الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مقتنع بأنّ اسرائيل تُضمر فعلًا نية لشن هجوم شامل على “حزب الله” في لبنان، ولكنه مقتنع أيضًا بأنّ البوابة الخاصة بالعبور الى تسوية دبلوماسية لا تزال مفتوحة، ولا سيّما بالنسبة الى الجيش ووزير الدفاع الإسرائيليين والأهم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنياين نتنياهو.
تبدو المشكلة بالنسبة لهوكشتاين أنّ “حزب الله” غير مقتنع بهذه الإمكانية، فهذا الحزب مصر علىاعتبار أنّ من يحذرونه من حرب اسرائيلية شاملة على لبنان، إنّما يمارسون التهويل.
ما هدف إليه هوكشتاين من زيارته لباريس ليس توحيد الرؤية الى مبادرة تسوية، فهذه نقطة مبتوتة منذ أشهر. أراد أن يوحّد اللغة بين الإدارة الفرنسية والبيت الأبيض، لأنّ “حزب الله” يقع في فخ الإلتباس، فيفهم الرسائل الدبلوماسية بطريقة خاطئة.
التواصل بين الفرنسيين و”حزب الله” هو تواصل “رسمي” ومباشر، سواء من خلال القنوات الدبلوماسية أو المخابراتية. يرغب هوكشتاين في توحيد اللغة مع هؤلاء الذين يتواصلون مع حزب الله، بحيث تكون الكلمات نفسها التي يبلغها الأميركيون الى اللبنانيين على لسان الوسطاء الفرنسيين.
ووفق التقارير الواردة من باريس، فهناك خوفٌ وقلقٌ مشتركان في كل من باريس وواشنطن، بشأن إمكانية قيام إسرائيل بشنّ حرب أوسع على لبنان، واستمرار “حزب الله” بعدم الاقتناع بأن مثل هذا الاحتمال وارد بقوة.
وسبق ان اتفق الرئيسان جو بايدن وايمانويل ماكرون خلال لقاء القمة الذي جمعهما في السادس من حزي ران في النورماندي على تنسيق الجهود بينهما لمنع تفاقم الوضع في الشرق الأوسط وإقحام لبنان في حرب قد تكون لها تأثيرات كبيرة على المنطقة ككل.