لا يزال الآيفون يحظى باهتمام كبير اليوم، فهناك ما يقارب خمسة مليارات نتيجة بحث على محرك غوغل لعبارة “آيفون 15”، على الرغم من عدم وجود معلومات رسمية من أبل نفسها.
إذا استغرقت في قراءة التكهنات و” التسريبات ”، سترى أن نماذج آيفون 15 من المرجح أن تكون أخف قليلا من سابقاتها، مع رقاقة محسنة، وبطارية تدوم فترة أطول، وكاميرا أفضل، وهيكل من التيتانيوم.
أجيال هاتف أبل، مثل معظم الأجهزة، تميل إلى تقديم تحسينات تدريجية معظم الوقت، وهذه واحدة من أسباب تباطؤ المبيعات في جميع أنحاء العالم.
يحتفظ الناس بأجهزتهم لفترة أطول، ليس فقط لأنها باهظة الثمن من الناحية المالية والبيئية، ولكن أيضا لأنه لم يعد هناك نفس المبرر الملح للتحديث وشراء هاتف جديد.
ويقول خبير الهواتف الذكية في شركة التحليل CCS Insight، بن وود: ” أبل ربما تدرك أنها وصلت إلى نقطة حيث يوجد عدد هائل من هواتف الآيفون، والمحافظة على هذا العدد من الأجهزة هو إنجاز رائع”.
ويوافق على أنه في حين أننا ربما لن نشاهد آيفون مختلفا جذريا في الحدث السنوي الذي تقيمه أبل في سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة هذا المساء، إلا أن ما سنراه بحسب وود، هو مسرح شركة ثرية على دراية جيدة بمتطلبات جمهور المعجبين.
ومع ذلك، هناك تطور واحد ملموس لم تره من قبل، وإذا كنت في أوروبا، فستلاحظه بالتأكيد. من المرجح أن يحتوي الآيفون 15 على منفذ كابل شحن “يو أس بي” من النوع سي “USB-C”.
حاليا تعتمد آيفون على كابل لايتنينج “Lightning” وهو المنفذ الخاص بشركة أبل وأجهزتها التقنية، في حين أن معظم الأجهزة الأخرى، بما في ذلك أجهزة من صنع أبل، تميل إلى استخدام شاحن يو أس بي من النوع سي.
ولذلك، على سبيل المثال، إن كان لديك آيفون وجهاز كندل، فإن شاحن الآيفون الخاص بك لن يتناسب مع منفذ كيندل والعكس.
لطالما أصرت شركة أبل على أن تنويع المنتجات يؤدي دائما إلى مزيد من الابتكار. وقد قدمت أيضا الشحن اللاسلكي كبديل لعدة سنوات، لكن جميع الهواتف منذ آيفون 8 كانت متشابهة في طريقة شحنها.
ومع ذلك، لقد نفد صبر الاتحاد الأوروبي، وأعلن أن جميع الأجهزة المحمولة يجب أن تكون متوافقة مع شاحن عالمي بحلول ديسمبر/كانون أول عام 2024. كما أن بقية قطاع التكنولوجيا الاستهلاكي لن ينتقل إلى استخدام “لايتنينج”، حتى لو سمحت أبل بذلك.
ولكن قد تجد مبررا إذا قررت إضافة هذا الكابل إلى درج الكابلات الخاص بك، بدلاً من التخلص منه، ويقول بن وود إن هناك سوقا مزدهرة للآيفونات مستعملة، خصوصا في أفريقيا.
وأضاف: “أصبحت أجهزة آيفون في أيدي أشخاص لم يتمكنوا من تحمل تكاليفها من قبل، وهي تحبسهم في النظام البيئي لشركة أبل”.
الاتحاد الأوروبي ليس المنطقة الوحيدة التي تضع القوانين، فقد ذكرت تقارير أن الصين منعت إدخال هواتف الآيفون إلى المباني التي تديرها الدولة في الأسبوع الماضي (كما يمكنك تخيل أن هناك الكثير من تلك المباني) لأسباب أمنية.
لا يرتبط هذا الأمر بالهاتف نفسه، بقدر ما يرتبط أكثر بالصراع التكنولوجي المستمر بين الصين والولايات المتحدة، لكنه تسبب في اهتزاز سعر سهم أبل.
غالبية الناس في الصين تستخدم أجهزة أندرويد، لكن الآيفون هو الهاتف الأفضل مبيعا في فئة الهواتف الفاخرة (وأعني المبيعات باهظة الثمن بالدولار).
الوضع محرج لأبل بشكل إضافي لأنها لا تزال تقوم بتصنيع منتجاتها في الصين. لقد كانت تحاول الانتقال بعيدا، إذ يتم الآن تجميع آيفون 14 في الهند، على سبيل المثال، لكن أبل لا تزال بحاجة إلى الشركات والمصانع الموجودة في الصين.
أبل تحتاج لاستمرار علاقتها مع الصين. ولكن ما مدى احتياج بقية العالم -أو رغبته- في الآيفون الجديد؟ سنكتشف ذلك قريبا.
