لبنان أمام 3 سيناريوهات.. "أحلاها مرّ"!

يبدو ان الازمات في لبنان، ذاهبة نحو المزيد من التصعيد و التعقيد، وربما قد تتفلت الامور من عقالها، نظرًا للانسداد في الافق السياسي، الناتج عن الانقسام العامودي الحاد بين اطراف النزاع، محليا وحتى دوليا واقليميا.

كل المؤشرات تدل على ان انفجار الازمة آت لا محالة، في ظل استعصاء اجتراح اي حلول، وسيناريوهات ثلاثة يتم التداول بها في الكواليس.

السيناريو الاول، يتحدث عن انفجار مالي، يصحبه انفجار اجتماعي، وفوضى قد ترغم الاطراف السياسية والدولية تحديدا، على التحرك من اجل لجم التدحرج الكارثي للانهيار، وتبعاته على لبنان، من خلال محاولة جمع المتناحرين في الداخل، على طاولة حوار تنتج حلًا توافقيا في ما بينهم، وتثمر اتفاقا حول سلة متكاملة، يُستعاد من خلالها انتظام العمل المؤسساتي في لبنان، وتنطلق طبعا من بيان “الخماسية” الاخير، و الذي، يصب في هذا الإطار، تحرك جان ايڤ لودريان الذي بدأه امس وسيستكمله في جولات لاحقة.

السيناريو الثاني، الذي يتم التداول به، ينطلق من الجنوب اللبناني، الذي يشهد منذ فترة مناوشات على الحدود يتوقع البعض ان تتطور وتؤدي الى خضة أمنية، ما يستوجب تحركا دوليا جادا، لأن هناك كثيرين يرون ان التحرك الدولي تجاه لبنان، وتحديدا الاميركي، ليس جادا او بالثقل المطلوب، الا ان التوتر على الحدود الجنوبية للبنان، قد يقود الى تحرك دولي جدي، ينتج تسوية داخلية، خصوصا اذا تبين ان المنطقة التي يتم التنقيب فيها عن النفط، اي البلوك 9، تحوي كميات تجارية.

اما السيناريو الثالث، فهو التخلي عن لبنان من قبل الدول الخارجية، لا سيما الولايات المتحدة الاميركية، والتي قد ترمي الازمة اللبنانية على كاهل “حزب الله”، اي عمليا توريثه المشكلة اللبنانية، والذي يتوقع في هذه الحالة، ان يستكمل مشروعه بكل ما يملك من ادوات، ويأتي حين تحين الساعة بسليمان فرنجية رئيسا، الامر الذي سيمدد عمر الازمة، ولربما يكون بداية، ليس لمزيد من التدهور فحسب، بل لمشروع صدام في الداخل اللبناني، قد لا تحمد عقباه، في بلد تاريخه حافل بالاقتتال.