنّه ينقذ لبنان من الكارثة التي يتخبّط بها.

وكلّ ذلك، يعني بالنسبة لقوى عدّة في لبنان أنّ وصول فرنجية الى القصر الجمهوري يلغي الشخصية المعنوية لرئاسة الجمهورية وينقلها كليًّا الى “محور الممانعة”.

ولكن ما الفرق، والحالة هذه ، بين ما يُخشى من أن يفعله فرنجية وما سبق أن فعله الرئيس ميشال عون الذي وُجّهت إليه اتهامات بأنّه أخضع ولايته الرئاسية لإرادة “حزب الله”؟

بالنسبة للقوى التي عارضت الولاية السابقة، فهي لا تريد أن تكرّس، من خلال فرنجية، ما حصل خلال عهد عون لأنّ من شأن ذلك أن ينهي ما يميّز لبنان الى الأبد.

ولكن بالنسبة لعون، فهناك فارق كبير بين حالته “التحالفية” وحالة فرنجية “الإندماجية”، فهو، عندما ذهب الى النظام السوري و”حزب الله” لم يذهب من موقع “التابع” بل من موقع “الحليف”، بحيث قايض، من موقعه السياسي المستقل، ما يرغب به بأهداف يتطلع اليها كل من النظام السوري و”حزب الله”، وكان في كل مرة يجد فيها أنّ مصالحه تتضارب ومصالح هذين الطرفين يتّخذ قرارات تثير استياءهما.

وبالنسبة للقوى السياسية الأخرى، فإنّ وصول فرنجية يعني تكريس همينة “حزب الله” على القرار اللبناني بمباركة خارجية تقودها فرنسا، وهذا يمكن أن يؤدّي إلى إعادة تشكيل النظام، وفق المعادلات التي أنهتها ثورة الإستقلال التي اندلعت، بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وعليه، تتنوّع الأسباب بتنوّع القوى، ولكنها تتقاطع بالمحصلة ضد فرنجية.

ولم يكن الوقوف في وجه فرنجية ممكنًا، لو بقيت القوى المناوئة له على تشتتها، إذ إنّ الداخل والخارج كان يأخذ على هذه القوى عجزها عن إنجاز خطوة إيجابية واكتفائها باللجوء الى السلبيّة.

المقال السابق
ميشال عون يُعيد بشّار الأسد الى ...القرار اللبناني

فارس خشّان

كاتب سياسي

مقالات ذات صلة

ماذا لاحظ متابعو تشييع ابراهيم عقيل في الضاحية الجنوبية لبيروت؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية