"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

معارك طيّونة… طائفيّة!

ليال بو موسى
الأربعاء، 29 مارس 2023

كلّ مرة تفرغ جعبة السلطة السياسية في لبنان من التبريرات والوعود، يلجأ الزعماء الى دغدغة الطائفية النائمة في نفوس جماهيرهم، كيف لا وهي المراهق الذي يصرّون ألا ينضج كي لا ينبذهم؟!

قبل الانتخابات النيابية، وفي خضم الأزمة الاقتصادية ومحاولات وضع خطط ميتة، أغرقت الأزمة بأزمة أخرى ما كان أمامهم الاّ واقعة الطيّونة العسكريّة التي فتحت صفحة الانتخابات على مفهوم القوّة الطائفية والشعارات غير الرنّانة الاّ على أذن الجمهور المصاب بداء التقسيم المعنوي!

اذن، من ساحة معركة الانتخابات الى ساحة النجمة وباحة السراي الحكومي عنوان واحد يسيطر على الواقع السياسي وهو: لا حلّ الاّ العودة الى الدّغدغة تلك، ولا إمكانية لربح الوقت الاّ الساعة!

فما كان على من يلعن الكثيرون ساعتهم الاّ ان يذهبوا الى فتح معركة طيونة سلميّة، فجاء قرار رئيس السراي بتكليف من رئيس مجلس ساحة النجمة، كفيلاً بإخراج الطائفية الى العلن مجدداً لإلهاء المواطنين عن الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمؤسساتية والدستورية والسياسية، بكباش وتصريحات وتغريدات وبيانات تقسيميّة!

وما ان بدأ الوطن يلملم ضحايا “معركة الساعة” حتى وقعت “معركة التشريع” في مجلس النواب، حيث تحوّل نقاش التشريع الى “هجوم غير شرعي” شنّه ملاحقان بشبهات التورط في تفجير مرفأ بيروت على نوّاب معارضين، استعملت فيه بذاءات فكرية ولفظية و…طائفيّة!

ولم يتوان رئيس حزب عن أن يشنّ، على التوقيت الصيفي، هجومًا على نائبين تغيريّين، بهدف نقل مسؤولية الكوارث من “امراء الطوائف” الى “نواب التغيير”.

وهكذا، فإنّ المسمّاة سلطة تربح الوقت تتقاسم قالب الحصص في صفقات المطار والسيارات المستوردة بلا أي حسيب أو رقيب!

فكم من ساحة مواجهات وهميّة تنتظر “بعض الشعب المقسّم” في ظل غياب الخطط وغياب القدرة على خلق الوعود وكم من معركة طيّونة سلمية ستخلق مع الوقت؟!

المقال السابق
الدكاش لـ"نيوزاليست": انحراف سياسي اخلاقي مرفوض في جلسة اللجان.. و"القوات" ستتصدى!

ليال بو موسى

صحافية استقصائيّة

مقالات ذات صلة

صحافي إسرائيلي يجول داخل قرية لبنانية حدودية ويروي مشاهداته ومعلوماته وما تمّ اكتشافه

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية