"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

"ما دخل السعوديّة!"

المحرّر السياسي
الاثنين، 23 أكتوبر 2023

"ما دخل السعوديّة!"

على وقع الصواريخ التي أرسلها “الحوثيّون” من اليمن “نحو إسرائيل” وتصدّت لها القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة، أطلّ نجاح محمّد علي، الصحافي المعروف بقربه من “الحرس الثوري الإيراني” على شاشة “آر.تي” الروسيّة، من حيث راح يتنبّأ باستهداف “محور الممانعة” للملكة العربيّ السعوديّة.

إستغرب المذيع هذا الكلام فقاطع ضيفه سائلًا: “وما دخل السعوديّة، فنحن نتحدّث عن إسرائيل؟!” فردّ الصحافي العراقي الذي سبق أن عمل في مؤسسات إعلاميّة خليجيّة قبل الإنفصال عنها في زمن الصراع الشديد بينها من جهة وإيران من جهة أخرى:” أقول لك بكل صراحة ستكون السعوديّة هدفًا رئيسًا.انا أتحدث عن حلفاء إسرائيل وإن زعموا أنّهم انسحبوا حاليًا من التطبيع. أقول لك بكل صراحة إنّ السعودية شريك في هذا الإعتداء مع دول أخرى. مصر أيضًا شريك، ولكنّني الآن أتحدّث عن السعوديّة. إنّ جبهة اليمن أخطر، وهي اللي حتقعدهم على الرينغات”. هذا الكلام لم تستغربه التعليقات السعوديّة التي اعتبره منتمون إليها يكشف عن الوجه الحقيقي لأسباب هجوم “حركة حماس” على غلاف غزة، إذ إنّها، بالتنسيق مع إيران، تريد استهداف المساعي السعوديّة.

وقبل هذا الكلام كان رئيس المخابرات السعوديّة السابق والسفير السعودي السابق في الولايات المتحدة الأميركية الأمير تركي الفيصل ، وفي إطار إدانته لعمليّة “حماس” قد لفت إلى أنّها محاولة لمنع محاولة بلاده من إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد اعتبر أنّ أحد أسباب الهجوم الذي شنّته “حركة حماس” هو نسف المساعي الناجحة التي كان يبذلها لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعوديّة.

واليوم الأحد، تبنّى الحوثيّون الصواريخ التي أسقطتها القوات الأميركية وهدّدوا باستهداف القوات الإسرائيليّة الموجودة في البحر الأحمر، أي في المنطقة التي تعتبرها السعوديّة حيويّة.

قد لا يكون كلام نجاح علي يعكس الحقيقة التي تُضمرها إيران للسعوديّة، وقد يكون محاولة من بعض القوى الإيرانيّة غير الراضية على المصالحة الإيرانيّة- السعوديّة لتأزيم العلاقة المستجدة بينهما، ولكنّ الأكيد أنّ ما نطق به هو رسالة شديدة اللهجة الى السعوديّة تعبّر عن هدف إيران المعلن سابقًا بمنع دخول السعوديّة في “اتفاقيات إبراهيم”، بطريقة من شأنها سحب الملف الفلسطيني، عبر حلول كان يجري العمل عليها، من يد إيران.

وفي مطلق الأحوال، إنّ هذا الكلام الإيراني الذي نطق به صحافي مقرّب من “الحرس الثوري الإيراني” يعكس أجواء الإضطراب الشديد في المنطقة، فإيران سوف تربح الكثير إن خرجت “حركة حماس” سالمة من “الحرب الوجوديّة” التي تخوضها مع إسرائيل، بحيث يعينها ذلك على فرض معادلاتها على الجميع، ولذلك هي تريد حشد الجميع الى جانبها، بالترغيب أو الترهيب، ولكن إن خسرت “حماس” فذلك يضرب أحد أبرز أركان “محور المقاومة” وينعكس سلبًا عليها وعلى التنظيمات التي تعني إيران كثيرًا، مثل “حزب الله” الذي سيصبح، في هذه الحالة، معزولًا!

المقال السابق
عبد اللهيان اتصل بزعيمي "حماس" و"الجهاد" وحصد "إطراءات"

المحرّر السياسي

مقالات ذات صلة

نقاش بالصوت والصورة/ معادلة تل أبيب بيروت وانعكاساتها الكارثية على لبنان في حال لم تسرّع التسوية حلولها

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية