"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

ليس دفاعًا عن آن غريو

أنتم والحدث
الأحد، 16 يوليو 2023

ليس دفاعًا عن آن غريو

استهجِنوا أولاً استعبادكم من قبل طبقة سياسية عفنة، ليس لها قلب يرحم، دمرت الحجر وهجرت البشر، بل وحولت لبنان إلى جحيم يفوق الخيال.

استهجن عدد من اللبنانيين ما سموه «التصرفات الفوقية» التي فرضتها السفارة الفرنسية في احتفال العيد الوطني الفرنسي الذي أقيم في قصر الصنوبر يوم الجمعة ١٤ تموز، والتي طالت المدعوين اللبنانيين، بمن فيهم الشخصيات السياسية والحزبية، وهاجموا ما وصفوه بالخطاب التمنيني الاستعلائي للسفيرة الفرنسية آن غريو التي عددت بعض عطاءآت حكومتها للبنان طوال فترة ولايتها في السفارة (من تشرين الأول ٢٠٢٠ إلى تموز ٢٠٢٣).

عدتُ إلى خطاب السفيرة بنصه الكامل باللغة الفرنسية وإلى ترجمته بالعربية، فلم أجد أي جملة أو كلمة خارج المألوف الدبلوماسي المعتاد في لبنان (بما فيها عبارة كررتها، مفادها سؤالها «أين كنتم اليوم لولا دعمنا لكم في كذا وكذا من المساعدات؟»)، إذ كانت السفيرة تعدد بعض ما قامت به حكومة بلادها من دعم متتال للبنان وللشعب اللبناني في محنته الأليمة التي لم ير مثيلًا لها منذ قرن ونصف من الزمن.

ليس دفاعًا عن آن غريو التي لا تربطني بها معرفة مباشرة والتي ستغادر منصبها الحالي قريباً ليحل محلها السفير الجديد هيرفيه ماغرو الآتي من سفارة بلاده في تركيا، بل إحقاقاً للحق، نقول بصراحة للمستهجنين والمهاجمين:

  • استهجِنوا أولاً استعبادكم من قبل طبقة سياسية عفنة، ليس لها قلب يرحم، دمرت الحجر وهجرت البشر، بل وحولت لبنان إلى جحيم يفوق الخيال.
  • ثم هاجِموا عصابات الأشرار، المتوالية على حكم لبنان، الذين سرقوكم وأفقروكم، وبعدها تسولوا دول الأرض على رقابكم، بعدما باعوكم بأبخس الأثمان.

كنا صغاراً نسمع عبارة «مقصر وفصو حامي»، حتى هذه العبارة قليلة على هؤلاء الذين يزحفون مستميتين ليرضى عنهم الأجنبي، فيما هم يذيقون شعوبهم أشد العذاب.

ملخص كلام السفيرة آن غريو في العيد الوطني: فرنسا تثق بلبنان واللبنانيين وستستمر بدعمهم في كل الأحوال، لكنها لا تثق أبداً بمن أوصل الوطن والمواطنين إلى هذا الدرك الخطير غير المسبوق.

وللغيارى نقول: لن نستعيد كرامتنا الوطنية إلا حين نبدأ بتحرير الوطن ممن عاثوا فيه كل أنواع الإجرام والإفساد، وعندها لن نحتاج إلى حفلات تسول عربية ودولية، حفلات بدأت فعلياً منذ زمن بعيد (٣٠ سنة على الأقل)، قبل إغراق البلد بديون مليارية كان هدفها المزيد من السرقات وتكديس الثروات المهربة للخارج.

لبنان بلد غني… لكنه منهوب منهوب منهوب.

المقال السابق
لبنان في قائمة "أكثر الدول تلوّثًا في العالم"

مقالات ذات صلة

يديعوت أحرونوت: سئمت إسرائيل من "الاستنزاف"و"القفازات" وتدفع نصر الله إلى حرب شاملة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية