"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ما قصة وحدة «نيتسح يهودا» المُهددة أميركياً؟

الرصد
الأحد، 21 أبريل 2024

ما قصة وحدة «نيتسح يهودا» المُهددة أميركياً؟

نظير مجلي

فجّر الإعلان عن اتجاه أميركي لإجراء غير مسبوق يقضي بفرض عقوبات على 3 وحدات في الجيش الإسرائيلي منها وحدة «نيتسح يهودا» تساؤلات عدة بشأن قصة هذه الوحدة تحديداً، وأهداف تشكيلها، وكذلك الأسباب التي أفضت إلى وقوعها المحتمل تحت طائلة العقوبات.

ورغم أن التقارير أفادت بتعرض 3 وحدات للعقوبات؛ فإنه لم يتم تسريب سوى اسم «نيتسح يهودا» التي شهدت عدة تقلبات في تاريخها، منذ تأسست سنة 1961، بهدف تشجيع اليهود المتدينين «الحريديم» على الخدمة العسكرية، وتم تحديد الخدمة فيها لسنتين، علماً بأن الخدمة العسكرية العادية ثلاث سنوات.

واسم الوحدة «نيتسح يهودا» هو اختصار للكلمات العبرية (شباب عسكري حريدي)، أي متدين متشدد دينياً، لكن التجربة التي تأسست من أجلها لم تنجح، وتم تفكيك الوحدة في سنة 1974.

شعار توراتي

بحلول عام 1999 تم تخصيص موارد خاصة لتجديد نشاط «نيتسح يهودا»، وزيادة نجاعتها، ومع أنها ظلت تضم مجموعة كبيرة من المتدينين، انضم إليها بضع مئات من الجنود العلمانيين، لكن القيادة الدينية اليهودية لـ«الحريديم» حاربت إقامتها، وتعتبرها تمرداً على سلطتها الدينية، بل قاطعت رجل الدين أهرون يهودا شتايمن، حيث كان الوحيد الذي وافق على إقامتها.

تتخذ «نيتسح يهودا» شعاراً دينياً مركزياً من التوراة هو: «أطارد أعدائي، فأدركهم، ولا أرجع حتى يهلكوا» (كتاب المزامير، الفصل 18، الآية 38).

منذ سنة 2009 باتت للوحدة قوة احتياط، وبعد 3 سنوات أصبحت الوحدة الأكبر بين الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي، إذ ضمت 500 جندي يحملون أسلحة خفيفة، مثل «إم 16» وكلاشنيكوف.

وبلغت نسبة «الحريديم» نحو 60% من جنود «نيتسح يهودا» في سنة 2016، وباتت تعمل كجزء من قوات المشاة في الجيش، وتكلف بمهمات قتالية ضد الفلسطينيين منذ عام 2019، وأقيمت لها دوريات هجومية.

سمعة بشعة

فازت «نيتسح يهودا» بما يسمى «وسام التفوق» بين الوحدات العاملة في الضفة الغربية مرتين في عامي 2013 و2016، لكن مقابل التمجيد لها في إسرائيل كانت سمعتها سيئة للغاية في صفوف الفلسطينيين، الذين يعتبرونها واحدة من أبشع القوات الاحتلالية. وهي تركز نشاطها في مناطق نابلس، وجنين، وطولكرم، وفي العام الأخير تم توسيع نشاطها ليشمل مناطق أخرى، مثل غزة.

يقود هذه الوحدة ضابط كبير برتبة مقدم، وقد تبدل على قيادتها منذ تجديدها في سنة 1999عدة ضباط، لكن قلة منهم تقدموا في المنصب. فمن مجموع 14 قائداً لها لم يبرز سوى أربعة، حصلوا على درجة عقيد، وانتقلوا للخدمة والقيادة في وحدات أخرى، ويقدر عدد الجنود الذين خدموا فيها عبر السنين نحو 10 آلاف جندي.

لماذا قد تعاقبها أميركا؟

ويبدو أن قصة واشنطن مع وحدة «نيتسح يهودا» ليست وليدة هذه الجولة من الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، إذ باشرت التحقيق في نشاطها منذ ثلاث سنوات بعدما قتل جنودها المسن الفلسطيني عمر أسعد (وهو أيضاً يحمل الجنسية الأميركية) البالغ من العمر 79 عاماً. وادعى الجيش الإسرائيلي أنه توفي بنوبة قلبية. بينما قال الفلسطينيون إنه تعرض للتنكيل، والإهانة، وتلقى ضربة قوية في رأسه.

ليس هذا وحسب ما يثير الأميركيين ضد الوحدة، إذ كانت «نيتسح يهودا» نفسها تسيطر على جنين عام 2022 عندما تم إطلاق الرصاص القاتل على مراسلة قناة «الجزيرة» التلفزيونية شيرين أبو عاقلة وهي تؤدي وظيفتها الصحافية.

وبحسب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، فإن تحقيقات الإدارة الأميركية بينت أن هناك 12 حالة ثبت فيها أدلة قاطعة على خرق حقوق الإنسان في الضفة الغربية، وأنها تنوي تفعيل «قانون ليهي» بشأنها، وهو القانون الذي حمل اسم السيناتور باتريك ليهي، الذي اقترحه، ويفرض عقوبات على أي جسم أجنبي يستخدم الأسلحة النارية والذخائر الأميركية في حروب تخرق حقوق الإنسان. وينص القانون على وجوب منع هذا الجسم (الخاضع لعقوبات) من الحصول على أسلحة، أو ذخيرة أميركية، أو التدرب مع الجيش الأميركي، أو الحصول على أموال أميركية.

الشرق الأوسط

المقال السابق
جوهر التحرّك الفرنسي معلومات دقيقة تشي بخطر على لبنان
المادة التالية
"الأمن الذاتي" هو..حلّ!

الرصد

مقالات ذات صلة

"المرأة الغامضة" وراء الشركة المرخصة لأجهزة "البيجر" المتفجرة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية