"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

مآسي بيئة حزب "نبني ونحمي"!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 11 أغسطس 2024

ليس طبيعيًّا ولا أخلاقيًّا ولا شرعيًّا ولا وطنيًّا أن يترك “حزب الله” بيئته التي يتغنّى بها، ليلًا نهارًا، تائهة تبحث عن مسكن يقيها شر الحرب التي يقودها إليها، بحجة واهية عنوانها “مساندة” غزة المتروكة وشعبها وأطفالها ونساءها وكهولها لقدرها!

ليس طبيعيًّا ولا أخلاقيًّا ولا شرعيًّا ولا وطنيًّا، أن يكون هذا الذي يملك مائة وخمسين ألف صاروخ ومسيّرة ويورط بلده وناسه في حرب، بتوقيته هو ومن دون الأخذ بالاعتبار مناعة ومؤهلات وقدرات واستعدادات المجتمع المدني الذي يطلق عليه العسكريون اسم “الجبهة الداخلية”، ( أن يكون) عامل إذلال للعائلات التي طالما تعهد لها، مقابل الاقتراع للوائحه الانتخابية، بالعمل بموجب شعار “نبني ونحمي”.

وبيّنت المعطيات أنّ “حزب الله” ليس عاجزًا عن الحماية ومتسببًا بالدمار فقط، بل هو جاذب للإذلال، أيضًا!

قد يكون” تدفيع” الناس ثمن الحرب أمرًا بديهيًّا، إذا كان ذلك ناجمًا عن عدوان مفاجئ، ولكنّه، عندما يكون استتباعًا لقرار واع بشن حرب، كما فعل “حزب الله” منذ الثامن من أكتوبر، فهو دليل على السقوط الكامل. وليس أمرًا مقبولًا على الإطلاق أن يبذل الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله وقت إطلالاته على الشاشات، من أجل تهديد إسرائيل بشعبها ومصالحهم ورفاهيتهم وثرواتهم واستقرارهم، فيما لا يلتفت، مطلقًا، الى ناسه وأهله وبيئته وجمهوره، وكأنّهم “مندورون” للموت والفقر والحرمان والتدمير والنزوح والتهجير و”تشفي” المقهورين و”حسنات” الخيّرين!

ومهما كان رأينا سلبيًّا بتلك الأصوات التي تعلو لتحرّض ضد الاحتضان الوطني للبيئة التي اشتهر منها أولئك الذين يضطرون، كلّما خسروا ابنًا أو منزلًا أو عملًا أو حقلًا، على ترداد شعار “فدا إجر السيّد” تحت طائلة ما اصطلح على تسميته تهكمًا بـ “السحسوح”، إلّا أنّها بالنتيجة تؤشر الى كارثة تحل بالمجتمع الشيعي اللبناني الذي ظنّ، في العام 2006، بعدما سمع نصرالله يقول وهو يتحسّر على ما حصل “لو كنتُ أعلم”، أنّ زمن استحضار الحرب والدمار والقتل والنزوح قد ولّى الى غير رجعة، وأدخله في صراعات مع البيئات اللبنانية الأخرى نتحتن عنها عواطف سلبية كثيرة.

في هذا الوقت، ليس هؤلاء الذين يحرضون يسيئون الى البيئة الشيعية اللبنانية، فقط، بل حتى أولئك الذين يريدون أن يظهروا سعة صدرهم، يفعلون الأمر نفسه، لأنّهم، بالنتيجة، ينتهون الى إظهار أنفسهم أرقى من أن يتركوا الخلاف السياسي يؤثر سلبًا على إنسانيّتهم.

هل تحتاج البيئة الشيعية، بالأساس، إلى التعرف على حقد هذا وتسامح ذاك؟

السؤال برسم من يشتم طارحيه: “حزب الله”!

المقال السابق
الإحصاء الفلسطيني: مقتل نحو 1.8% من سكان غزة
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

مستقبل لبنان بعهدة شيعته!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية