"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"معاقبة" الشقيقين رحمة اميركياً.. "ضربة معلم" تُعرّي فساد المنظومة السياسية والقضائية و"تصفع" فرنجية رئاسياً!

أنتم والحدث
الأربعاء، 5 أبريل 2023

لعلّه يمكن وصف خطوة وضع وزارة الخزانة الأميركية، الشقيقين اللبنانيين ريمون رحمة وتيدي رحمة وشركاتهما الثلاث، ومنها ZR ENERGY على لائحة العقوبات، بأنها “ضربة معلم”، تتجاوز القضية نفسها، لتصل الى إدانة صارخة لمنظومة الفساد الحاكمة، وتُعتبر بمثابة كرة ثلج تتدحرج وتكبر، لتطاول جميع أركانها تباعاً.

تتزامن الخطوة المفاجئة مع الحراك الرئاسي لمرشح “الشق الممانع” في هذه المنظومة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، التي تشكل توقيتاً سيئاً له

وفي الموازاة، تتزامن الخطوة المفاجئة مع الحراك الرئاسي لمرشح “الشق الممانع” في هذه المنظومة، رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، التي تشكل توقيتاً سيئاً له، كونه الصديق المقرب لأحد المُعاقبين، ومن أشرس المدافعين عنه، من شأنه ان يقلب الطاولة على ترشيحه، ويضيق الخناق الرئاسي عليه، إذ إنّ هذه العقوبات تشكّل صفعة أميركية مدوية له، سواء أكانت مقصودة أم مصادفة، أرادت من خلالها، التذكير بأفعال السياسيين “الشائنة” بحق اللبنانيين، ومن بينهم المرشحين لرئاسة البلاد!.

الأهم أن هذه العقوبات، وضعت الإصبع على جرح فساد لبنان وعلى “قضاء” عاجز ومستسلم

الأهم أن هذه العقوبات، وضعت الإصبع على جرح فساد لبنان وعلى “قضاء” عاجز ومستسلم، وخاضع في كثير من الأحيان للسياسة بأبشع أشكالها، التي توظفه لمآربها الشخصية.

فبعد أكثر من 3 سنوات على طمس قضية الفيول المغشوش، عبر ثنائية القضاء والسياسية، في “أدراج” مخصصة للفلفة ارتكابات يغطيها سياسيون محلياً، كان نصيبهم “إدانة” خارجية، وجهت ضربة مزدوجة للطرفين في ملف “منسي” إسوة بالعديد من الملفات التي تغرق في دهاليز “المحسوبيات”.

1

سلّطت هذه العقوبات الضوء على أعمال الفساد من خلال القضية الفيول المغشوش، التي كشف عنها في لبنان عام 2017، والتي استقدم خلالها الأخوان رحمة وقوداً غير مطابق للمواصفات لصالح شركة كهرباء لبنان، ما تسبب بزيادة انقطاع الكهرباء وبأضرار في المعامل، جراء مزج الوقود المغشوش بكميات وقود أخرى عبر شركة “زد آر إنرجي دي أم سي سي” ومقرها في الإمارات، ومجموعة “زد آر غروب هولدينغ” و”زد آر لوجيستيكس” ومقرهما في لبنان، وهي مملوكة للشقيقين المستهدفين.

2

استعر الصراع بين “تيار المردة” و”التيار الوطني الحر”، ليفضح تورطهما بتغطية الفاسدين، حين أصدر قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور 4 مذكرات توقيف غيابية في حقّ كل من المدير العام للمنشآت النفطية سركيس حليس،( المحسوب على فرنجية)، مدير المناقصات في المنشآت جورج الصانع، مالك شركة ZR Energy تيدي رحمة والمدير التنفيذي للشركة إبراهيم الزوق، عقب ادعاء النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون على 21 شخصاً في القضية وطلبت إصدار مذكرات توقيف غيابية بحقهم، فطلبت الإدعاء على المدير العام للنفط أورور فغالي (المحسوبة على التيار الوطني الحر) والمدير العام لشركة منشآت النفط حليس بجرم الإهمال الوظيفي الذي تصل عقوبته الى سنتين سجن، كما طلبت عون الإدعاء على zr energy dmcc وسوناطراك bvi وzr energy group holding بجرم الاحتيال الذي تصل عقوبته لثلاث سنوات سجن، على المدير التنفيذي لشركة ZR Energy ابراهيم الزوق وممثل شركة سوناطراك الجزائرية في لبنان طارق الفوال وصاحب شركة ZR تيدي رحمه بجرائم الاحتيال والغش وتبييض الأموال، بالإضافة الى الإدعاء على عدد من موظفي المنشآت النفطية في دير عمار والزهراني بجرائم التزوير وتقاضي رشى، طالبة محاكمة المدعى عليهم أمام محكمة الجنايات.

ربطت الشقيقان علاقات وثيقة مع كل من “القوات” و”المردة” كما ظهر سابقاً ولاحقاً

ربطت الشقيقان علاقات وثيقة مع كل من “القوات” و”المردة”، كما ظهر سابقاً ولاحقاً، فتيدي رحمة كان حاضرا الى جانب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في مناسبات عدة وثقتها صور ولقطات خلال المهرجانات والنشاطات القواتية، أما ريمون رحمة فعلاقته وطيدة بالمردة ورئيسها فرنجية الذي حمل لواء المدافعة عن “صديقه وأخيه” بعد انتشار الأخبار حول الفيول المغشوش بـ”ضمير مرتاح”، وفق ما أعلنه سابقاً خلال مؤتمر صحافي عقب بروز القضية.

قدم كل طرف “مبرراته البائسة” عبر وسائل الإعلام لبراءة أثبتت الأيام أنها غير صحيحة

قدم كل طرف “مبرراته البائسة” عبر وسائل الإعلام لبراءة، أثبتت الأيام أنها غير صحيحة، فخسائر لبنان جراء ملف الكهرباء التي تُقدّر بالمليارات وغياب مناقصات شفافة، أدت الى الانهيار الذي طال المؤسسة كما مختلف قطاعات الدولة التي نخرها الفساد، لتتكشف الحقيقة “المعلومة” في البيان الأميركي الذي فنّد بالتفاصيل خلفية استفادة المشمولين بالعقوبات من الفساد العام.

3

لم تغفل الخزانة الأميركية في بيانها الإضاءة، وفق الأدلة التي لديها، قيام تيدي وريمون رحمة باستخدام “ثرواتهما وقوتهما ونفوذهما للانخراط في ممارسات فاسدة، تسهم في انهيار حكم القانون في لبنان، واستخدامهما إمبراطوريتهما التجارية وعلاقاتهما السياسية لإثراء نفسيهما على حساب الشعب اللبناني، بعد الفوز بعديد من العقود الحكومية من خلال مناقصات غامضة”.

قصة الشقيقين واحدة من العديد من قصص “أبطال” موسوعة “الفساد” التي تلقت ضربة عقوبات أميركي

قصة الشقيقين، واحدة من العديد من قصص “أبطال” موسوعة “الفساد”، التي تلقت ضربة عقوبات أميركية، بعد أن أغرقت لبنان في بحر من الصفقات المشبوهة والأموال، التي دُفعت من خزينة الدولة وسُرقت من جيوب شعب، يُكافح اليوم من أجل لقمة العيش من جهة، ومن جهة أخرى الاقتصاص من المرتكبين، الذي أوصلوا البلاد بمن فيها الى القعر، بغطاء من القضاء “المرهون” بيد أصحاب النفوذ.

4

المقال السابق
مشاهير يرفضون الدفع مقابل شارة توثيق تويتر

مقالات ذات صلة

عيد "سوكوت" وعودة سكان شمال إسرائيل الى منازلهم

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية